مرآة البحرين: خلت مساجد الشيعة في البحرين من الأئمة والمصلّين ظهر اليوم الذي يصادف الجمعة الثانية من شهر رمضان (17 يونيو/حزيران 2016)، وليلة أمس أيضا، وذلك إثر حملة أمنية معلنة شنّتها السلطات على رجال الدين الشيعة ومؤسّساتهم، بعد أن قامت بإغلاق جمعية الوفاق الوطني، كبرى القوى السياسية في البلاد.

وأمرت الحكومة في إجراء مفاجئ منتصف هذا الأسبوع، ودون بيان الأسباب، بحل جمعية التوعية الإسلامية، أكبر وأقدم مركز ديني شيعي في البلاد، والذي يشرف على العديد من البرامج الدينية في مختلف المناطق.

وأتبعت ذلك باستدعاء عدد من رجال دين الشيعة البارزين للتحقيق، دون أن تكون هناك أية أسباب واضحة.

وأظهرت صور جامع الإمام الصادق في الدراز، وهو أكبر مسجد شيعي في البلاد كان يؤمه الشيخ عيسى قاسم، يخلو من المصلين ظهر اليوم، وكانت السلطات الأمنية قد أبلغت عالم الدين البارز الشيخ محمد صنقور منعه رسميا من إمامة الجمعة فيه.

وقال بيان لأئمة المساجد الشيعية إن الطائفة الشيعيّة تمرّ بظروف استثنائيّة حرجة جدّاً من الاضطهاد الممنهج الذي بلغ ذروته هذه الأيام حتّى بات المواطنون الشيعة يستشعرون عدم الأمان إزاء إقامتهم لأكبر شعائرهم الدينيّة التي هي أعظم شعائر الإسلام وهي صلاة الجمعة والجماعة.

وأوضحوا "نحن بين أن نؤدي جمعتنا وجماعتنا وفق مقرّرات الفقه الشيعي وبين أدائها وفق مشتهيات السياسة وأهوائها"، وقال إنهم بسبب ذلك واستشعارًا لعدم توفّر أجواء الأمن لإقامة الصلاة، قرروا إيقافها ليلة أمس وفجر وظهر اليوم الجمعة، واستمرار ذلك كل جمعة حتى إشعار آخر، بحسب البيان.

وكانت السلطات البحرينية وفي سلسلة إجراءات عشوائية وسريعة خلال هذا الأسبوع، قد قرّرت إغلاق جمعية الوفاق الوطني، كبرى القوى السياسية المعارضة، وأعادت اعتقال الحقوقي البارز نبيل رجب، ومنعت وفدا من الحقوقيين من السفر إلى جنيف لحضور جلسات مجلس حقوق الإنسان.

واعتبرت الأمم المتّحدة ما يجري في البحرين حملة قمع جديدة ضد المعارضة، فيما اعتبرته الخارجية الأمريكية منحى مقلقا.