سلمان آل خليفة غارق في حالة إنكار شديدة: مؤامرة أمريكية يقودها "الإف بي أي" وراء خسارة "الفيفا"
2016-03-09 - 3:42 ص
مرآة البحرين (خاص): "ما تعرف ترقص قالت الأرض عوجة". إلى هذا المثل الشعبي البحريني الذي يطلق على من يعيش حالة إنكار شاملة ارتاح ابن العائلة الحاكمة سلمان بن إبراهيم آل خليفة لما يمكن أن يقف وراء خسارته في انتخابات "الفيفا". ما هو الجديد لديه؟ مؤامرة أمريكية يقف وراءها مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" هي التي قادت لهزيمته.
صدق أو لا تصدق، هذه ليست واحدة من النكات اليومية الكثيرة التي يتم تمريرها على برامج التراسل الفوي. إن هذا ما كتبه حرفياً الفريق الإعلامي التابع إلى رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والذي قاد حملة البروباغندا الفاشلة لترشحه في الميديا.
ويقول تقرير نشر اليوم الثلثاء (8 مارس/ آذار 2016) في صحيفة "البلاد" البحرينية تحت عنوان "لماذا خسر سلمان بن إبراهيم انتخابات الفيفا؟" إن "ثمة مؤامرة أميركية للإطاحة بالشيخ سلمان وتشويه سمعته، وذلك عبر مكتب علاقات عامة مقره الرئيسي في أستراليا".
ويواصل التقرير الذي أعدّه أحمد كريم، وهو أحد أعضاء الفريق الإعلامي المرافق الذي تولّى التسويق على مدى أسابيع لترشح سلمان آل خليفة، واصطحبه على متن طائرته إلى مدينة "زيورخ" في سويسرا "لم يتحمل العقل الأميركي ما يجري، وتحرك بشكل هستيري ليلة الانتخابات من خلال الإعلان عن ترشيحه للأمير علي بن الحسين".
ويتابع "في اليوم الموعود انكشف كل شيء وتجلى التيار المناهض للشيخ سلمان الذي تقوده أميركا والذي عمل على سحب الأصوات من معسكره وتحويلها إلى مسار آخر، عبر تسويق شائعة مفادها أن الإف بي أي ستقبض على الشيخ سلمان" على جاء في التقرير.
يشرح علم النفس حالة عيادية تعرف بـ"denial case". ويقول إنها حالة إنكار يلجأ لها الشخص لتكذيب كارثة كبيرة حدثت له لا يستطيع عقله أن يستوعبها. يبدو أن سلمان آل خليفة قد سلم أقداره لعلم النفس. لقد تحوّل من مترشح يتنافس على الكرسيّ الأول في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى مجرّد "إنكاريّ" مثير للسخرية.
على مدى الشهرين اللذين سبقا الانتخابات مرّر لمحرر صحيفة "البلاد" عشرات القصص الخياليّة. على طريقة الانتخابات البرلمانية التي تجريها عائلته في البحرين حسم بشكل استباقي نتائج ترشحه لـ"الفيفا"؛ حتى قبيل انعقادها. بل أن فريقه الإعلامي احتجّ في واحد من أكثر التقارير التي نشرت غرقاً في الفكاهة على تقليص صفحات الملحق الرّياضي في الصحيفة بفعل إجراءات التقشف؛ لأن الصفحات القليلات المتبقيات لن تكفي لتغطية حدث تتويج سلمان آل خليفة رئيساً للفيفا!
في فيلم "مرجان أحمد مرجان" يقف الممثل المصري عادل إمام الذي كان يؤدي دور برلماني في مجلس الشعب ليقدم مطالعة ساخرة حول التقارير الشعبية السلبية التي تهاجم التلفزيون. ويقول باللهجة الدارجة المصريّة "يا إخوانّا فيه طفرة كبيرة حصلت في الإعلام وفي التلفزيون. الخبر دلوقتي بينزل قبل ما بينزل بأربعة أيام. انتو بتقولوا إيه يا جماعة؟". وقد تبيّن أن سلمان آل خليفة قد سلم أقداره لفريق إعلامي من جيل الطفرة التلفزيونية الذي "يكتب أخباراً قبل حصولها بأربعة أيام".
لقد رسم لنفسه دوراً في مستقبل المنظمة الكرويّة الأولى وأعدّ أثاث المكتب والستائر. بل أنه وزع المناصب على غير واحد من العاملين معه في حملته. ولم يتبقّ غير انتظار لحظة التتويج. هكذا صوّر الأمر لفريقه. وحين فشل راح يهمس لهم ما هو أكبر من ذلك: إن الولايات المتحدة تكنّ العداء له.
ويقول التقرير "المخطط الأميركي يرى أنه من الضروري جلب كرة القدم إلى بلاد العم سام، وصناعتها وفق المواصفات الأميركية للاستفادة منها كنوع من أنواع الهيمنة والسيطرة على شريحة عظمى من البشر، غير أن ذلك لا يمكن أن يحدث دون الاستحواذ على شعبية الأندية والمنتخبات القوية".
لكن لماذا تعادي الولايات المتحدة سلمان آل خليفة بالذات؟ يجيبنا الفريق الإعلامي "يتبادر إلى الأذهان سؤال حول السبب الرئيسي في عداء الولايات المتحدة للشيخ سلمان بن إبراهيم طالما أنه من المحتمل أن يقبل صفقة تخدم مخططاتهم، أما الإجابة فهي بسيطة ولا تحتاج عناءً".
ويوضح "بالإضافة إلى أن العقل الأميركي والغربي ليس متقبلاً فكرة الرئيس العربي المسلم حتى الآن، فإن الشيخ سلمان أيضًا ليس مؤيدًا للخطوات الأميركية التي تستهدف الاستحواذ على الفيفا أو تحطيمه". ما شاء الله. إن العقل الأمريكي الذي تقبل مجيء رئيس أسود لقيادة بلاده ثمان سنين عاجز عن قبول مجيء رئيس عربي لرئاسة الفيفا!
ويضيف التقرير سرد وقائع المؤامرة "بعد إعلان نتائج الجولة الأولى، اجتمع رئيس الاتحاد الأميركي سونيل جولاتي مع إنفانتينو الذي كان يحتاج إلى 16 صوتًا لحسم الانتخابات لصالحه، فيما كان يحتاج الشيخ سلمان إلى 19 صوتًا، أما الأمير علي فقد كان يحتاج إلى 77 صوتًا، والمفارقة أن تنتقل أصوات 27 اتحادًا لإنفانتينو في الجولة الثانية ليحسم الانتخابات برصيد 115 صوتًا، والشيخ سلمان 88 صوتًا، والأمير علي 4 أصوات وشامبين دون أصوات".
ويتساءل "هل فعلها الأميركان فعلا؟". نعم، يجيب التقرير الطريف. ويشرح "يمكن معرفة ذلك بوضوح، من الاحتفالية التي أقامها جولاتي بعد إعلان النتيجة، فقد وصف الحاضرون في القاعة ذلك المشهد بأنه يعبّر عن فوز رئيس اتحاد الكرة الأميركي وليس أمين عام الاتحاد الأوروبي".
فيما يغرق سلمان آل خليفة في اختراع السيناريوهات المسلية للتمويه على جرح عميق داخليّ تلوح من البعيد آهات 200 رياضي زج بهم في السجون في العام 2011. لقد ترأس لجنة تحقيق خاصة شكلها نجل الملك الذي تباهى على شاشة التلفزيون الحكومي بأنه سيسقط طوفة على الرياضيين الذين شاركوا في المظاهرات. بعد خمس سنوات من ذلك شاهد العالم أجمع في استعراض مشهديّ على من سقطت الطوفة!