قاسم: تضحيات الشعب مصادرة في أي صورة ديمقراطية.. والمحمود: ثقافة الكراهية أوجدت الفتن في المجتمع

2012-03-16 - 2:10 م

مرآة البحرين (خاص): قال الشيخ عيسى قاسم إن الشعب احتشد في 9 مارس/آذار الحالي "ليدحض افتراء المفترين على أن للخارج يداً في تحرككم ومطالبكم الضرورية الوطنية"، مؤكدا أن التضحيات التي يبذلها الشعب "مصادرة جذرياً في ظل أي صورة تأخذ شكلاً ديمقراطياً ولو متقدماً"، مشيرا إلى أن "صوت المواطن البحريني يفقد كامل قيمته عندما يتم توزيع الجوازات البحرينية على مختارين من دول الخليج غير البحرين بغرض اعطائهم حق الترشح النيابي".

وحيا قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز "جماهير شعبنا الواعية من الذين عبرو بإرادتهم الحرة في مسيرة 9 مارس عن مطالبهم السياسية والحقوقية العادلة"، معتبرا ذلك "اعلاناً صريحاً بأنه لا تراجع عنها ولا تزحزح". وقال: "لقد كان احتشادكم الهائل لإبلاغ رسائل عدة إلى كل من له دخل في قضيتكم وقد نجحتم كل النجاح في ابلاغ رسائلكم".

وأردف: "احتشدتم بمختلف انتماءاتكم لتقولوا بأن اختلاف الانتماءات لا انعكاس له بشيء من الوهن على الموقف الوطني الموحد الصلب الثابت من مطالبنا الوطنية العادلة"، مؤكدا أن التباين "لا يمكن أن يكون عائقاً في يوم من الأيام عن الدفاع المشترك عن الحقوق المسلوبة والحرية المصادرة والكرامة المضيعة، أو يكون مدخلاً لفرقة توهن من قوة هذا لشعب وتسمح باستمرار اذلاله".

وتابع: "احتشدتم من كل الشرائح والمستويات الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والعمرية لتقولوا بأن هنا قضية اجمع عليها الشعب وليست هي قضية شريحة من شرائحه او فئة من فئاته، لتتهم بطيش أو تآمر أو خيانة، ولتدحضوا افتراء المفترين على أن للخارج يداً في تحرككم ومطالبكم الضرورية الوطنية".

وفيما اشار قاسم إلى أن "منطق الحكومة في مواجهة المطالب الشعبية العادلة هو بالإستمرار في القتل والتعذيب والقمع من اجل استمرار الظلم والإستفراد والأثرة"، لفت إلى أن "منطق الشعب هو بالإستمرار في المطالبة بالحقوق المشروعة والبذل والتضحية من اجل الحرية والعزة والكرامة ومرجعية الشعب في تقرير المصير".

واعتبر أن "أحد المنطقين بغي وظلم والآخر عدل وحق لا يعلوه غبار"، متسائلاً "هل يشتبه مشتبه فيما هو منهما عدل وما هو جور ومن هو منهما حق وما هو باطل؟"، مضيفاً "أخطأ كل من كان في نظره أن يقابل الحضور الجماهيري الواسع النموذجي في التاسع من مارس بالعدوانية أو الإستخفاف والاهمال"، مبينا أن "ذلك الحضور المتميز المتنوع المكثف لم يكن عدوانياً ليقابل بروح من العدوانية وليست قضيته قضية عابرة لتنسى أو سطحية يمكن تجاوزها".

وأكد أن قضية الشعب "لا يصح ان تقابل أبداً بالتبجح على القدرة على الفتك والقتل وتحكيم السيف في الرقاب وتوجيه الرصاص والقذائف إلى الصدور والرؤوس"، معتبرا أن "هذا التبجح بالقوة الباطشة ليس مما تقابل به مسيرة سلمية تنادي بالحقوق المشروعة الثابتة"، قائلاً "ليس فخراً أن يتبجح جيش بلد بقدرته على سفك دم أبنائه وحصدهم في ساعة أو ساعات".

وشدد قاسم على أن الحراك الشعبي وكل الفجائع والشدائد التي تحملها الشعب إنما هي من اجل أن يقول كلمته في رسم خطه ومصيره وحكمه وسياسة وطنه ويتمتع بمرجعيته الحقيقية في ذلك كله".

وأكد أن "الهدف وكل الجهود والتضحيات المبذولة على طريقه مصادرة جذرياً في ظل أي صورة تأخذ شكلاً ديمقراطياً ولو متقدماً". فـ"عندما يتم توزيع الجوازات البحرينية على مختارين من دول الخليج غير البحرين بغرض اعطائهم حق الترشح للحياة النيابية وللإنتخاب بدرجة اولى، ليفقد صوت المواطن البحريني الحقيقي كامل قيمته، ويتحول المطالبون بالحقوق المضحون من اجلها إلى اقلية ضئيلة في بحر مجموع الأصوات الإنتخابية"؟.

وختم الشيخ قاسم بالقول: "انتخابات من هذا النوع شكلية لا حقيقية وهازلة لا جادة ومفروضة لا اختيارية ولا يمكن أن تقبل شعبياً أو تنال من الشعب موافقته".

من جهته، نبه الشيخ عبد اللطيف المحمود من انتشار "ثقافة الكراهية" في المجتمع"، معتبرا أنها "أوجدت الحروب والمآسي بين الدول وأوجدت الفتن بين الذين يعيشون في المجتمع الواحد".

وقال المحمود في خطبة الجمعة إن "من أكبر المفاسد في أي مجتمع أن يتربى أفراده على الكراهية فيما بينهم، وأشد منها أن تصبح الكراهية ثقافة عامة لدى فئة من فئات المجتمع ضد من يعيش معهم أو ضد غيرهم".

واعتبر أن "ثقافة الكراهية تعتمد على التركيز على المآسي التي حصلت لتلك الجماعة أو هذه عبر التاريخ، ومن أركان نشرها إشعار الأفراد بوقوع المظلومية والتمييز عليهم من دون أن ينظروا إلى أسبابها". وأردف: "ثقافة الكراهية هي التي أوجدت الحروب والمآسي بين الدول وأوجدت الفتن بين الذين يعيشون في المجتمع الواحد"، مشيرا إلى أن "من مصائب ثقافة الكراهية أن روح الكراهية لا تقتصر على تعاملات أصحابها مع غيرهم بل تنعكس على تعاملاتهم فيما بينهم لأن هذه الثقافة تصبح خلقا وعادة".

ولفت المحمود إلى أن "ثقافة الكراهية المبنية على الأديان تنبع من المحاضن الدينية ثم تنتقل إلى المنازل والبيوت لتغرس في نفوس الأطفال والناشئة، ثم تنتقل إلى المحاضن التربوية ثم إلى أماكن العمل ثم إلى المجتمع بكامله".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus