وزارة التربية والتعليم: الوزير الشاذ تربوياً، يعيد مديراً شاذاً جنسياً

2012-01-17 - 1:08 م



مرآة البحرين (خاص): فصلت وزارة التربية ما يقارب 80 من الكوادر التربوية بسبب مواقفهم السياسية الداعمة للحرية والمطالب الديمقراطية، وأوقفت مئات المعلمين والمعلمات ولا تزال حتى الآن تخطر العشرات برسائل توقيف عن العمل بشكل يومي، كما لا تزال حتى الآن تقطع رواتب عدد كبير منهم منذ أكثر من 6 أشهر، يأتي هذا ضمن ممارسة انتقامية لم تنته بعد.

لم يعد هذا خافياً أو غريباً، لكن المخجل هو أن هذه الوزارة نفسها تعيد مدير مدرسة (شاذ جنسياً) مؤخراً إلى العمل، بعد فصله قبل أشهر، إثر فضيحة أخلاقية. تعيده وتسند إليه مهمة القيام بزيارات تفقدية ل30 مدرسة.

ما حكاية هذا المدير؟

نشرت الصحف خلال شهر يناير 2011 فضيحة لمدير مدرسة ثانوية يبلغ من العمر 48 عاماً (نتحفظ على ذكر اسمه حالياً)، متهم بالشروع بهتك عرض طالب في المرحلة الثانوية في السابعة عشر من عمره. تم حبس المتهم - بعد أن ثبت تورطه - لفترة بسيطة قبل أن يتم الإفراج عنه. الطالب اعترف أمام مركز شرطة الرفاع الشرقي بتفاصيل الواقعة، وقال إن المدير كان يهتم به دراسيا بشكل كبير، وأنه أخذه معه ذات مرة إلى البر بالصخير وجعله يشاهد أفلاما إباحية على هاتفه النقال، ثم بدأ بتلمسه، لكن الطالب نهاه عن ذلك. وفي يوم الواقعة مرّ المتهم على الطالب بسيارته وأخذه معه إلى أحد الشاليهات ببلاج الجزائر، وهناك حاول هتك عرضه فرفض الطالب ذلك، وبعد خروجهما طلب منه أن يقود السيارة لأن ظهره يؤلمه، وبالفعل قاد الطالب السيارة وبعد دقائق تورط في حادث مروري، وجاء رجال المرور لمعاينة الحادث، وشاهد أحدهم المدير وهو يلقي من يده عبوة جل، فقرر أن يأخذهما إلى مركز الشرطة، وهناك اعترف الطالب بالقصة كاملة، فأحيل المدير إلى النيابة التي وجهت إليه تهمة الشروع في الاعتداء على عرض قاصر (1).

الفضيحة انتشرت خلال شهر يناير2011، أولياء الأمور انتفضوا وطالبوا بفصل هذا المدير من عمله، لم يعد أحد يأمن على ابنه في مدرسة مديرها شاذ جنسياً، وقامت وزارة التربية بفصل المدير.   تسارعت الأحداث المحلية، جاء فبراير بأحداثه الملتهبة سياسياً، ثم جاء قمع شهر مارس، ومع إبريل بدأت حملة الانتقامات وفصل المعلمين على خلفيات سياسية. تصاعدت الأحداث والضغوط الدولية حتى تقرر عودة المفصولين في أول يناير، المفاجأة التي لم يتوقعها أحد، هي عودة هذا المدير ضمن المفصولين لأسباب سياسية!

عاد هذا المدير ليباشر إشرافاً عاماً على 30 مدرسة بدلاً من المدرسة الواحدة، وصل اسمه إلى مديري  المدارس ومديراتها ضمن تعميم إداري ليستعدوا لاستقباله في أي وقت. تفاجأ هؤلاء: كيف يمكن أن نستقبل مبعوث من الوزارة شاذ جنسياً؟ كيف يمكن أن نستقبله في مدارسنا؟ كيف يعاد هذا المدير للعمل في الحقل التربوي بالذات؟ كيف يتم استغلال عودة المفصولين سياسياً للمواربة على قضية هذا المدير وإعادته وكأنه ضمن المفصولين لأسباب تعسفية سياسية؟ كيف لوزارة التربية أن تصل إلى هذا المستوى من الانحدار الأخلاقي؟ كانت تلك تساؤلات بعض مديري المدارس ومعلميها الذين أوصلوا صوتهم لمرآة البحرين.

وإذا كانت قضايا مشابهة حدثت في بعض من الدول العربية، استوجبت الحكم بالمؤبد، فإن عاصمة المكارثية العربية حالة خاصة من كل شيء، ففي الجزائر عام 2010 تم الحكم على مدير شاذ جنسياً   انتهك عرض تلميذ (12 سنة) بالحبس المؤبد مع الشغل والنفاذ. وفي الكويت خلال العام الماضي 2011 قَضَت محكمة الاستئناف الكويتيّة بحَبْس مدير مدرسة حبساً مُؤبَّداً لإدانته بهَتْك عِرض أحد طلاب المدرسة. لكن الشاذ جنسياً في البحرين، يكفي أن يكون لاعقاً، كي لا يحاكم، وكي تتم مكافأته بإعادته للعمل على نطاق أوسع. إنها التربية الفضلى التي تتناسب مع توجه وزارة التربية والتعليم في البحرين فقط.


(1) انظر: صحيفة الوطن،القصة الكاملة لاعتداء مدير مدرسة على أحد طلابه ببلاج الجزائر


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus