عشيّة 14 فبراير: "عصيان النمر" يفرض إيقاعاته.. المنامة مشاركة وغارقة في الظلام
2016-02-14 - 3:39 ص
مرآة البحرين (خاص): يوم آخر من الاحتجاجات شهدته العديد من القرى والمناطق في البحرين. عشية الذكرى السنوية لانطلاق ثورة 14 فبراير/ شباط، هي شبيهة أو تكاد بتلك التي كانت في العام 2011. يومها كان المشهد يضج بالترقب، والسؤال: ماذا سيحدث يوم الغد! نحن الآن في الغد الذي كان يُنظر له بترقب في الأمس القريب، بعد خمس سنوات من هذا السؤال بالضبط، السبت13 فبراير/ شباط 2016، الأمور تراوح مكانها.
تدحرجت الكرة، سال دم كثير، وامتلأت السجون. لكن ها نحن أمام المعضلة ذاتها: لا الناس في وارد أن يستسلموا، ولا النظام الحاكم في وارد أن يتخلى عن جزء من امتيازاته.
هكذا إذن، بدا المشهد ليلة 14 فبراير/ شباط للمرة الخامسة: المنامة، وهي العاصمة السياسية والاقتصادية غطت في سديم الظلام. معظم شوارعها الداخلية كان مقطوعاً، الأحجار سُدّت طرقاتها والأخشاب منذ الساعات المبكرة للمساء. والمحال أغلقت. ورغم الاستنفار الأمني الشامل وغير العادي، إلا أن مسيرة مناهضة للحكومة وجدت طريقة للسير بين أزقتها.
ليس بعيداً عن المنامة، في الضواحي القريبة؛ وحتى تلك البعيدة، لم يكن الحال يختلف عن هذا المشهد كثيراً. استجابة تامة للإضراب الذي أعلنت عنه القوى الثورية. هرع المواطنون إلى شراء حاجياتهم المنزلية في وقت مبكر قبل ساعات المساء. ومع حلوله، غلّقوا الأبواب. ومعهم أغلقت أغلبية المحال التجارية أبوابها. وفي تمام الساعة الثامنة والنصف، دوّت صيحات التكبير. من النوافذ وفوق أسطح المنازل.
في الخارج لم يكن الأمر جنّة من الهدوء. بل على العكس، مسيرات عدة سرعان ما انطلقت لتتحوّل إلى صدامات. في كرزكان كانت أكثر المسيرات احتشاداً.
وزارة الداخلية البحرينية واصلت لليوم الثاني تدابير الطواريء الاستثنائية. عشرات نقاط التفتيش والآليات المدرّعة. في بعضها عمل مقنّعون مدنيون على نصب حواجز لتفتيش هواتف راكبي السيارات بحثاً عن صور. عن احتجاجات، عن أىّ شيء يصلح لإدانة. إنها عودة لسياسات البطش في العام 2011 رغم أن التاريخ لا يعيد نفسه إلا على هيئة مهزلة.
لم يكن المساء إلا جولة أخرى ضمن برنامج اجتجاجي شامل أُعلن عنه بدءاً منذ ساعات الصّباح. في سترة واصلت وزارة الداخلية سياستها التي استخدمتها يوم الجمعة (12 فبراير/ شباط 2016) في عالي وسار والبلاد القديم، بنشر وحدات مدنيّة للتدخل عبر الاندساس وسط المتظاهرين. ففي "اسْفالة" صوّر فيديو قيام سيارة مدنية بالتصويب على المتظاهرين.
أظهر المقطع إشهار سائقها لقطعة سلاح من النافذة وتصويبه ناحية المحتجين الذين ردّوا برشق السيارة بالحجارة ما أدى لفرارها. وفي المعامير جنوبي المنامة قامت سيارتان مدنيتان (لانسر بيضاء، وتيدا حمراء) يستقلهما أشخاص بملابس مدنية بإطلاق الرصاص الحي بالقرب من "كفتيريا أبو الناس" قبل أن تلوذا بالفرار.
لم تفلح أساليب البطش العاري في جعل ثورة العام 2011 تتمدد إلى ما بعد خمس سنوات. وهي على وجه التأكيد، لن تفلح اليوم. إنها خلاصة الكلام. وهذه أمثلة حيّة من هذا اليوم السبت: مسيرة في المصلى. اشتباكات في عالي تلت مسيرة رفعت فيها صور الشهداء. مسيرة في أبو صيبع. مسيرة في الشاخورة. تظاهرة وسط سماهيج جوار مطار البحرين الدولي. صدد تستيجب للعصيان عبر إغلاق المحلات. سلسلة بشرية في كرزكان. مسيرة في أبو قوّة. قطع شارع سوق المحرّق بالإطارات المشتعلة. تظاهرة في السنابس. تظاهرة في الديه. قطع الشوارع في منطقة المرخ. إشعال النار في إسكان علي على مقربة من الحاجز الذي يفصلها عن الرفاع الذي يوصف بـ"حاجز الفصل العنصري". تظاهرة في العكر. مسيرة في المعامير. اشتباكات في الديه مع قوّات الشرطة.
الجمعيّات السياسية نأت بنفسها عن الدعوة إلى التظاهرات. هي مخنوقة ربّما ومزدردة بقيود القوانين المحلية بعد أن زج بجميع قياداتها في السجون. لكنّ هذه أيضاً كانت سمة العام 2011. خمس سنوات لم يتغير شيء. اختفى كثير من الناس، بالقتل أو السجون أو التشرّد. لكن المنازلة ذاتها؛ قائمة هي هي: ظالم ومظلوم.
- 2024-11-08(الخليج ضد التطبيع) يستنكر الاستثمارات الخليجية في شركة أمريكية متورطة في دعم الإبادة في غزة
- 2024-11-08العلامة الغريفي: لا خلاص للبشرية إلا في ظل الإسلام
- 2024-11-07الوفاق توثق 355 تظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان خلال عام: تعكس اهتمام شعب البحرين بقضايا الأمة المركزية
- 2024-11-06الحكومة تقول أنها تدعم توظيف 700 بحريني من الكوادر الصحية في بروباغندا للاحتفال بيوم الطبيب البحريني
- 2024-11-04منظمة سلام في بحث استقصائي مجلس النواب مؤسسة ضعيفة وأعضائه منقسمون وعديمو خبرة ولا يعكسون تمثيل المواطنين بشكل مناسب