مرآة البحرين: كثفت قوات الأمن في البحرين من وجودها في الشوارع الرئيسية للمملكة وفي مداخل القرى والمناطق وقامت بحملة اعتقالات بين المواطنين، وفرقت مسيرات عدة انطلقت في اتجاه دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة لاحياء الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الاحتجاجات في المملكة.

وقطعت القوات العديد من الطرقات والشوارع الرئيسية في المملكة وحاصرت العديد من المناطق بشكل مبكر تحسباً لأي حركة من المواطنين أو محاولة منهم للخروج في مسيرات. وأفاد شهود عيان بأن رتل سيارات "مدرعات" طويل طاف في المناطق وأطلق الصفارات لبث الخوف في قلوب المواطنين، وحاصرت بعض المناطق وخصوصاً القريبة من دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة وعملت على وضع أسوار شائكة وحواجز أمنية متعددة للحؤول دون وصول المواطنين إلى الدوار.


ونقلت "فرانس برس" عن شهود عيان قولهم إن المشاركين في المسيرات ارتدوا الأكفان البيضاء ورفعوا أعلام البحرين وهم يهتفون شعارات مناهضة للحكم بما فيها "يسقط حمد"، مؤكدين ان قوات الأمن أطلقت الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق مجموعات استطاعات الوصول الى نقطة تبعد 500 متر عن مدخل الدوار.

وأغلقت القوات شارع "14 فبراير" المؤدي إلى الدوار تخوفاً من تدفق المحتجين إليه، وقامت بإخلاء جميع المجمعات التجارية والمباني المحيطة بالدوار وقمعت المتظاهرين الذين تمكنوا من الوصول بسياراتهم إلى الجسر المطل على الدوار. وقد حدثت إصابات كثيرة بين المحتجين برصاص الشوزن الذي أطلقته القوات على المتظاهرين.

كما حاصرت القوات منطقة البرهامة القريبة من الدوار وقامت بمضايقة الأهالي فيها حيث اشتكى سكان أحد المباني وجيرانهم في منطقة بني جمرة من استباحة قوات الأمن للمبنى واستخدامه كبرج مراقبة لرصد وملاحقة المتظاهرين. وأغرقت القوات بالغازات السامة كل من السنابس والبرهامة والدية وجدحفص والعكر وبني جمرة والدراز وعذاري والصالحية والبلاد القديم وغيرها، ما تسبب في حالات اختناق كثيرة.

ووقعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد قمع مسيرة بلدتي السهلة الشمالية والجنوبية المتوجهة إلى الدوار، وذكرت معلومات أنّ القوات حاصرت قرية كرانة التي تعرضت لقصف عنيف وحملة اعتقالات واسعة.

إلى ذلك، أكدت جمعية "الوفاق" في بيان أن قوات الأمن شنت حملة إعتقالات واسعة بين المواطنين في المناول والطرقات بلغت حصيلتها 14 شخصا بينهم إمرأة، وقامت أيضاً بحملة دهم في منطقتي السنابس والبرهامة وارتكبت جرائم ممنهجة نفذتها قوات بحرينية وآسيوية بدأت قبل اكثر من ساعة وما زالت مستمرة، كما نفذت حملة إعتقالات واسعة في المناطق التي تشهد توترات وجوداً أمنيا مكثفا".


وفي بيان آخر، أكدت "الوفاق" أن "المواطنين يتعرضون للاعتداء بالضرب المبرح والاهانات ويرافق ذلك اصابات وحالات إغماء بعد أخذهم عن طريق قوات الأمن أو الشرطة المدنية إلى مناطق معزولة بعيداً عن مراكز الأمن الرسمية".

من جهته، قال الناشط الحقوقي محمد مسقطي لـ"فرانس برس" إن بين المعتقلين تسع نساء على الاقل، مشيرا الى ان قوات الامن "تقوم بعمليات تفتيش للداخل والخارج" من القرى المحيطة بالمنامة.
                                                                                                       
من جهتها، اعلنت وزارة الداخلية البحرينية على "تويتر" ان الاوضاع "طبيعية" في البحرين. وقالت: "تؤكد إدارة الإعلام الأمني أن الوضع العام في جميع شوارع المملكة آمن والحياة تسير بشكل طبيعي وتهيب بالجمهور تلقي الأخبار من مصادرها الرسمية". وقد أكد ائتلاف "شباب 14 فبراير" عزمه العودة مجدداً اليوم الى الدوار، ونشر الائتلاف مشاهد مصوّرة لناشطين يلبسون الاكفان البيضاء مؤكدا انهم يتوجهون الى دوار اللؤلؤة.

("مرآة البحرين"، "روسيا اليوم"، "الجزيرة"، "العالم")