صحيفة الجارديان تعيد نشر مقال عن الفورمولا حذفته سابقا: هل يقام السباق في الحلبة التي عذبت موظفيها في مكاتبهم؟

2012-02-23 - 10:47 ص

 


مرآة البحرين:
أعادت صحيفة الجارديان نشر مقال مشترك بين الكاتب جون لوبوك والناشط البحريني نبيل رجب حول سباق الفورمولا، يأتي ذلك بعد أن حذف المقال فجأة وبشكل سريع من الموقع إثر تهديدات من الحكومة البحرينية وشركات العلاقات العامة التي تعمل لصالحها بمقاضاة الصحيفة على ما جاء فيه.

ونشر المقال أساسا في 30-1-2012 وجاء هذه المرة بعد إعادة نشره مع إشارة تنبيهية إلى أن المقال هو موضوع شكوى قانونية من حلبة البحرين الدولية ضد الصحيفة.

وكان المقال قد أشار إلى تعذيب موظفين تابعين لحلبة الفورمولا على يد أحد مسئولي الأمن فيها. وذيل المقال بعد إعادة نشره بالرد الذي تلقته الصحيفة من حلبة البحرين الدولية حول ما جاء فيه، حيث قالت الحلبة إنها تعترف بأن الشرطة قد أخذت بعض موظفيها إلى المركز للتحقيق في إبريل 2011، لكنها تنفي أن مسئول الأمن لديها شارك في أي انتهاك قمعي ضدهم.

إلا أنها قالت إنه لو قام أحد موظفي الأمن بالتعرض بالضرب أو الإساءة للموظفين، فإن ذلك سيكون من دون علمها ومن دون أي تعليمات أو أوامر صادرة منها حسبما زعمت. ونفت الحلبة كذلك تعرض موظفيها للتعذيب أو الضرب أو سوء المعاملة داخل مبانيها، الأمر الذي أورده المقال.

وتحت عنوان "فشلت البحرين في استيعاب إصلاح، فلماذا يستمر سباق الفورمولا؟" كتب جون لوبوك ونبيل رجب "وراء الستار، تكمن حكايات من الدم والبؤس والتعذيب في حلبة البحرين"

وسرد المقال ما حدث في العام الماضي، حين داهم رئيس الأمن في الحلبة مكاتبها جنبا إلى جنب مع شرطة ترتدي ملابس مدنية وفي أيديهم قائمة تضمنت أسماء كل الموظفين الشيعة، ليسحبوا واحدا تلو الآخر من مكاتبهم ويتعرضوا للضرب أمام زملائهم. وأشار المقال إلى  أنه تم اعتقال 27 موظفا من هناك، وترك العديد منهم في السجن لعدة أشهر.

وأكد المقال أن حلبة البحرين هي المسئولة عن حملة التطهير التي شنت على موظفيها. ورأى إنها ليست المكان الذي يستحق استضافة هذا السباق مرة أخرى.

ووصف المقال القمع في حلبة الفورمولا في البحرين بنموذج مصغر لحملة القمع الحكومية واسعة النطاق والتي كانت "نتيجتها ترسيخ نظام الفصل العنصري الذي يهمش السكان الأصليين، ويشعرهم بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية"

وقال الكاتبان "حتى الآن ولسبب ما، لم تصل الرسالة للاتحاد الدولي للسيارات" وأشارا إلى أن الاتحاد أرسل الرياضي "دامون هيل" إلى البحرين، حيث ادعى أنه تحدث إلى مجموعات مختلفة ووصل الى استنتاج مفاده أن "الكثير قد تغير هناك منذ العام الماضي، وأنه يعتقد أنهم يبذلون الكثير من أجل التغيير للأفضل"

وسخر الكاتبان من ادعاء هيل، وقالا "من المرجح أنه التقى فقط الناس التي أرادته الحكومة أن يتحدث إليهم، لأنه لا أحد في مجتمع حقوق الإنسان علم عن زيارته حتى بعد أن كان قد غادر. إنه بالتأكيد لم يلتق أيا من العاملين في مضمار السباق الذين تعرضوا للتعذيب في مقر الحلبة من قبل رئيس الأمن فيها"

وأشار المقال إلى أن موظفين آخرين مفصولين من الحلبة عرض عليهم الرجوع إلى وظائفهم في ما وصفه بعرض علاقات عامة من الحلبة ليؤكدوا التزامهم بالإصلاح، وحتى تغطي الصحافة ما فعلوه من تقديم عقود جائرة لهؤلاء الموظفين ومطالبتهم بإسقاط القضية المرفوعة منهم ضد الحلبة بتهمة الفصل التعسفي.

ورأى المقال أن سباق الفورمولا جزء هام من تكتيكات العلاقات العامة في البحرين، ما يعزز ظهور الدولة على أنها معقل للحداثة والليبرالية في الشرق الأوسط، بينما الليبرالية السياسية الحقيقية بعيدة تماما، كما يوضح الكاتبان.

يضيف المقال "سباق الفورمولا واحد يوفر مثالا ممتازا كيف تخفي الصورة المصقولة للدولة بجهود العلاقات العامة حقيقة انتهاكات حقوق الإنسان والقمع السياسي والتعذيب والفساد"

ويشير أيضا إلى أنه حتى رئيس لجنة تقصي الحقائق قال إن هناك تمويه من قبل النظام في تنفيذ توصيات تقريره. ولذلك، يرى الكاتبان إنه من الواجب على الرأي العام أن يوجه اللوم للبحرين لعدم التزامها بحقوق الإنسان وذلك عبر الضغط على منظمي سباق الفورمولا لإلغائه إلى أن يحدث إصلاح حقيقي.

وختم المقال بالقول إن إقامة مثل هذا الحدث الهام في حين تختنق القرى بالغاز المسيل للدموع هو خيانة للبحرينيين الذين لا يزالون يعانون وللمدافعين عن حقوق الإنسان وسجناء الرأي الذين يقبعون في السجن "النظام البحريني لا يستحق أن يحصل على شرف استضافة أحداث محترمة يسعى من خلالها إلى تلميع سمعته الملطخة"



 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus