قاسم: إذا تظاهر الشعب قالت الحكومة إنها الفوضى.. وإذا خفّت التظاهرات: ديمقراطيتنا متقدمة!

2012-02-24 - 2:15 م



مرآة البحرين: قال الشيخ عيسى قاسم إنه "إذا تظاهر الشعب بمئات الآلاف ردت الحكومة بأن هذه هي الفوضى، وإذا خفت التظاهرات والاعتصامات قالت إن لا داعي للحوار والاصلاح وأن ديمقراطيتنا متقدمة"، مؤكدا أن "لا مجال للمجتمع أن يهدأ من أجل تصحيح الواقع".

وأاكد قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز أن "ما دام هناك فساد سياسي يفتح في المجتمع من الفساد العام فهناك مشكلة عامة تهدد حياة المجتمع كله"، موضحاً "لا مجال للمجتمع أن يهدأ، فمشكلة تثير الصراع ولا تسمح له بأن يتوقف، من أجل تصحيح الواقع تجنباً أن يخسر المجتمع كيانه كله".

وأضاف أن "الشعب عانى الويلات من فساد السياسة والفساد العام الذي يتدفق بها، وبين السياسة الفاسدة التي ترفض تصحيح الوضع والاعتراف بحق الشعب فيما تعارف عليه أهل الأرض في هذا العصر".

وتطرق إلى موقف الحكومة من التظاهرات فقال: "إذا تظاهر الشعب بمئات الآلاف ردت الحكومة بأن هذه هي الفوضى، فكيف يكون الحوار والاصلاح في ظل هذا الوضع مع أناس مخربين للحياة، وإذا خفت التظاهرات والاعتصامات قالت الحكومة بأن الوضع مستقر ولا داعي للحوار والاصلاح وأن ديمقراطيتنا متقدمة".

وأردف: "الشعب تظاهر أو لم يتظاهر، اعصتم أو لم يعتصم مخطئ في نظر النظام ولا صحيح عنده ولا إصلاح من جانب الحكم في الواقع السياسي"، قائلاً "يمكن أن يؤخذ بأمور قشرية لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة للشعب ولا تخفف من معاناتة، على أن ترفع لافتة إصلاح زائف في فضاء الاعلام".

وأكد قاسم أنه "لا يمكن أن يفقد شعب ضميره وصدقه ويتعامل مع صدق الحكم وتفانيه وعفة يده التعامل مع الاساءه ويعاقبه على احسانه". فـ"إنه لا يفقد حكم ثقته في شعبه إلا من ظلمه له، والخطأ كل الخطأ هو الاستمرار في هذا الظلم وعدم تدارك الخطأ بل يُعمد إلى مزيد من الظم والاصرار على الاستبداد والاذلال".

وشدد على أنه "لا حكم اليوم يريد لنفسه اليوم البقاء وأن ينال ثقة شعبه، فيسعه أن يتعامل بقسوة ويدوس على كرامته ويتنكر لحريته"، معتبرا أنه "صار من الضروري لاستقرار أي حكم والتعايش معه من غير توترات حادة مستمرة أن يعدل ويحترم حقوق الشعب، وأن يعترف له بحقه في تقرير المصير وبحريته كرامته".

وتوقف قاسم عند قيام القوة الأميركية على حرق القرآن في افغانستان، معتبرا أن ذلك "تعبيراً عن معاندته وحرق المصحف تعبير رمزي لمواجهة الاسلام". وقال: "لأي كيان يقوم على أساسه حرق الحرف من أجل حرق المعنى وحرق الحكم والهيمنة القرآنية في القرآن"، مبينا أن "العدوان أثار حمية المسلمين في افغانستان لما يعرفون من قيمته، وسقطت أنفس من العدوان في سبيل الدفاع عنه".

واعتبر أن "هذا عدوان لمقدساتنا يواكبه عدوان صهيوني على المسجد الأقصى وتخريبه ومنع المصلين فيه"، متسائلاً "أين الحكومات في أغلب البلاد الاسلامية؟"، مستدركاً "إنه غياب من أجل قهر الشعوب والتآمر على ثوراتها، ولقد عشنا مخلياً تجربة من التعامل السيء الساقط المستهين بحرمة القرآن الكريم حيث تختلط أوراق المصاحف الشريفة مع حطام المساجد المهدمة".

وذكّر أنه "شاهدنا في هذا الجامع صبيحة يومٍ من إلقاء القرأن على الأرض، ومصادرة ممتلكاته أعيد بعضها وبعضها لم ترجع"، مضيفاً "يصعب عليك فهم التعدي على المصاحف وكتب الدعاء من قوات بلد مسلم". وختم الشيخ قاسم بالقول: "إنها القدوة الحسنة التي تقدمها بلداننا المسلمة إلى بلدان العالم الأخر مع المسجد وكتاب الله".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus