أكثر من 140 ناشطاً في سلسلة الإضراب عن الطعام من أجل حقوق الإنسان البحريني HRhchain4bh@

2012-01-17 - 6:28 م


مرآة البحرين (خاص): لا يزال البحرينيون يبتكرون أساليب مقاومتهم السلمية التي يصرون بها على إيصال قضيتهم إلى كل العالم. لا يزال شباب الثورة وشاباتها، يتفننون في تنويع أساليب مقاومتهم السلمية أكثر.

سلسلة الصيام من أجل حقوق الإنسان في البحرين، فكرة جديدة في المقاومة السلمية أطلقتها إحدى الشابات البحرينيات التي تتحفظ عن الإعلان عن اسمها لدواعٍ أمنية. السلسة لا تحمل أي طابع سياسي، بل إنساني حقوقي بحت. تدافع هذه السلسلة عن حقوق الإنسان البحريني التي هتكها العسكر ومؤسسات الدولة.

سلسلة الصيام بدأت فعاليتها منذ 14 يناير الماضي، تشمل ناشطين من مختلف التخصصات والتوجهات، أطباء ومحامين وإعلاميين ومثقفين وتربويين وحقوقيين ومهنيين وأساتذة جامعيين من داخل البحرين وخارجها. ستواصل السلسلة حلقاتها لمدة 100 يوم من هذا التاريخ. يقوم كل مشترك بالصيام لمدة يوم واحد ثم يمرر السلسة لمن يليه في اليوم التالي. مرآة البحرين التقت منظمة هذه الفعالية وأجرت معها الحوار التالي حول  فكرة الفعالية وطريقتها وأهدافها..

    ■    إضراب بلا إيذاء..

مرآة البحرين: حدثينا عن فكرة عمل هذه السلسة؟


بعد أحداث فبراير 2011 في البحرين، قرأت كثيرا عن الإضراب كأحد وسائل المقاومة السلمية، رأيت كيف أن الكثيرين قاموا بالإضراب دون أن يعرهم أحد الاهتمام. قرأت عن المناضل الايرلندي بوبي ساندز ( Bobby Sands  1954-1981)، والذي سجن إثر نشاطه الذي كان يستهدف تحرير ايرلندا من سلطة بريطانيا، مات في السجن بينما كان مضرباً عن الطعام قبل أن يلبى طلبه. لم يكن طلبه مستحيلاً، لم يطلب حتى إطلاق سراحه، كان مسجوناً في سجون السيدة تاتشر، أضرب إضراباً مفتوحاً عن الطعام ليحصل على منزلة سجين سياسي. مات في السجن بعد 65 يوماً من الإضراب دون أن يحقق مطلبه.

في الحقيقة وجدت أن الإضراب عن الطعام يمكن أن يتسبب في نتائج مؤذية ومهلكة دون أن يتمكن من تحقيق المطالب، وبشكل عام فإن القدرة على التحمل محدودة عند الإنسان. فكرت كيف أجعل فترة الإضراب أطول دون أن يتعرض المضرب للأذى. ومن هنا جاءت فكرة سلسلة الاضراب عن الطعام   Hunger chain.

كل واحد من المشاركين هو حلقة أساسية في هذه السلسلة، لا يمكن أن تكتمل السلسة إلا به، لكن لن يكون عليه أن يبذل مجهوداً مؤذ أو مهلك، كل شخص سيقوم بالصيام لمدة (24 ساعة) فقط، ثم يمرر الإضراب للشخص الذي يليه. السلسلة تمتد لمدة 100 يوم متواصلة. وهكذا نضمن أن يمتد الإضراب لفترة أطول، دون أن يتعرض أحد للإيذاء. كان شرطي أن لا يتعرض أحد للأذى مع استمرار الفعالية لأطول وقت ممكن.

