إلى نائب رئيس الأمن العام خليفة بن أحمد آل خليفة: السلام عليكم وبعد
2016-08-26 - 9:57 م
مرآة البحرين - خاص: خليفة بن أحمد آل خليفة، نائب رئيس الأمن العام في البحرين؛ أيها الوغد! نعم، اسمح لي أن أخاطبك بالوغد. أنت من قبيلة "عنزة" التي تقول سرديات عائلتك إنها جاءت من الجزيرة العربية، منبع تشكّل اللغة العربية وأساسها الأوّل. فلنحتكم إذاً إلى ما تقرّره اللغة. الوغد: هو الأحمقُ الدنيءُ الرّذل. هذا ما تقوله معاجم اللغة.
وأنت تنظر إلى نفسك في المرآة لحظة خروجك إلى العمل صبيحة هذا اليوم بالبذلة العسكرية البهيّة المزركشة بالنياشين: بصدق، هل ترى نفسك غير ذلك الأحمق الذي ضُبط وهو يشتم طائفة من مواطنيه على الملأ. وأنت تسارع ممقوع الوجه للهث وراء وحدة الجرائم الإلكترونية في وزارة الداخلية التي تشغل أنت منصب نائب رئيسها العام، كي تتولى تنظيف قاذوراتك من ورائك زاعمة بأن حسابك تم اختراقه، وإلقاء اللوم على من شتمتهم، هل كنت تفعل شيئاً غير ما حسمته اللغة العربية بشأنك.
هل تظن أن أحداً سيصدقك؟ أنت غبيّ إذاً. دعني أصارحك بماذا يقول الناس لتعرف عن قرب الفرضيّة التي باتوا مقتنعين منها. يقولون إنك أفرطت في الشراب ليلتئذ ما أدى إلى أن تفقد القشرة الرقيقة في دماغك التي تفصل بين وعيك ولا وعيك فقمت بإفراغ لا وعيك ونمت كالدّابّة. ثم صحوت وإذا بالقيامة قائمة. تبرّعت وحدة الجرائم الإلكترونية بتأليف قصّة لإخراجك من الورطة. لكنها كمن أراد إخراج الفيل من خرم إبرة.
لم تكن وحدة الجرائم معك على ذات الصّفحة. حتى أنها أخطأت في البداية لفرط لخبطتها وعجالتها، فقالت إن الاختراق كان لحسابك في "تويتر". كانت الوحدة أغبى منك كثيراً. كما لو أنها تعاطت معك الثمل من الكأس إيّاه فمسّتها النشعة. وحين ضحك الناس عليك وعليها لفرط ترنحكما من الفضيحة، أعادت سحب الخبر لتصحيحه وقالت إن الاختراق تمّ لحسابك في "انستغرام".
يبدو أن يوم أمس كانت لديكم في وزارة الداخلية مشكلة كبيرة و"خبصة". فقد تدخل رئيسك طارق الحسن، رئيس الأمن العام بكُبْره، أيضاً في محاولة يائسة لتنظيف سوأتك. بدلاً من لطمك على فمك البذيء الذي فاح بُخره الكريه وتقريعك على جريمتك راح يبرر لك سقوطك المدوّي فعدّه "مكيدة غبية". لا فائدة منكما ولا رجاء. أنتما مجرّد مثالان بسيطان للقاع السحيق الذي يتيه فيه هذا البلد.
قلت إنك ستغلق حسابك بشكل نهائي. نحن نعلم بأنك أرغمت على ذلك؛ ليس لأن عائلتك لا تحب شتم الشيعة. إنما لأنّ الفتق اتسع على الرّاتق. ليس في مقدورك، ولا عقلك في كامل وعيه كما لا شكّ بتّ تعلم، حتى تستطيع رتق هذا الفتق.
دعني أذكرك بشتّام آخر مثلك تماماً، وهو خالد البوعينين، الناطق الرسمي باسم الجيش البحريني. هل تذكره؟ نحن نسيناه! لقد أثبت بطريقة عجز عن القيام بها أيّ كاره، حجم تجذّر عقيدة الكراهية والـ"أنتي - شيعيزم" في المؤسسة العسكرية. إلى أن تمّ شكمه أخيراً وإجباره على الخرس نهائياً بعد أن أصبح عالة. وهكذا كان الأمر مع الإرهابي ناصر بن خالد آل خليفة، نجل وزير الديوان ومنظم حملات تجهيز الغزاة. إذ اضطرّ هو الآخر إلى إغلاق حسابه بعد أن صار حسابه فضيحة. وهكذا انتهى بك الأمر أيضاً.
لكن أريد أن أحذرك من فهمي بشكل خاطيء. أنا لست سعيداً بإغلاق حسابك من الأساس. لا أتبنى إخراس الأفواه، الحلّ السهل الذي تفضله عائلتك.
قال طارق الحسن إن هناك محاولة رخيصة للكيد بك والفبركة عليك. قل لي بالله عليك، من يفكر في سرقة حسابك أنت أصلاً أو الكيد لك! ما أنت إلا عقيد تافه وَغُدَ إذْ أفرط في الشراب فلحس الحمق عقله. لاحظ أنني أستخدم صيغة الفعل الماضي "وَغُدَ" وليس الصفة المشتقة منه التي استخدمتها في البداية. لقد آليت على نفسي بألا أتحدث هذا اليوم وأترك للغة العربية أن تتحدث. يقال للرجل بأنه وَغُدَ: إذا ضعف عقله. فهل كنت غير ذلك الشخص الوغد الذي فقد عقله لحظة تجلّيك الصّافي في إفراغ مكبوتك وشتم طائفة تشكّل أغلبية سكّان بلادك!
دعني أذكرك بشيء ذي صلة. هناك عشرات البحرينيين الفقراء في السجون الآن ممن قمت أنت ورئيس الأمن العام بجرجرتهم بسبب انتقادهم دكيتاتورية عائلتك على شبكات التواصل الاجتماعي. أغلبية هؤلاء أنكروا في غضون التحقيق معهم بأن يكونوا مالكي تلك الحسابات وأكدوا تعرضها إلى السرقة. لكن ذلك لم يكن كافياً دون الحكم عليهم بسنوات طويلة. فلماذا تود منا أن نصدّق أنك غير وأن "هاكرك" غير "هاكرهم"؟ نحن نعلم إن أحداً لن يحاسبك وأنك فالت منها. هذا إذا لم يتم تكريمك في السرّ أصلاً. لكن قل لي بربك، كيف ستفلت من حكم اللغة العربية بحقك: أنك وغد!