البحرينيون لا يتعبون: سادس 14 فبراير كالأول
2016-02-15 - 6:17 ص
مرآة البحرين: اندلعت اشتباكات عنيفة في البحرين اليوم الأحد (14 فبراير/ شباط 2016) الذي صادف حلول الذكرى السنوية الخامسة لبدء الاحتجاجات في البحرين. ووثق مركز البحرين لحقوق الإنسان خروج 46 مسيرة في 26 منطقة تم فضها بالقوة من قبل رجال الشرطة كما أسفرت عن إصابة 4 أشخاص واعتقال ما لا يقل عن 21 شخصاً بينهم نحو 9 أطفال. وأوضح بأن إحدى الإصابات التي قام بتوثيقها هي لطفل يبلغ من العمر 12 عاما.
وحاولت تظاهرة حاشدة انطلقت في قرية الديه غربي المنامة الوصول إلى محيط دوار اللؤلؤة، مركز الحركة الاحتجاجية في العام 2011 إلا أن قوات الأمن تصدت لها وقامت بتفريقها بالقوة.
وقامت قوات الأمن مدعومة بعربات مصفحة بفرض حصار على القرية التي تبعد مئات الأمتار عن الدوار كما سيّرت فرقاً راجلة في طرقاتها لمنع المتظاهرين من إعادة التجمع. وتمكنت إحدى التظاهرات من إعادة تجميع صفوفها والوصول إلى تقاطع السيف الذي يمثل شرياناً حيوياً يغذّي منطقة المجمعات التجارية ويصلها بالحيّ المالي في العاصمة.
وجابت تظاهرة حاشدة طرقات العاصمة المنامة رغم التواجد المكثف لقوات الأمن. وسارت في قلب الحي التجاري "السوق القديم" حيث ردد المتظاهرون شعارات مليئة بالتحدّي مثل "صرختنا دائمة لن تهدأ العاصمة" و"سنبلى فداء 14 فبراير" و"صابرون ماضون بعون الله منتصرون".
وأغلقت المحال التجارية أبوابها منذ الصباح الباكر استجابة لدعوات العصيان المدني الذي دعت له قوى المعارضة الثورية.
ورفع المشاركون في التظاهرة أعلام البحرين ومجسما لدوار اللؤلؤة وصور الشيخ علي سلمان، أمين عام "الوفاق".
وقام محتجون بقطع الطرقات الداخلية للعاصمة باستخدام الحاويات والأخشاب في محاولة لإعاقة وصول الشرطة. فيما انتشرت فرقتان للشرطة في محيط شارع الإمام الحسين وقرب مأتم العجم الكبير، كما عملتا على إزالة الحواجز وفتح الشوارع.
وامتنع الطلاب عن الذهاب إلى المدارس استجابة إلى دعوة الإضراب العام كما أغلقت المحال التجارية أبوابها في كافة المناطق التي تشكل معاقل للمعارضة.
وخلت معظم الأسواق والمجمعات التجارية من المتسوقين. وأغلق محتجون عددا من الشوارع الرئيسة بالحاويات والإطارات المشتعلة فيما قامت وزارة الداخلية باستخدام الجرّافات لإزالتها.
وغصت الشوارع بالازدحامات عندما حاول محتجون شلّ الحركة المرورية من خلال التدفق بمئات السيارات في وقت واحد في خلال فترة الظهيرة باتجاه دوار اللؤلؤة. وامتدّت طوابير السيارات المتكدّسة في الشوارع إلى كوبري مدينة حمد في المحافظة الجنوبية.
وسار عشرات المواطنين بالشموع في منطقة كرانة غربي العاصمة المنامة في مسيرة حاملي الشموع تخليداً لذكرى من قتلوا في الاحتجاجات.
وفرقت قوات الأمن بالقوة تظاهرة انطلقت في قرية النويدرات جنوبي العاصمة المنامة. وقامت مدعومة بمدرعات مصفحة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع ورصاص "الخرطوش" باتجاه المتظاهرين الذين ردوا برشقها بالحجارة وزجاجات "المولوتوف" الحارقة.
وتحدث نشطاء عن محاولات للشرطة بدهس محتجين كانوا يتظاهرون في سترة. وأظهر مقطع فيديو قيام عربات الشرطة بملاحقة عشرات المحتجين أثناء قيامهم بالفرار. ومنذ العام 2011 قتل العديد من المحتجين بواسطة دهسهم بعربات الشرطة أو موالين للسلطات.
وتعرض طفل إلى الاختناق بالغازات المسيلة للدموع في منطقة المصلى غربي العاصمة إثر تفريق الشرطة لمسيرة جابت أزقة القرية. وصور مقطع فيديو الطفل وهو يحاول تغطية وجهه لاتقاء غمامة من الدخان الناتج عن تأثير إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع قبل أن يغرق في موجة من البكاء.
وسجل وقوع إصابة برصاص الخرطوش "الشوزن" المحظور في منطقة المعامير جنوبيّ المنامة. كما سجل أيضاً وقوع إصابة أخرى في منطقة العكر.
وشهدت العديد من المناطق انطلاق مسيرات في فترات المساء مثل السنابس وكرزكان وعالي والبلاد القديم والمصلى وإسكاد سلماباد ودمستان وسترة والدراز والدير وأبو صيبع والشاخورة والديه والسهلة الجنوبية والسهلة الشمالية وكرباباد والنويدرات والمعامير والهملة والبرهامة وإسكان جدحفص وإسكان عالي وبني جمرة والعكر والمالكية ودار كليب والقدم وسند والزنج وباربار وأبو قوة والمقشع ومدينة حمد "الزهراء". وأضرم محتجون النار في الإطارات لقطع شوارع رئيسة في كرزكان والمالكية وأبو صيبع والشاخورة. ونشر نشطاء حصيلة الاعتقالات في هذا اليوم الأحد كالتالي: 2 المصلى، 3 الهملة، 6 أبو صيبع، 2 سماهيج، 1 عالي، 4 سند، 2 الديه، 1 كرزكان، 1 البلاد القديم، 5 دار كليب، 5 المقشع، 1 سترة، 1 القدم و1 العكر.
وحاولت السلطات التغطية على أجواء الاحتجاجات بتسيير حافلات في الشوارع عليها صور الملك وولي العهد ورئيس الوزراء. وكانت قوى المعارضة الثورية قد وضعت برنامجا للتظاهر في هذا اليوم تحت اسم "عصيان النمر" تقديرا لرجل الدين الشيعي الشيخ نمر نمر الذي كانت مواقفه المؤيدة للثورة البحرينية في العام 2011 سببا رئيسا لقيام بلاده السعودية بإعدامه في يناير/ كانون الثاني الماضي.