وهكذا، فتحت صفحة على تويتر باسم HRhchain4bh@، وبدأت الترويج للفكرة، ساعدتني بعض الأسماء المعروفة، وبدأت أتسلم الطلبات على إيميل  HRhchain4bh@gmail.com، ثم أقوم بتحديد رقم لكل مشترك حسب الترتيب، وأحدد له اليوم  المخصص له.

    ■    رسالة للعالم..

المرآة: ما الرسالة التي تريد هذه السلسلة أن توصلها؟


هي سلسلة من أجل حقوق الإنسان في البحرين. أهدافها إنسانية وليست سياسية، تتلخص في: وقف العنف المفرط ضد الاحتجاجات السلمية. إرجاع المفصولين والموقوفين إلى أعمالهم مع التعويض عن حقوقهم كاملة. إرجاع الطلبة المفصولين. السماح للمصابين جراء الأحداث بتلقي العلاج بشكل إنساني. المحاكمات العادلة. كما تهدف السلسة إلى إيصال رسالة للعالم أن الشعب البحريني يناضل بكل السبل السلمية المتاحة له.

 المرآة: ومن المستهدف من هذه الرسالة؟


المجتمع الدولي بشكل أخص. نريد للعالم أن يعرف عما نتعرض له من انتهاكات، نريده أن يمارس ضغطاً على السلطة لوقف هذه الانتهاكات.

المرآة: كيف وجدت التجاوب مع الفكرة من قبل المشاركين والجمهور؟

في البداية كان التجاوب بطيء، وكانت الأسئلة كثيرة، لم تكن الفكرة واضحة بالنسبة لكثيرين، ظنها البعض على غرار السلاسل البشرية المتعارف عليها. كانت الأسئلة كثيرة عن الاهداف والكيفية، ولكن بعد انضمام عدد من الاشخاص المعروفين ودعمهم ازدادت المشاركة خصوصاً في الأيام الأخيرة، حيث لا زلنا نتلقى طلبات حتى بعد قفل باب التسجيل، وهو ما جعلنا نفكر بإعادة فتح الباب لمن يرغب في المشاركة.

    ■    تمرير شعلة الحقوق.. 

المرآة: لماذا اخترتم أن يكون الإضراب على شكل فردي في 100 يوم؟ ولماذ لم تجعلوه بشكل جماعي في يوم محدد مثلاً؟


الفكرة هي سلسلة اضراب مستمرة ليحس الفرد أنه ليس وحده، وأنه جزء من شيء أكبر ومستمر. كأنه سباق relay race، بحيث ينتهي كل مشترك من مرحلته ويمرر العصا لمن يليه. أردناها فكرة جديدة.

أن يكون إضراباً مدته 100 يوم له صدى كبير في اعتقادي، يوصل رسالة أن هذا الشعب مستمر في مطالبه، ونجاح السلسلة في الاستمرار لمدة 100 يوم هو شيء مبهر، أردنا أن يكون الإضراب بمثابة الشعلة التي تضيء مطالب حقوق الإنسان في البحرين، وأن يكون لكل شخص أهميته في تمرير شعلة حقوق الإنسان البحريني، وكل سيضيء هذه الشعلة بطريقته الخاصة.

البعض أخبرونا أنهم سيقومون في يومهم المخصص بكتابة تغريدات في تويتر حول سبب مشاركتهم في هذه السلسلة. البعض الآخر طلب تاريخاً محدداً للصيام، مرتبط بحدث مثل 14 فبراير، 17 فبراير، ليرتبط بذكرى الأحداث التي عايشها البحرينيون.

    ■    مشتركون من كل مكان..

المرآة: كم عدد المشتركين معكم في هذه السلسلة وهل هي أسماء معلنة أم غير معلنة؟ وما هي الأسماء المعروفة التي تشارك معكم في هذه السلسلة؟


حتى تاريخ 13 يناير وهو آخر يوم للتسجيل، وصل عدد المشاركين 140 مشتركا من 10 بلدان هي: أمريكا، استراليا، ايرلندا، كندا، مصر، تونس، السعودية، لبنان، غانا، وبطبيعة الحال من البحرين العدد الأكبر. الآن سنعاود فتح  الباب بعد الطلبات التي تلقيناها مؤخراً، وسيكون متاحاً المشاركة لعدد أكبر. سيكون هناك أكثر من صائم واحد في اليوم الواحد وذلك حسب عدد المشتركين.
هناك بعض المشاركين لا يحبذون نشر أسمائهم، البعض لا مانع لديه وهو على استعداد للنشر. نحن تركنا الخيار للمشترك نفسه في الإعلان عن اسمه أو إخفائه.

هناك عدد كبير من الأسماء المعروفة من مختلف التخصصات والمجالات تشاركنا هذه السلسة، من البحرينين يشاركنا الدكتور نبيل تمام (استشاري الأنف والأذن والحنجرة) وهو بالمناسبة أول من سجل اسمه في السلسلة، معنا أيضاً الناشط الحقوقي نبيل رجب والناشطة الحقوقية مريم الخواجة، والدكتورة رولا الصفار (رئيسة جمعية التمريض)، والنائب المستقيل مطر مطر، والكاتبة الصحافية باسمة القصاب، والدكتور علي العكري (استشاري جراحة العظام والمفاصل)، والدكتور غسان ضيف (استشاري صحة الفم والأسنان)، والدكتور علي أحمد الديري الناقد والكاتب، والمحامي السيد محسن العلوي، والصحافي عادل مرزوق، والصحافي حسين خلف، والشاعرة سوسن دهنيم، والصحافي حسين مرهون، والمدون مجتبى المؤمن، والصحافية ندى الوادي، والصحافي فيصل هيات، والتربوية فاطمة أبودريس (مديرة مدرسة قبل الفصل)، واستاذة الجامعة الدكتورة آلاء الشهابي، والدكتور محمود الفردان (اخصائي باطنية وطوارئ)، الدكتورة فريال الدعيسي (طب أطفال).

كما يشارك معناً عدداً من الناشطين المعروفين والمهتمين من خارج البحرين مثل توني ميتشل (Tony Mitchell) وهو أستاذ جامعي شهد أحداث ما بعد 14 فبراير وقام بتصويرها فتم طرده. تشارك معنا أيضاً الناشطة الحقوقية تارا أوجاردى (Tara O Grady)، ويشاركنا أيضاً ك سي سبنسر  (KC Spencer) وهو مدون اهتم بالإضراب وقام بالنشر عن هذه الفعالية. كما شاركت معنا جانيت بيكام (Janet Beckham) وهي ممرضة عملت في البحرين لفترة من الزمن.

 ■  سنفتح باب المشاركة..

المرآة: هل تواصلتم مع منظمات حقوقية أو جهات إعلامية عربية وأجنبية؟


نعم حاولنا التواصل مع البعض عبر التويتر، وننوي التواصل مع جهات أكثر خلال الفترة القادمة.

المرآة: لماذا اخترتم تاريخ 14 يناير تحديداً للبدء بالفعالية؟

في البداية لم نكن متاكدين من قبول الناس للفكرة فأردنا أن تكون مرحلة تجريبية من 14 يناير إلى 14 فبراير، ثم  ننطلق من 14 فبراير، لكن تفاجأنا بالإقبال الذي فاق توقعاتنا،  فقررنا أن نكمل حتى 100 يوم بواقع فرد واحد لكل يوم. وبفضل هذا الشعب العظيم أكملنا 100 يوم من السلسلة، وعدنا من جديد إلى 14 يناير ليكون هناك مشتركان لكل يوم بدل مشترك واحد، ويبدو أن العدد صار قابلاً للزيادة بعد تلقينا المزيد من الطلبات التي لا تزال تصلنا، وهذا ما جعلنا نقرر فتح باب المشاركة من جديد.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus