"شعب تغلب على الفرقة هو شعب منتصر"، قاسم: مسيرة 9 مارس لكل الأطياف الطموحة للإصلاح والتغيير

2012-03-02 - 5:31 م




مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن "شعباً تغلب على الفرقة ويدخل اليأس على مخادعيه من أن ينالوا من وعيه وعزمه على تحقيق أهدافه هو شعبٌ منتصر"، وأشار إلى أن مسيرة التاسع من مارس ستكون "مسيرة شعب عامة وشاملة لكل الأطياف الطموحة للإصلاح والتغيير".

وقال الشيخ قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز إن "الحراك الشعبي العارم بمضمونه السياسي الواعي الذي تعيشه البحرين لم يكن وليد حالة انفعالية أو

لحظة ارتجال، ولم يأتِ بصورة رد فعل متأثر إجاباً بالربيع العربي، وما كان عن حال انفعال وبداية انفعالية يمكن أن ينهيه الإنفعال أو عن رد فعل ممكن أن يتوقف عند أي لحظة من لحظات الزمن".

وأضاف: "حراكنا الشعبي ليس حادثاً اليوم ولم ينتظر يوم ولد فيه الربيع العربي، أنه سابق على هذا اليوم بزمن طويل، ومنذ بدأ لم يتوقف"، مشيرا إلى أن "خلفيته شعور عميق بكرامة الإنسان بناه الإسلام وغذاه ولا يزال يغذيه، ورفض قاطع من هذا الدين القويم لكل أنواع الظلم والقهر والعسف والإذلال بغير حق يمارسه انسان في حق أخيه الانسان".

واعتبر ان خلفية الحراك "ظلم طال واستشرى وتجذر وتعامل مهين من الحكم مع هذا الشعب، ويأس من الإصلاح والتغيير من دون هبة عامة وتضحيات"، مبينا أن "هذه الخلفية ليست الخلفية المهتزة التي تتأثر سلبا وتسقط بالضربات والمفاجآت ليسقط ويتوقف كل ما ينطلق منها، إنها خلفية تضمن الإستمرار للحراك مهما كانت التقلبات".

وقال: "وعيك بأن قيمتك في عزتك وكرامتك وحريتك يمنع عليك أن تقبل البقاء الذي يأخذ منك العزة والحرية والكرامة، فضلاً عن أن تجد له عوضاً آخر مما في ايدي الناس". فـ"الإسلام لا يرى الحياة في الذل حياة ولا الموت في عز بموت، وليس أكبر من ذل أن يحرم امرء أو شعب من النظر في أمر نفسه واختيار خط حياته، وأن تقوم إرادة غيره مكان إرادته في تقرير مصيره، وتحديد وجهة نظره مع بلوغه ورشده وحكمته".

وتابع: "نقول شعبنا منتصر ونسأل: امنتصر والسجون مليئة برجاله وشبابه امنتصر وشهداءه في تلاحق غير منقطع؟ كفاءاته تذل وتساوم على لقمة العيش؟ احياءه السكنية ترش

بالغازات الخانقة والسامة كما ترش بالمبيدات مستنقعات الحشرات؟ شبابه الغيارى ينتظرهم التعذيب والموت على كل طريق؟"، مستدركاً "بلى شعبنا منتصرٌ رغم كل ذلك، شعبٌ قام لا ليقعد وركب طريق النصر، ويرفض نهائيا أن يغادره، وتخسر كل الضربات التي تريد أن تنال منه تراجعاً عن هدفه وقد عرف الكلفة على هذا الطريق".

وشدد على أنه شعب "وعى ألاعيب السياسة الظالمة وعياً يحميه من السقوط في شبكها، ويدخل اليأس على مخادعيه من أن ينالو من وعيه وعزمه وتصميمه واصراره على تحقيق أهدافه، هو شعبٌ منتصر"، لافتا إلى أن "الأهداف لحراكه الشعب وثورته لا بد من تحققها نتيجة للنصر الذي تحقق له، وهي أهداف من اجل استمرار هذا النصر وتركزه وحمايته".

واعتبر أن "الحراك الشعبي وثورته من اجل الإنسان الحر القوي المنتصر على نفسه موجود اليوم على هذه الأرض بكثافة ودرجات عالية، وتحقيق الأهداف الأخيرة واستثمارها استثماراً صحيحاً وتوظيفها من اجل بناء الإنسان، سيوسع من وجود الإنسان المطلوب وسيزيد من رقيه وتقدمه".

وتطرق إلى الحكم الإصلاح فأشار إلى أن "القول بالإصلاح متكرر على لسان الحكم بما لا مزيد عليه، والدعوة بالرغبة فيه مكثفة، أما ما على الأرض فشيء آخر، من قتل وتعذيب لازال يتصاعد، ومحكومين ظلما ما زالوا يرزحون في السجن، ومحاكمات سياسية ما زالت مستمرة، ومداهمات ليلية وغير ليلية، واغارة على مناطق سكنية لا تتوقف، واهمال كامل للمطالب السياسية، ومفصولين من وظائفهم واعمالهم يتلاعب بقضيتهم بنحو من حرق الأعصاب والإذلال، وتوصيات اصلاحية لا تعني الكثير اوصت بها لجنة تقصي الحقائق يؤخذ بها من تسويف إلى تسويف، ومن تزييف إلى تزييف".

وأكد أنه "في ظل هذا الواقع العملي السيء تفتقد دعوة الرغبة في الإصلاح كل قيمتها، ولا يكون لها محمل على الجد".

ولفت قاسم إلى أن "المطلوب لمسيرة سياسية في يوم الجمعة التاسع من مارس الحالي التي تصل إلى ساحة الحرية، أن لا تكون مسيرة جميعات سياسية فحسب، وإنما مسيرة شعب عامة، واوسع ما يمكن أن تكون عليه، شاملة لكل الأطياف وجماهير الشعب الطموحة للإصلاح والتغيير"، موضحاً أن "ذلك لا للمبارزة والإستفزاز وإنما للتأكيد على أن المطالب السياسية ليست خاصة بشرذمة قليلة كما قد يروج له الإعلام".

وبيّن أن "المطلوب هذه المرة ألا يتخلف عن المشاركة في الحضور أي قادر من رجل أو امراة من شيخ أو شاب، من كل الأعمار رداً عملياً منكم أكبر افحاما لتلك الدعاوى الزائفة التي تقوم على التضليل وتزوير الحقائق".

وتمنى على "جماهير الشعب من كل الأعمار، من كل قادر على الحركة رجلا كان أو امراة من كل الأطياف، من كل فصائل المعارضة، والحراك الشعبي كله، ومن كل المناطق أن

تكون لهم مشاركتهم في المسيرة المذكورة، وفي الوقت المبكر، لإقناع من يقنعه الحق والواقع بأنكم مع مطالبكم السياسية والحقوقية العادلة، وأنكم لستم الشرذمة القليلة المعزولة التي

لا يعبء بها".

كما تمنى قاسم على "أصحاب السماحة العلماء وأخوتي طلاب العلوم الدينية الأعزاء أن يكون لهم حضورهم القوي البارز، وأن لا يتخلف منهم متخلف"، معتبرا أنه "سيكون على هذا المتكلم أن يتشرف بالحضور مع اخوانه وأبنائه من أبناء الشعب وبناته الشرفاء، طلباً للأجر من الله سبحانه".

ودعا "الأخوة المنظمين والمشرفين على المسيرة والمشاركين فيها من جماهيرنا الغيورة، إلى العمل على أن تكون (المسيرة) الأرقى والأكثر انضباطا ودقة على مستوى القول والفعل، وأن تبتعد كل البعد عن أي مظهر من مظاهر التي قد تسجل علينا في الإعلام العالمي أي موأخذة، وأن نكون أرشد واوعى من أن نصرف بأمور آخرى عن هدفنا الرئيس".

وختم الشيخ قاسم بالقول: "نريد للمسيرة أن تتميز في كل ما ذكرت من بين المسيرات المنضبطة السابقة، لتؤدي رسالتها المقصودة في التركيز على أن المطالب السياسية والحقوقية العادلة مطالب شعب لا شرذمة قليلة غير معتبرة، وهي رسالة من الضرورة أن تصل العالم كله ويفهمها".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus