سيد محمد عدنان: نفاه الربيع العربي ليلعب في الدوري الممتاز

2012-02-12 - 12:53 م



فيل لوتون، صحيفة ذا سيدني مورنينج هارولد


ترجمة: مرآة البحرين


مأخوذ بالاحتفالات في أعقاب مباراة برزبين رور وعودته غير المتوقعة بعد هزيمته لسديني أف سي الشهر الماضي، سوف يتذكر محمد عدنان هذه الاحتفالات أكثر من هدفه الأخاذ.

كان برزبين رور مهزوماً 0-1، دقيقة واحدة باقية من الوقت بدل الضائع، لاعب فريق برزبين المدافع البحريني يقف خارج المربع ليسدد ضربة حرة، يحدق من خلال حائط الصد، يجري ويسدد لتسقر الكرة في المرمى، ضربة رائعة، النتيجة واحد الجميع.

ركض محمد ذو 28 عاماً باتجاه زاوية الملعب ،جعل يدور وجثا على ركبتيه، مستنزف من التعب والفرح، دافناً وجهه في كفيه، ثم مشيراً إلى السماء. على بعد مسافة نصف العالم، صداقة عرضتها السياسة والنزاع إلى التمزق كانت على وشك أن تحيا من جديد.

احتفالي بالنصر كان لصديقي طلال يوسف السني كابتن المنتخب الوطني، كانت نوعاً من الرسالة له ولغيره من الناس، لا زلت أحبكم، لا زلتم أصدقائي".

عندما شاهد ذلك الهدف، تمكن من الحصول على رقمي، واتصل بي وكأن شيئاً لم يحدث. لم يكن يعرف عني لمدة ستة أشهر، قبل أن أحرز الهدف، ولكن حينما رآني أحتفل ذلك الحفل، قال: "نعم ..إنه محمد لم يتغير أبداً ".

قد لا يكون محمد قد تغير ولكن الاحداث التي حصلت في وطنه تركت البحرين في صراع مع نفسها ومع المجتمع الدولي . والآن عليه أن يقرر إما أن يعود إلى وطنه ولكن هل يمكنه العودة ؟؟.

في بداية شباط/فبراير السنة الماضية كان العيش بالنسبة لسيد محمد في البحرين البلد الغني بالنفط أمراً يشبه الأحلام. كان نجم كرة قدم حيث ظهرفي 79 مباراة مع منتخبه وكان مرشح كأس آسيا لعام 2009.

لكن رياح التغيير التي اجتاحت الدول العربية بدأت في التعجيل .في تفاعل متسلسل قتل ابن عمه  خلال المظاهرات برصاصة في رأسه فاضطر محمد للرحيل مع زوجته وابنته إلى أستراليا حيث انضم هناك الى بطولة الدوري.

كانت جريمة محمد أنه شوهد في المظاهرات السلمية في دوار اللؤلؤة. كان ربيع البحرين قد تفتح ولكنه قمع وبشدة من قبل آل خليفة، الحكام السنة في بلد ذي غالبية شيعية.

بحلول نهاية الحملة الأولى من القمع قتل 40 شخصاً واعتقل المئات من بينهم 150 من الفئات الرياضية المختلفة. القائمة التي أظهرت اعتقال بعض أبرز لاعبي كرة القدم في البحرين.

يقول سيد محمد عدنان: "حياتي في البحرين كانت جميلة الكل يحترمني، الشرطة، الناس ، لم أمش في مجمع تجاري أو في سيتي سنتر إلا وأقوم بالتوقيع للبعض.  أما الآن فالبعض يكرهني، والبعض الآخر ما زال يحبني".

  تابع سيد محمد باهتمام الحركات المؤيدة للديمقراطية  في تونس ومصر. وكان ذهابه إلى ميدان اللؤلؤة ليس للاحتجاج على الحكومة، بقدر ما كان نداءً لوقف العنف الذي يجتاح البلد.

في الميدان مع أحد أصدقائه، همهمات مسيرة الرياضيين بدأت تعلو. في الميدان كان من المؤمل لمسيرة الرياضيين أن تخفف من وطأة القمع، ولكن بدلا من ذلك أصبحوا هدفا للاعتقال. وأحيانا للضرب والتعذيب.

 يقول محمد: "الربيع العربي كان جديداً علينا. الكل في الربيع العربي يطالب باستقالة الرئيس أو الحكومة. ظروفنا كانت صعبة، وكل ما نريده نحن هو إصلاح الحكومة نريد ان نعيش حياة كريمة ليس إلا".

بدأت الاحتجاجات في 14 شباط/فبراير، وفي 23 منه كنت ذاهبا لإحضار شاي أو شيئ من الطعام وكنت أتحدث إلى صديق لي عندما جاء أحدهم ليسألني لماذا لا يحضر لاعب كرة القدم للمسيرات.

ابن عمي مات في الاحتجاجات تلقى رصاصة في رأسه بدأت أفكر لماذا لا نقوم بشيء يوقف نزيف الدم هذا.

لم أذهب إلى هناك لأقول لهم أنتم قتلتم ابن عمي فمن أجل ذلك أنا أتظاهر ولكن أذهب لأقول إننا لا نريد مشاكل مع أي أحد نحن نريد أن نعيش سوية سنة وشيعة ومسيحيين لا يهم، نريد أن نعيش كما في السابق أن يحترم بعضنا بعضاً.

بعد أيام، رجع سيد محمد الى نادي الخور في قطر ولكن بعض المشاكل بدأت بالظهور في الأسابيع التالية. حيث تم نبذ الرياضيين واللاعبين في وسائل الإعلام، وصف الإعلام الوطني بعضهم بالخونة.

وجهت تهم ضد الرياضيين. لكن أبرز تلك التهم تم إسقاطها، فيما اعتبر كغصن زيتون تلوح به الحكومة. رغم ذلك يحذر المحامون ومنهم محسن العلوي، بأن تلك التهم ربما يعاد تفعليها في أي لحظة.

حتى أن النجمين الأخوين حبيل، علاء ومحمد، اعتقلا وسجنا جنبا إلى جنب مع علي سعيد عبدالله حارس مرمى المنتخب الوطني وصديق  مقرب لسيد محمد عدنان.

في وقت لاحق يجبر عبدالله على الاعتراف بأن سيد محمد عدنان هو من قام بتدبير المسيرة أو على الأقل حث لاعبي كرة القدم على المشاركة في المسيرات. ولكن رغم ذلك سامح سيد محمد عدنان صديقه عبدالله وبقي على اتصال دائم معه.

أعرف بعض اللاعبين ، الذين ضربوا وعذبوا في المعتقل فقط من أجل أن يقولوا محمد فعل ذلك محمد من طلب منا المشاركة في المسيرات.

كان هناك مقابلة على التلفاز يقول فيها أحد اللاعبين إن "سيد محمد هو الذي طلب مني ذلك ". إنه أحد أعز اصدقائي لست منزعجا منه وانا أعلم أنهم قاموا بتعذيبه ما زلت على اتصال معه، إني اتصل به أسبوعياً، ما زال صديقي.

أبعد سيد محمد عدنان عن المنتخب الوطني، وتم تحذيره بعدم العودة إلى البحرين، حيث إنه سوف يسجن، أو يحاكم أو ما هو أسوأ من ذلك .

يقول عدنان "تلقيت مكالمة من أحد أصدقائي. يقول لي فيها: "لا تأتِ إلى منطقتي". سألته لماذا؟ فقال: "هناك بعض الناس هنا، إذا رأوك فسوف يعاقبونك أو يقتلونك أو يفعلون بك أشياء أخرى'' .

اختار اللجوء الى استراليا، والاقامة في بريسبان  مع صديق له كان قد لعب معه في احدى المباريات لنادي أوكسلي.

لم يمض وقت طويل قبل ان يقوم مساعد نادي رور كني ستد الذي تعرف على سيد محمد عدنان عندما كان في نادي الوكرة القطري  بتنظيم تجربة في ظل آنج بوستكوكلو في تموز .والذي أدى الى اتفاق لمدة سنة  يشمل دوري أبطال آسيا.

الحياة في بريسبان كانت رحيمة بالنسبة لعدنان حيث انضم إلى النادي الأول في أستراليا. حينما يفكر في البحرين، يتساءل ما الذي كان يمكن أن يجري لفريقه الوطني المتعثر.

على الرغم من كل ما تكشف، قلبه لا يزال في قميص فريقه الوطني البحريني.  كان الفريق رمزاً للوحدة الوطنية في البحرين، والآن أصبح رمزاً للتقسيم بعد الاحتجاجات والإقصاء الذي تلاها.

 رويدا رويدا  بدأ التغيير، اللاعبون المسجونون، مثل علي عبد الوهاب، بدأوا بالعودة إلى الملعب. " هل سيدعونني،  وهل زملائي سيتقبلونني يقول سيد محمد عدنان" انا مستعد للعب مرة أخرى".

'' أرجع ولكن صعب. إذا عدت،  سأشعر بالراحة وسيسعد زملائي بعودتي الى الفريق . يقول "  اذا قام محمد عدنان  باضافة شيء لكرة القدم في البحرين فذلك من دواعي سروره أن يرجع ".

"لا يهم ماذا حدث، هذا هو بلدنا، هذا هو بلدي، انهم بحاجة لي''

3 فبراير 2012

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus