مارك أوين جونز: رد بريطانيا على إعدام الشّيخ النمر إدانة مؤسفة للسياسة الخارجية البريطانية

مارك أوين جونز - مدونة مارك أوين جونز - 2016-01-07 - 12:23 ص

ترجمة مرآة البحرين

تعرض كل من الرد البريطاني والأمريكي على عمليات الإعدام في السعودية للانتقاد على خلفية كونهما خافتين نوعًا ما. مع ذلك، كان رد الولايات المتحدة مدينًا مقارنة بالتّصريح الضعيف لبريطانيا. وقال توبياس إلوود، الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، ما يلي:

أنا قلق جدًا بشأن تصاعد التّوترات في الـ 24 ساعة الماضية في الشّرق الأوسط. المملكة المتحدة تعارض بشدة عقوبة الإعدام. لقد أكدنا ذلك للسّلطات السّعودية وأيضًا أعربنا عن خيبة أملنا على خلفية عمليات الإعدام الجماعية.

لقد تناقشنا مع السّلطات في الرّياض، ونتوقع أنّه لن يتم إعدام علي النّمر وغيره من المدانين كأحداث. وستواصل المملكة المتحدة إثارة هذه القضايا مع السّلطات السّعودية.

نشعر بقلق عميق عقب سماعنا بنبأ الهجوم على السّفارة السّعودية البارحة في طهران. من الضروري أن تتم حماية البعثات الدّيبلوماسية واحترامها بشكل صحيح.

هناك أولئك الذين يرغبون باستغلال الموقف وإثارة النعرات الطّائفية أكثر. وسيكون هذا ضد الأغلبية الواسعة من الأطراف في المنطقة. أحث جميع الأطراف على التّحلي بالمسؤولية وضبط النّفس.

تهميش موت النمر

من المهم الإشارة إلى أنّ السيد إلوود امتنع عن ذكر ما شكل الخطوة الأكثر استفزازًا من قبل السّعودية، وهي إعدام الشّيخ نمر النّمر. ويبدو هذا سخيفًا بشكل خاص، نظرًا لواقع مفاده أن إلوود دان بشكل واضح الهجوم على السّفارة السّعودية في طهران، والذي كان نتيجة لإعدام النّمر. ردّ المملكة المتحدة يُهَمّش ما يُنظر إليه على أنّه فعل عدواني متعمد من قبل السّعودية. وحتى الولايات المتحدة أشارت إلى قلقها من أن إعدام النّمر سيؤجج التّوترات الطّائفية في المنطقة.

المقطع الأخير من خطاب إلوود يبدو طلقة موجهة إلى أولئك الذين يمتلكون ردة فعل على إعدام النّمر، وعلى سبيل المثال، يهاجمون الممتلكات السّعودية أو يحتجون في البحرين. مع ذلك، لا يشير بشكل واضح إلى أنّ اتخاذ القرار السّعودي لم يكن ممكنًا من دون علم كامل بأنّه سيصعد التوتر في المنطقة. أود أن أسأل السيد إلوود عما إذا كان يدين إعدام الشّيخ النّمر باعتباره استغلالًا للتّوترات الموجودة في المنطقة.

قضايا ملتوية

كما كان متوقعًا، ركزت المملكة المتحدة على المسألة الأوسع نطاقًا في عقوبة الإعدام. ففي حين تشكل عقوبة الإعدام مشكلة هامة في السّعودية، فإن القضية الجوهرية هنا هي نظام القضاء السّعودي، وحقيقة أن افتقاره إلى الشّفافية يؤدي بالأشخاص إلى فقد حياتهم.لقد اختاروا أيضًا التّركيز على علي النّمر، ومسألة كونه حدثًا. لماذا التّدخل في هذه القضية ولكن ليس في قضية الشّيخ نمر النمر؟ وأيضًا، هل سألت المملكة المتحدة عن سبب إعدام 47 شخصًا دفعة واحدة؟ على الأقل، اعترف الأمريكيون بحاجة السّعودية إلى "إجراءات قضائية عادلة وشفافة".

ليس سرًا أن المملكة المتحدة والسّعودية تربطهما علاقات تجارية مربحة، خصوصًا بالنّسبة لصناعة الأسلحة في المملكة المتحدة. مؤخرًا، تجنب كاميرون، على نحو مرهق، أسئلة جون سنودن عن السّبب الذي دفع المملكة المتحدة إلى التآمر لدعم انضمام السّعودية إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نظرًا للتاريخ السّعودي في انتهاك حقوق الإنسان. مع ذلك، تشكل عدم رغبة المملكة المتحدة في انتقاد السّعودية، بشكل علني على الأقل، إدانة محزنة للسّياسة الخارجية للمملكة المتحدة. على الرّغم من ذلك، لا ينبغي أن يكون هذا الأمر مفاجئًا، خصوصًا الآن، مع قول الأمين العام الدّائم في وزارة الخارجية إن التّجارة تتغلب على حقوق الإنسان في السّياسة الخارجية البريطانية.


التّاريخ: 5/1/2016
النّص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus