ادعاءات البحرين الكاذبة عن لجنة تقصي الحقائق

براين دولي - صحيفة الهافينغتون بوست - 2016-05-11 - 11:53 م

ترجمة مرآة البحرين

حتى وفقًا لمعايير الأسرة الحاكمة في البحرين، كان حدث البارحة غريبًا -احتفال للإشارة بطريقة ما إلى التّنفيذ الكامل لإصلاحات حقوق الإنسان المنصوص عليها في العام 2011. وفي أحد القصور الضّخمة في المملكة، انضم عم الملك (رئيس الوزراء) وابن الملك (ولي العهد) إلى كبار أفراد الأسرة الحاكمة الآخرين في حفل ضخم قائم من تهنئة الذّات للاستماع إلى قريبهم (وزير العدل) وهو يتلو قائمة طويلة من الإنجازات في مجال حقوق الإنسان على مدى السّنوات الخمس الماضية، بلغت ذروتها في الإعلان المذهل عن أن تنفيذ التّوصيات اكتمل الآن.  

كنت في البحرين في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 عندما تم تقديم الـتّقرير الأساسي -اللّجنة المستقلة لتقصي الحقائق- إلى الملك. استمعت إلى المؤلف الرّئيس، المحامي الدّولي شريف بسيوني، يقدم خلال 45 دقيقة مُلَخصًا للنّتائج الرّئيسة للتّقرير، بما في ذلك أن قوات الأمن التّأبعة للملك كانت مسؤولة عن الاعتقالات الجماعية التّعسفية والتّعذيب الواسع النّطاق. في الأعوام التي تلت، تمت معالجة حفنة من التّوصيات الواردة في التّقرير بشكل ملحوظ، بما في ذلك التّعويض المالي لبعض أولئك الذين تعرضوا لهجوم من قبل قوات الأمن. لكن المشاكل الأساسية تُرِكت على حالها -لم تتم مساءلة أي مسؤول حكومي رفيع المستوى على خلفية التّعذيب، وما تزال المحاكمات جائرة جدًا، وما زال الأشخاص يُسجَنون على خلفية تعبيرهم السّلمي عن آرائهم.

غطّت وكالة أنباء البحرين بإخلاص وبعمق حدث البارحة، وأفادت بأن شريف بسيوني حضر الحفل وكوفئ بميدالية من الملك. ونقلت أن "البروفيسور بسيوني أعرب عن امتنانه وتقديره لتكريمه بميدالية بحرينية من الدّرجة الأولى، مشددًا على أن البحرين كانت قادرة، تحت قيادة جلالته الملك حمد، على التّعامل مع أحداث العام 2011 بحكمة. وأضاف أن تنفيذ التّوصيات تم بفضل الجهود المخلصة لكل أولئك الذين كانوا حريصين على أمن البحرين واستقرارها وازدهارها".

من الحكمة عدم تصديق قصص وكالة أنباء البحرين، وكنت قد كتبت قبل الآن مشيرًا إلى الفبركات والافتراءات. بالفعل، خلال ساعات من ورود التّقارير، نُقِل عن بسيوني قوله إن الآراء المنسوبة إليه كانت "خاطئة"، لكنه مع ذلك فشل في توضيح ما كان خاطئًا فيها، وماهية آرائه الفعلية بشأن تنفيذ التّقرير.

من شأن توضيح بسيوني علنًا لتحليله للتّطور الذي تم إحرازه أن يكون مفيدًا، لأننا، نحن والمنظمات الأخرى العاملة في مجال حقوق الإنسان، ما نزال نتلقى تقارير منتظمة وثابتة وذات مصداقية عن المحاكمات الجائرة، واستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والتّعذيب خلال الاعتقال. وقالت المدافعة البارزة عن حقوق الإنسان مريم الخواجة، التي ما يزال والدها وأختها وابن أختها البالغ من العمر 17 شهرًا خلف القضبان في البحرين، إن "صمت بسيوني بشأن هذا الأمر يجعله يبدو متواطئًا".

التّشريع المُقدم من الحزبين الجمهوري والدّيمقراطي أمام الكونغرس يهدف إلى حظر بيع الأسلحة الصّغيرة إلى البحرين إلى أن يتم تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق بشكل كامل. لكن القول إنّه تم تنفيذها لا يجعل الأمر فعليًا، ووزارة الخارجية الأمريكية تعد تقييمها الخاص للكيفية التي تم بها تنفيذ هذه التّوصيات.

احتفال البارحة كان خطيرًا وغير مسؤول، وعرضًا لنظام يتمنى إبعاد مشاكله، والأمر أشبه بمستشفى يعلن خلوه  تمامًا من فيروس ما لأنه تعب من الدّعاية السّيئة.

ما زال هناك أمام حكومة البحرين طريق طويل جدًا تسلكه قبل أن تعلن انتصارها على أزمتها في ما يتعلق بحقوق الإنسان. احتفال البارحة يُشجع فقط على إحساس زائف بالإنجاز، وهذا أمر خطير، يؤدي إلى اللّامبالاة في وقت تتواصل فيه الانتهاكات.

 

التّاريخ: 10 مايو/أيار 2016

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus