ميدل إيست آي: البحرين متهمة بشن حرب إنترنت على قرية الدّراز

إرين كيلبرايد - موقع ميدل إيست آي - 2016-07-07 - 6:16 م

ترجمة مرآة البحرين

اتُّهِمت البحرين بوقف الإنترنت وتغطية شبكة الجوال في قرية ملأتها الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في حين نشرت الحسابات الآلية على تويتر هاشتاغًا محليًا شعبيًا يتضمن محتوًى طائفيًا مناهضًا للشّيعة.

الجولة الأخيرة من التّظاهرات في الدّراز بدأت في 20 يونيو/حزيران حين جرّدت الحكومة البحرينية عالم الدّين الأبرز في البلاد، المقيم في الدّراز، الشّيخ عيسى قاسم، من جنسيته.

وسرعان ما شّكلت السّلطات البحرينية نقاط تفتيش حول القرية، ولم تسمح بدخول الأشخاص الذين حاولوا ذلك. الوجود المُكَثف للشّرطة في الدّراز يأتي أيضًا وسط حملة قمع أوسع نطاقًا شهدت سجن المدافعين عن حقوق الإنسان وحظر الجمعية المعارضة الشّيعية الأكبر في البحرين، الوفاق.

وخلال الأيام الثّلاثة من إلغاء جنسية قاسم، بدأ الدّرازيون يشتكون من بطء خدمات الجوال والإنترنت في قريتهم، وكون استخدامها غير ممكن ليلًا. عملاء شركات الإنترنت الرّئيسية الثّلاث في الدّراز -بتلكو وزين وفيفا- أفادوا كلّهم عن تباطؤ الاتصالات أو انعدامها منذ 23 يونيو/حزيران.

علي، وهو طالب يعيش في وسط القرية، قال لميدل إيست آي "كل ليلة، نواجه تشويشا وانقطاعات في الإنترنت. في البداية تنقطع الإشارة كاملة لبضعة ثوان، بعدها تعود، ولكن بلا بيانات إنترنت، ليس هناك 3G ولا 4G".

وأضاف أنّه "يحصل على هذه الخدمة من بتلكو، وليس هناك 3G. الإنترنت في المنزل من شركة زين، وأواجه المشكلة ذاتها. في الواقع، إنّها أسوأ. وتستغرق وقتًا أطول لتعود [بعد قطع الاتصال]".

وقال علي إنّ خدمة الإنترنت "تعود لأقل من دقيقة كل ساعتين أو ثلاثة ساعات" لكن المكالمات الهاتفية تعمل بشكل طبيعي "مع اضطرابات طفيفة". إلا أن الغالبية العظمى من الاتصالات في البحرين - بما في ذلك المكالمات والرّسائل الهاتفية- تتم من خلال تطبيقات تستخدم الإنترنت.

وقال علي إنّ خدمات الإنترنت والهاتف تُقطَع عند السّاعة السّابعة ونصف كل ليلة مع بدء النّاس بالتّجمع للصّلاة بعد الإفطار أمام بيت الشّيخ قاسم، وبعدها تعود بعد صلاة الصّبح في حوالي السّاعة الثّالثة صباحًا عندما يتفرق المحتجون.

وأفاد أكثر من عشرة من السّكان الآخرين في البلدة عن اضطرابات مماثلة في الخدمات من قبل بتلكو وزين وفيفا على الرّغم من عدم وجود تغيير ظاهري في أبراج الهاتف في الدّراز. وقال الجميع إنّهم علموا أن الدّراز كانت غير قادرة على استخدام الإنترنت بشكل جيد بعد 23 يونيو/حزيران.

ويعتقد كثيرون في القرية أنّه تم إبطاء الإنترنت لمنعهم من نشر صور وفيديوهات عن التّظاهرات الجارية، التي لم يعد يُسمِح للأشخاص من خارج القرية بالمشاركة فيها.

وقد أصبحت مشاركات النّاشطين على تويتر أكثر بطءًا، وخلت هاشتاغات "دراز" و"الدّراز" باللّغة العربية، على نطاق واسع من المضمون المنشور محليًا، بعد أن كانت حاسمة على مدى خمس سنوات في رصد وتوثيق انتهاكات قوات الأمن خلال الاحتجاجات.

بدلًا من ذلك، سيطرت على هذه الهاشتاغات محتويات عن طريق حسابات نشرت تعليقات وفيديوهات ذات محتوى طائفي، مناهض للشّيعة -الفيديوهات الثّلاثة ذاتها كالمعتاد. ونادرًا ما تضمن المحتوى أي علاقة مباشرة بالدّراز.

هجوم الحسابات الآلية؟

مارك أوين جونز، وهو زميل باحث في معهد العلوم السّياسية في جامعة توبينغن في ألمانيا، وعضو في منظمة بحرين ووتش، قال إن عددًا من هذه الحسابات التي تغرق تويتر بهاشتاغات الدّراز وخطاب الكراهية كانت على الأرجح حسابات آلية على تويتر.

وفي تقرير نشره الشّهر الماضي، وجد جونز أن الحسابات الآلية ظاهريًا نشرت آلاف التّغريدات التي تتضمن تعليقات طائفية يوميًا مع هاشتاغ البحرين  #Bahrain . وكما حصل مؤخرًا في 23 يونيو/حزيران، تبين أن أكثر من نصف التّغريدات حول هاشتاغ البحرين نُشِرت من حسابات آلية.

وأكّد جونز أنّ نشاط هاشتاغ الدّراز كان مختلفًا عن الاضطرابات السّابقة، مضيفًا أنّه "اليوم [2 يوليو/تموز]، 84 بالمائة من التّغريدات حول هاشتاغ الدّراز كانت على الأرجح من حسابات آلية تغرد للطّائفية. وهذا يعادل 7400 من أصل 8900 تغريدة".

 

 

الحسابات التي يبدو أنّها آلية بدأت تنشر هاشتاغ الدّراز بعد يوم من سحب جنسية الشّيخ عيسى قاسم، وبعد أقل من 24 ساعة من تجمع البحرينيين في الدّراز لدعمه.

وبعد أسبوعين من عدم قدرتهم على نحو كبير من نقل ما يحدث داخل الدّراز، قال أهل القرية إنّ الخلل في الاتصال هو محاولة للحد من الاحتجاجات.

وقال علي إنّ "الهدفين الأساسيين هما وقف إيصال أخبارنا، وصورنا التي تظهر عدد الأشخاص الذين ما يزالون مجتمعين. إنّه أيضًا عقاب جماعي، للحد من المشاركة في الاحتجاجات".

أسوأ من جدار ناري صيني

روب فريدن، وهو بروفسور في علوم الاتصالات والقانون في جامعة ولاية بن، قال إنّّه يجب أن تكون الحكومة البحرينية حذرة مما أسماه نهج "المطرقة الثّقيلة لقتل حشرة" في الرّقابة.

وأضاف أنّ "ما يصفه هؤلاء الأشخاص -استهداف القرية وإبطاء الإنترنت- يُسَمى خنقًا. إنّه أمر خطير لأنّه لا يؤثر فقط على التّواصل بشأن الاحتجاجات، بل أيضًا بشأن الصّحة والتّجارة والطّوارئ. إنّه رد  مدروس وضعيف جدًا وعقاب لهذا المجتمع".

وقال البحرينيون في القرى الأخرى لميدل إيست آي إن انعدام الاتصالات داخل الدّراز أثّر على قدرتهم على التّواصل مع أقربائهم. وشرح أحد الأشخاص الذين يعيشون في الجنبية أنّه "انتقلت بعيدًا، لكن جدي ما يزال في الدّراز. لا أستطيع الوصول إليه ولا يستطيع الخروج. والآن، لا يستطيع الاتصال".

ويؤثر الأمر أيضًا على قدرة الطّلاب على إنجاز واجباتهم المنزلية، وعلى مالكي الأعمال التّجارية، الذين يستخدمون الإنترنت لإدارة العمليات. أحد المحال التّجارية في الدّراز وضع يافطة مفادها: "إعلان إلى زبائننا المحترمين: ليس لدينا خدمة بطاقة الدّفع مساء لأنه لا يوجد إنترنت".

مثل هذه الأفعال من قبل الحكومة ليست جديدة. في يناير/كانون الثّاني 2011، أوقفت حكومة حسني مبارك خدمات الإنترنت مع تزايد الدّعوات إلى الاحتجاجات على شبكات التّواصل الاجتماعي.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، أوقفت سلطات النّقل العام في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا خدمات الإنترنت والجوال، قبل تظاهرة مخطط لها للاحتجاج على مقتل رجل أسود.

مع ذلك، قال فريدن إن الهجوم الواضح للبحرين على مدى أسابيع على الاتصالات في الدّراز، بالإضافة إلى الحواجز المادية التي تمنع الوصول إلى القرية، كان نادرًا.

وأضاف فريدن أنه "في بعض النّواحي، الأمر أسوأ من الجدار النّاري الصّيني، الذي يستخدم تقنية الفلترة لمنع الوصول من وإلى مواقع معينة. كان يمكن للبحرين بسهولة أن تحجب موقعي تويتر وفايسبوك -بدلًا من خنق الاتصالات".

على الرّغم من ذلك، ما يزال النّاشطون في الدّراز، ومن بينهم علي، يواظبون على محاولاتهم التوّاصل مع العالم الخارجي.

وفي رسالة نصية تم تلقيها في السّاعة التّاسعة والنّصف صباحًا بتوقيت البحرين، كتب علي "أود الإشارة إلى أنّ هذه الإجابات أُرسِلت في السّاعة 8:37 صباحًا، ولكن نظرًا للاضطرابات في الاتصالات، لم يتم تسليمها".

ولم ترد كل من زين وبتلكو وفيفا ولا حتى وزارة الدّاخلية على طلبنا الحصول على تعليق.

 

التّاريخ: 5 يوليو/تموز 2016

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus