إبراهيم شريف لـ «أسوشيتد برس»: أدمنت السجن... ولا يمكن أن تكون السلطة المطلقة في أيدي الأسرة الحاكمة

جون غامبريل - أسوشيتد برس - 2016-11-11 - 10:55 م

ترجمة مرآة البحرين

مع اختتام الاحتفال في ذكرى القتلى البريطانيين من الحرب العالمية الأولى بحضور الأمير تشارلز، صدح أذان صلاة الجمعة في المساجد الشيعية المجاورة في البحرين.

وبالنسبة لزيارة ملكية مخطّط لها بعناية، هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها أصوات "الشيعة" غير المتحالفين  مع الحكام السنة في البحرين، إلى آذان أمير ويلز.

اختُتمت جولة الأمير تشارلز وزوجته كاميلا إلى دول الخليج الثلاث يوم الجمعة في البحرين، وقام كلاهما بالتلويح مودّعين من على باب طائرتهما الخاصّة. وقد تركا وراءهما دولة بأغلبيّتها الشيعيّة في غمار حملة قمع ضد المعارضة لم ير مثلها منذ احتجاجات الربيع العربي عام 2011.

وقال إبراهيم شريف من جمعيّة "وعد"، الذي كان قد اعتقل من قبل حكّام البلاد السنّة، إنّه "لا يدري ماذا حصل وراء الأبواب المغلقة وإن كان الأمير قد ناقش قضايا حقوق الإنسان."

وقال "إنّ الحكومة البحرينيّة تثمّن علاقاتها مع المملكة المتّحدة، وإذا ألقت المملكة المتّحدة بثقلها لتحسين حقوق الإنسان في البحرين، فستستمع الحكومة إليها. هم بحاجة لأصدقاء."

ليس من الواضح ماذا قال الأمير تشارلز لملك البحرين الّذي التقاه لفترة وجيزة، أو لولي العهد الّذي حضر الكثير من فعالياته مبتسمًا لكاميرات الصحافة البريطانيّة. ولطالما أحبّت العائلة المالكة البحرينيّة العائلة المالكة البريطانيّة.

وفي حين قالت وزارة الخارجية البريطانية إنّها تقوم بمناقشات "صريحة" مع البحرين، إلّا أنها رفضت أن تتكلّم عن تعليقات الأمير. ونشر مكتب الأمير تشارلز في "كلارنس هاوس" نهار الجمعة تصريحًا يقول إنّ "أصحاب السمو الملكي على بيّنة من النقاط التي أثارتها منظمات حقوق الإنسان ومكتب الخارجية والكومنولث يوفّر ملخّصات ومعلومات حول خلفيّات الموضوع."

لم تكن هذه معلومات كافية لـ"شريف"، الذي بدوره كان مسجونًا في الجزيرة الصغيرة. وقد عبّر للأسوشيتد برس أنّه يخشى من أن تقوم زيارة الأمير بـ "تبييض" حالة حقوق الإنسان في الجزيرة الصغيرة الواقعة قبالة ساحل شبه الجزيرة العربية.

وكانت البحرين قد قمعت احتجاجات الربيع العربي في العام 2011 بمساعدة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد دعمت الأغلبية الشيعية وغيرها الاحتجاجات التي كانت تهدف إلى المطالبة بمزيد من الحريات السياسية من عائلة آل خليفة الحاكمة.

وفي حين استمرت الاضطرابات على مستوى منخفض لسنوات، بقيت الأمور هادئة إلى حد كبير حتى شهر أبريل/ نيسان، عندما أعلن الجيش البحريني أنه "على استعداد للتعامل بحزم وإصرار مع جماعات الفتنة هذه وقادتها" بعد انفجار قنبلة أسفرت عن مقتل ضابط في الشرطة.

وبعد ذلك، قامت السلطات بتعليق عمل كبرى جمعيّات المعارضة الشيعية في البلاد، الوفاق، وضاعفت عقوبة السجن بحق أمينها العام الشيخ علي سلمان. وقد سُجن الناشط البارز نبيل رجب، وهو ينتظر الآن صدور الحكم بحقّه بتهمة نشر "أخبار كاذبة". أمّا زينب الخواجة، ابنة الناشط المعروف عبد الهادي الخواجة، الذي هو نفسه يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة لدوره في احتجاجات العام 2011، فقد أُجبِرت على المغادرة إلى المنفى.

وفي الوقت نفسه، لا تزال قوات الأمن في البلاد تحاصر بلدة صغيرة هي موطن رجل الدين الشيعي الذي سحبت الحكومة جنسيّته في وقت سابق من العام الحالي.

وخلال زيارتهما، أبقي كلّ من الأمير تشارلز وكاميلا بعيدين عن حصار الدراز، رغم أنه كان من الممكن رؤية الشعارات المناهضة للحكومة في بعض الأحيان من نوافذ الموكب المسرع. وفي حين كان أذان صلاة الجمعة يصل إلى مسامع السفارة البريطانية التي استضافت مراسم الاحتفال، لم تستطع الدراز من إقامة الصلاة.

وعند مغادرة السفارة، ألقى موكب تشارلز نظرة خاطفة على الّلافتات الشيعية. ولكن من هناك، تحولت اللافتات إلى برامج التنمية والإسكان التي ترعاها الحكومة.

بالنسبة لشريف، على الحكومة أن تعمل مع معارضة "مرنة وواقعيّة". وحذّر من أنّ المزيد من المشاكل تنتظر البحرين في وقت لا يزال سعر النفط العالمي منخفضًا.

وقال شريف إنّه "يجب على جميع الأطراف أن تتوصل إلى تسوية". وأضاف "لا يمكن أن تكون السلطة المطلقة في أيدي الأسرة الحاكمة."

وضحك شريف عند سؤاله عما إذا كان يشعر بالقلق حول سجنه مرة أخرى بسبب تصريحاته.

وقال "لقد أصبحت مدمنًا على السجن الآن."

النّص الأصلي

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus