نيويورك تايمز: ظلال انتهاكات حقوق الإنسان ستلاحق الفيفا لو انتخب سلمان آل خليفة

2016-02-26 - 4:57 م

مرآة البحرين (خاص): قالت صحيفة نيويورك تايمز إنّه "في حين لم يهز عالم كرة القدم شيء مثل موجات الاعتقالات التي شهدها العام الماضي إثر إعلان الولايات المتحدة عن تهم الفساد والرّشى، فإن المنظمة التي تجتمع هذا الأسبوع لاختيار رئيس جديد تخاطر بإثارة مصدر آخر للجدل في هذه اللّعبة، ألا وهو حقوق الإنسان".

وأضافت الصحيفة أن المرشح البحريني لرئاسة الفيفا الشّيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في البحرين، والذي ربما حصل على دعم عدد كبير من الدّول المقترعة ليحل مكان سيب بلاتر كرئيس للفيفا، قد تعرض لانتقادات ومطالبات للفيفا بالتّحقيق في ما إذا كانت له علاقة بسجن الرّياضيين البحرينيين الذين احتجوا بسلمية ضد حكم عائلته في العام 2011 خلال الرّبيع العربي.

ونقلت الصحيفة عن سيد أحمد الوداعي، المدير التّنفيذي في معهد البحرين للحقوق والدّيمقراطية، قوله إنه "برفضها التّحقيق في هذه المزاعم، وسماحها للشّيخ سلمان بأن يكون الزعيم المحتمل لعالم كرة القدم، فإن الفيفا تضع حبلا على رقبتها".

حين يقرع المدّعي العام السويسري باب الفيفا

نيويورك تايمر رأن أنه في حال انتخاب الشّيخ سلمان، فإنّه قد يحضر محتجين مثل سيد أحمد الوداعي إلى أعتاب باب الفيفا، خصوصا مع إعلان المنظمة أن حقوق الإنسان هي أولوية.

ولفتت الصّحيفة كذلك إلى أن "المرشح البارز الآخر لرئاسة الفيفا هو أنفانتينو من سويسرا، غير أن قدرة الشّيخ سلمان على جمع الدّعم الحاسم أظهرت أن السّلطة في كرة القدم العالمية، التي كانت مرتكزة على مدى طويل في أوروبا، قد تكون اليوم تنتقل باتجاه الشّرق الأوسط".

وأشارت إلى أن "الشّيخ سلمان، الذي يعيش في العاصمة البحرينية المنامة، قال إنّه في حال انتخابه، سيكون رئيسًا متنقلًا، يمضي الوقت في زيوريخ عند الضّرورة، ولكن يركز على السّفر إلى البلدان الصّغيرة حيث تعاني كرة القدم من التّخلف".

روجر بيلكي، أستاذ العلوم السياسية الذي درس منظّمة الفيفا وأسلوب إدارتها، تحدّث للصحيفة عن سلمان بن إبراهيم "لقد قال إنّه لن يُخرِج الفيفا من سويسرا. ولكن لنرَ ما يحدث عندما يقرع المدعون العامون السّويسريون الباب. يمكن أن تتصوروا أي أحد من المرشحين يحزم أمتعته وينتقل إلى الشّرق الأوسط".

وذكرت نيويورك تايمز أن الشّيخ سلمان، الذي لا يُعرَف عنه الكثير من التّفاصيل، "رفض مقابلته شخصيًا أو عبر الهاتف، وأنه أجاب على بعض الأسئلة بالبريد الإلكتروني، غير أنّه رفض الكلام عن أسرته وحوّل الأسئلة بشأن حقوق الإنسان واحتجاجات الرّبيع العربي إلى محامييه الذين نفوا مزاعم النّشطاء".

وقالت الصّحيفة إنّه في الوقت الذي كان محامو الشّيخ سلمان ينفون فيه الادعاءات والمزاعم ضده، كان "سلمان يبذل مزيدًا من الجهد للحصول على صورة أكثر ميلًا للغرب في حملته على موقعه، حيث ظهر غالبًا وهو يرتدي الجينز أكثر من ظهوره بالزي التقليدي البحريني".

لاعب المنتخب حكيم العريبي يروي قصّته لـ"نيويورك تايمز"

في الوقت ذاته، أشارت الصّحيفة إلى أن "حكيم العريبي، وهو لاعب كرة قدم سابق في الفريق الوطن في البحرين، قال إنه شعر أن آسيا كانت غير ممثلة جيدًا في عالم كرة القدم غير أن الشّيخ سلمان لم يكن الشّخص المناسب لتطوير وتمثيل هذه الرّياضة عالميًا".

ولفتت الصحيفة إلى اعتقال العريبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 أثناء دخوله إلى مقهى لمشاهدة مباراة بين ريال مدريد وبرشلونة، وإلى اتهامه بالهجوم على مركز للشّرطة في الوقت الذي كان فيه يلعب فيه مباراة تم نقلها مباشرة على التّلفزيون".

وأشارت أيضًا إلى تعرضه للتّعذيب، ونقلت عنه قوله في مقابلة هاتفية أجرتها معه من ملبورن، أستراليا، حيث حصل على اللّجوء السّياسي في العام 2014 إنهم "عصبوا عيني، وأمسكوني جيدًا، وبدأ أحدهم بضربي على رجلاي بقسوة، قائلًا: "لن تمكن من لعب كرة القدم مجددًا. سندمر مستقبلك".

العريبي قال للصحيفة "إنه يعتقد أنه اعتقل على خلفية كونه مسلمًا شيعيًا، وأيضًا بسبب النّشاط السّياسي لأخيه في البحرين، ويقضي هذا الأخير حكمًا بالسّجن عشر سنوات".

وأشارت الصّحيفة إلى أن اتحاد كرة القدم البحريني، الذي كان يقوده الشّيخ سلمان، لم تأخذ طلب أخت السّيد العريبي ومحاميه بتأكيد حجة غيابه وتبرئته، وفقًا لما ذكره العريبي، لافتة إلى أنه بقي في السّجن لثلاثة أشهر، وتم الحكم عليه لاحقًا بالسّجن عشر سنوات، وهو الأمر الذي تجنبه بمغادرته البحرين.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus