لعبة بسيوني والفورمولا.. اللعبة الخاسرة

2012-02-23 - 4:21 م


مرآة البحرين: لاعب جديد، في سباق الفورمولا بالبحرين، هو البروفسيور شريف بسيوني، لكنه كالعادة لاعب خاسر. كان من المثير جدا تسريب الرسالة التي بعثها البروفيسور شريف بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق المنتهية مدتها لرئيس مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية زايد الزياني، إلى وسائل الإعلام التي اهتمت بها كثيرا، رغم أنها لم تخف استغرابها من موقفه.

اعتبر بسيوني أن سباق الفورمولا يجب أن يمضي قدما لما دعاه المساعدة في الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة في البحرين، ورأت العديد من وسائل الإعلام أن منظمي السباق تلقوا دعما كبيرا بوقوف خبير الأمم المتحدة شريف بسيوني في صف المؤيدين لاستضافتهم السباق هذا العام، ووصفته بعضها بالموقف الجريء وإن بدا متحولا.

وبعث بسيوني نسخا من الرسالة إلى بيرني إيكلستون مالك حقوق السباق وكذلك جون تود رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، وتلقى شكرا رسميا من حلبة البحرين على ذلك، في حين لم يتضح بعد مقدار ما ألحق مع هذه الرسالة من العطاء الجزيل.  

ورأى بسيوني في رسالته إن استضافة هذا الحدث من شأنها أن توفر نقطة انطلاق مهمة في مساعدة البحرين على المضي للأمام، وقال "هذه مبادرة مهمة، تعطي فرصة أخرى لشعب البحرين للعمل معا مرة أخرى بعد كل ما حدث في العام الماضي"

وأضاف بسيوني "إن سباق الجائزة الكبرى هو حدث وطني هام، تهتم به بشدة نسبة كبيرة من السكان، وجميع طوائف الشعب. وهو لذلك فخر وطني مستحق"

وقال في رسالته أيضا "سباق البحرين في ظل الذكرى السنوية الأولى لأحداث فبراير نقطة انطلاق مهمة لشعب البحرين حتى ينطلقوا قدما في جهودهم لتحقيق المصالحة الوطنية"

ووجه بسيوني خطابه للزياني قائلا " لقد استخدمتم السباق في هذا العام كوسيلة للأم الجروح وتعزيز المصالحة الوطنية. أنت والمنظمات المعنية المشاركة تستحقون الثناء على هذه المبادرة، وآمل أن يكون هناك العديد ممن يعمل على تعزيز عملية المصالحة الوطنية"

 سلمان آل خليفة: الفورمولا توحد "المشجعين"


وكان بسيوني قد كتب هذه الرسالة الإعلامية ليهنئ ويدعم تحديدا الخطوة التي اتخذتها حلبة البحرين في صياغتها شعار السباق لهذا العام تحت عنوان UniF1ed "موحدون" الأمر الذي دعاه مبادرة هامة.

يأتي ذلك رغم أن سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي للحلبة قد فسر الشعار بأنه يعكس روح الوحدة بين "جمهور مشجعي ومحبي رياضة الفورمولا" لا بين البحرينيين كما أراد أن يوحي بسيوني، وقال سلمان إن هؤلاء المشجعين يتطلعون حسب تعبيره لرؤية أفضل سباقات السيارات يجرى في المملكة وأضاف موضحا "الرياضة تجمع الناس معا، وخصوصا المشجعين المرتبطين بها"

وقد كشف سلمان آل خليفة النقاب عن هذا الشعار في المؤتمر الذي أعلن فيه البدء بطرح تذاكر السباق للبيع، وقد جاء الشعار مذيلا بعبارة "وطن واحد في احتفال" وكان من الواضح أن الشعار التمويهي اتخذ للتأثير على وسائل الإعلام لوقف انتقاداتها لإقامة السباق في البحرين، ولتلميع صورة النظام رغم كل الاضطرابات السياسية والأمنية الجارية، وهو ما لم يحدث.

ورغم كل هذه الضجة الإعلامية المستمرة، والتي يديرها ولي العهد سلمان بن حمد، لم يحظ السباق بأي دعم معلن من جميع الجهات السياسية المعارضة، ولا حتى من الجهات الإعلامية القريبة من المعارضة مثل صحيفة الوسط التي لم تبرز أنباءه واكتفت بالإشارة إليها في الملحق الرياضي. أما التقارير الإخبارية الأجنبية فإنها بات تتعمد تسليط الضوء على الاضطرابات السياسية الجارية بالتفصيل جنبا إلى جنب مع نقلها تطورات السباق في تغطياتها الرياضية.

بعد تخفيض أسعار التذاكر.. اقتصاد الفورمولا: خسائر أم أرباح

وفي المؤتمر الصحفي ادعى سلمان بن عيسى أنهم مرتبطون بعقد مع الاتحاد الدولي للسيارات ومالك الحقوق التجارية للسباق بدفع رسوم كل موسم عند إقامة الحدث، في تبرير غريب لعدم استرجاع رسوم السباق الملغى العام الماضي، رغم أن إيكلستون نفسه أكد أنهم هم من رفض استرجاعها! أما الأمر الأغرب فهو أن تستمر في رعاية هذا السباق شركة طيران الخليج (الشركة الخاسرة والتي يتوقع تصفيتها قريبا، وقد أوقفت عدة رحلات مؤخرا لتخفيض المصاريف)!

 
اضغط لتكبير الصورة
في السياق نفسه، ورغم الخسائر التي تكبدها الاقتصاد في العام الماضي جراء دفع رسوم السباق التي تبلغ 40 مليون دولار دون إقامته، وصف سلمان الفورمولا بأنها وقود لاقتصاد المملكة، وقال إنه من المستحيل أن توصف بالمبالغة أهمية الفورمولا في سعي البحرين لإنعاش الاقتصاد الوطني.

وأضاف سلمان إن الأثر الاقتصادي لسباق الجائزة الكبرى هو بالملايين من الدولارات، وأشار إلى أن إلغاء سباق العام الماضي ربما كلف الاقتصاد الوطني نحو 500 مليون دولار حيث فقدت صناعة السياحة أكثر من 40 في المائة من إيراداتها.

من جهة أخرى، قال سلمان بن عيسى إن السباق يربطنا بالعالم كجزء من مجموعة فريدة من نوعها للغاية، تنظم هذا السباق على أراضيها. لكنه عبر عن إحباطه بأن جولة البحرين لن تكون الأولى كما في السنوات الماضية، بل ستتأخر لتصبح الجولة الرابعة، وعاب على المنظمين اختيارهم أستراليا لتستضيف الجولة الأولى بدعوى أن التوقيت فيها غير مناسب للعالم! وأشار سلمان إلى طمعه في استضافة الجولة الأولى للاستفادة من تركيز الناس عليها في الفترة التي تسبق بداية الموسم!

من جهة أخرى توقع سلمان أن يكون الحضور في السباق مماثلا لسباق عام 2010 الذي حضره 100 ألف متفرج بحسب ما أفاد، وفي هذا السياق أكد سلمان أن التذاكر ستباع بتخفيض قيمته 15% لمدة أسبوعين، كنوع من التشجيع على شرائها مبكرا، داعيا الجمهور إلى استغلال هذا العرض الخاص، قبل أن تزيد الأسعار فيما بعد، حسب تعبيره.  فيما رأى مراقبون أن هذه الخطوة تعبر عن قلق واضح لدى المنظمين من أن يلحق بهم الفشل في استقطاب جمهور كاف.

سنحفظ الأمن ولا توجد مشاكل!


وحاول سلمان بن عيسى أن يخفف من حدة الربط بين إقامة السباق والاضطرابات الأمنية المستمرة، بالتملص منها، وقال سلمان معلقا على ذلك "نحن جاهزون للاستضافة ولا دخل لنا بهذه الأمور"

لكنه لم يستطع التهرب من أسئلة الصحفيين التي تكررت حول الأوضاع الأمنية، وحاول طمأنتهم عبر ادعاءات نقلتها وسائل الإعلام الأجنبية بمزيد من الشكوك "الحياة عادت إلى وضعها الطبيعي، والناس يتحركون من دون مشكلة الآن" واشتكى سلمان بعض وسائل الإعلام مدعيا بأنها تبالغ في تصوير الأوضاع وهو ما دعا كثيرا من الناس أن يخافوا من المجيء.

وقال سلمان ""أنا لا أرى أي مشكلة. ومن الواضح أن هناك مخاوف دائما والسلطات على علم بذلك، ولكن ما أضع له الاعتبار بشكل رئيسي هو أن يكون الجميع آمنا داخل الحلبة وحولها، وأنا واثق من أننا نستطيع أن نوفر ذلك".

وفي إشارة إلى ما يمكن أن يقوم به المتظاهرون خلال السباق، اعتبر سلمان أنه في جميع الأحداث ذات المستوى العالمي هناك دائما مجموعة صغيرة من الناس يتطلعون إلى الاستفادة من إقامتها، حسب تعبيره، وقال "نحن نأخذ ذلك بجدية كبيرة، ونملك فريقا قويا لضمان الأمن" وادعى سلمان أنه واثق من أن الإدارة ستضمن أمن الزوار من لحظة وصولهم وحتى لحظة مغادرتهم، حسبما عبر.

بين معيار مجموع التذاكر التي ستباع، ومستوى الاستقرار الأمني، يبدو أن الجماهير التي تترقب موعد السباق، سيزيد توجسها من أن يتحول الحدث إلى كارثة، كما يعبر مراسل التيليجراف.




 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus