ملك البحرين على طريقة "القذافي": لو كان الحسين موجودًا لوقف إلى جانبي
2016-10-06 - 4:20 ص
مرآة البحرين (خاص): ليس عجيبا أن تدعي وزارة الداخلية البحرينية، التي أغارت على أكثر من 15 قرية شيعية لنزع الأعلام السوداء ومظاهر العزاء من شوارعها، أنها "تقدّر مناسبة عاشوراء كمناسبة دينية"، فقد افترض الملك حمد بن عيسى آل خليفة ما هو أعجب من ذلك.
افترض أن الحسين بن علي كان سيقف إلى جانبه لو كان موجودا. إنه ينضم إلى قائمة زعماء بائسين كالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والليبي معمر القذافي في نوادرهما التي لا تنتهي.
ادعى صدام أن الحسين جده، أما الرئيس المضحك القذافي فيقول إن نسبه ينتهي للإمام موسى الكاظم (سابع أئمة الشيعة)، قبل أن يلحق بهم ملك البحرين على طريق ذات الطُرفة، ولعله يلحقهم على ذات المصير.
كان حمد بن عيسى يستشيط غضبا وهو يخاطب أحد رؤساء المآتم قبل عامين احتجاجا على وضع صوره على الأرض في طريق المواكب: "لو كان الحسن والحسين موجودين في هذا الزمن لصاروا إلى جانب النظام"!
صحيح أننا لا نعرف كيف توصّل الملك إلى فرضيته الخطيرة، بيد أنه من الممكن أنه يحارب "مراسم عاشوراء" مستندا إليها، فهو يملك تأييدا دينيا رفيعا لما يقوم به من إجراءات! لقد هاجمت قواته للعام السادس على التوالي مراسم إحياء عاشوراء، واستدعت خطباء ورواديد للتحقيق، ومنعت آخرين من دخول البلاد.
منذ العام 2011 قاد الملك الذي يحظى حسب زعمه بتأييد الإمامين الثاني والثالث من أئمة الشيعة الاثني عشر، عملية هدم أكثر من 40 مسجدا ومركزا للطائفة الشيعية التي تمثل غالبية السكان الأصليين وشن حملات واسعة على معتقداتها الدينية!
مركز البحرين لحقوق الإنسان قال في بيان إنه رصد قيام منتسبي الأجهزة الأمنية بنزع اللافتات والشعارات الدينية المرتبطة بالموسم (تم تعليقها في الأحياء السكنية الشيعية) في ما لا يقل عن 15 منطقة من مناطق البحرين، كما قام رجال الشرطة باستخدام الغازات المسيلة للدموع لقمع المحتجين الذين احتجوا على نزع اللافتات والشعارات الدينية.
ومنعت الأجهزة التي تفرض حصارا شاملا على منطقة الدراز منذ قرابة 4 أشهر خطباء دينيين من دخول البلدة لمشاركة الأهالي إحياء المناسبة. ويشتكي القاطنون في الدراز التي تحتوي 18 مأتما من أن محاصرة البلدة تحول دون إحيائهم الشعائر بحرية.
وسجّل تقرير العام الماضي نحو 175 حالة تتعلق بالتضييق على ممارسة إحياء عاشوراء، من بينها اعتقال 15 شخصا من خطباء ومنشدين ومسؤولي مآتم، إضافة إلى إصابة 45 شخصا نتيجة اعتداء قوات الحكومة على 4 مواكب بقنابل الغاز والرصاص الإنشطاري.
قال الملك لمسؤول المأتم الذي استدعاه لقصره من السجن إنه منح الشيعة فسحة كاملة لإدارة أوقافهم وشؤونها الخاصة، لكنه لم يحصل على المقابل المطلوب: "لديكم الأوقاف الجعفرية. دول الخليج الأخرى لايوجد بها ذلك، هل هذه هي النتيجة" يقول غاضبا.
النتيجة التي يطلبها الملك هو أن يدين الناس له بالولاء السياسي لكي يحصلوا على حريتهم الدينية، دون ذلك فإنه يذهب منذ 2011 في استعداء الطائفة الشيعية حتى النهاية، فعاشوراء والخُمس والصلاة مقابل الإذعان لما يقول. رُبما يفوت الملك أن يعرف جيدا أن الناس في كل مكان لا تساوم على ديانتها.