احتلال السلمانية، الكذبة التي أعقبتها عشرون كذبة وكذبة

2012-01-15 - 10:36 ص


 

"اكذب ثم اكذب ثم اكذب فلا بد من أن يصدق الناس في النهاية".
بول غوبلز

النظام البحريني، لم يفتأ يعتمد في سياسته البالية، هذه المقولة الشهيرة لوزير الدعاية الألماني في عهد هتلر. الانظمة المستبدة لا تزال تستخدم هذه اللعبة، لتسويق أكبر أكاذيبها وتضليل الرأي العام محلياً وعالمياً. البسطاء والسذج من الجمهور العام، والذين يمثلون قطاع غير قليل، تنطلي عليهم الكذبات السياسية بسهولة، لا لأن السيناريو الذي ترسمه معد باتقان، ولا لأنه يحتوي منطقاً أو معقولية، بل لأن التكرار المطنطن الذي يأتي على شكل وجبات يومية مستمرة عبر وسائل الاعلام المجير، وعبر المطنطنين المتكسبين، يرسَّخ في العقول السطحية والمنحازة، صوراً ذهينة مفرغة من العمق والمعنى، تقوم بترديدها تلقائياً بشكل تلقيني ساذج وغبي.

لكن ما لم يعرفه النظام، أن "من يكذب كذبة لا يدرك مدى ضخامة الفعل الذي يفعله، فهو مجبر على اختراع عشرين كذبة أخرى لكي يحافظ على الكذبة الأولى"، وهذا ما وقع في شره هذا النظام، فكل كذبة هزيلة يخترعها لتبرير قمعه وانتهاكه المفضوح أمام العالم، يحتاج لترتيقها باختراع كذبة أخرى، كما حدث في أكبر كذبتين وأخطرهما على الإطلاق، فيما يتعلق بقضية الكادر الطبي واحتلال مستشفى السلمانية، وكذبة ولاية الفقيه بما فيها تبعية ثورة 14 فبراير لإيران.

هذا التقرير سيحاول الوقوف عند كذبة واحدة فقط: كذبة احتلال مستشفى السلمانية. وستكون هناك تقارير أخرى لكذبات أخرى بعضها سنتمكن من إلقاء الضوء عليه في حصاد الثورة هنا، وبعضها الآخر سنفصل له مساحة أخرى فيما سيأتي.

■    مفاتيح الكذب..
لكل كذبة مفتاح هو فاتحة الكذبة، خيط يمسك به الكاذب، ليبني عليه سيناريو كذبته، بحيث تبدو وكأنها حقيقية. يستخدم الكاذب هذا المفتاح لرسم السيناريو وللتدليل عليه وللربط بين تفاصيله وللشرح والتفسير وكل شيء. البسطاء والسذج تكفيهم المفاتيح ليصدقوا الكذبة، ليست لديهم قدرة على الذهاب أكثر. في المفتاح جزء من حقيقة، وفي الكذبة يصنع المفتاح كل الرواية. ما هي مفاتيح   كذبة احتلال السلمانية؟



جرحى ومصابون افترشو عراء مدخل طوارئ السلمانية قبل نصب الخيمة


■    مفتاح الخيمة

النائب عيسى الكوهجي يزور طوارئ السلمانية
 
بعد مجزرة 17 فبراير ومحاصرة دوار اللؤلؤة بقوات الجيش، صارت باحة الطوارئ في مستشفى السلمانية ملجئاً ومتنفساً للجماهير الغاضبة التي شيعت شهداءها وجلبت جرحاها، توافدوا إلى هذه الساحة واعتصموا عندها، كما اعتصموا بها. إدارة مستشفى السلمانية وعلى رأسها الوزير فيصل الحمر لم يتخذ أي إجراء لمنع التجمهر.
 
 
خيمة الطوارئ
مع تقاعس إدارة مستشفى السلمانية عن القيام بواجبها تجاه المصابين في اليوم الأسود (1)، شكل الطاقم الطبي في مجمع السلمانية الطبي لجنة للكوارث والطوارئ على مدار الساعة. هدفها لم يتجاوز تنظيم وجود فريق من الأطباء للتناوب استعدادً لأي طارئ، ومباشرة تنفيذ الخطة المجدولة. بعد انسحاب قوات الجيش المحيطة بالدوار وعودة الجماهير إلى الاعتصام في اللؤلؤة، بدأ جدل   يحتدم بين المتجمهرين من شباب 14 فبراير والأطباء، بعض   الأطباء يرى أنه   مادام   سمح   للشباب   بالعودة   إلى   الدوار   والاعتصام،   لينته الاعتصام   الموجود   في   باحة   مجمع السلمانية   الطبي، لكن   شباب 14   فبراير   كانوا   يرون   خلاف   ذلك: لا   بد   من   وجود   نقطة   تجمع   ثانية   غير   الدوار،   فإذا   ما   تمّ   ضرب   الأولى،   لجأ   الناس   إلى   الثانية. المتجمهرون من شباب الثورة نصبوا خيمة في اليوم التالي، وعقدوا منصة خطابية، ومكان خاص بالشاي، و بدؤوا بفعاليات سياسية من فوق هذه المنصة. كان هذا هو المفتاح الذي وقع بيد السلطة، لفتح نار كذبتها، وضرب الكادر الطبي واتهامه باحتلال المستشفى. صارت التهمة جاهزة. ورغم أن المستشفى يقع فعلياً تحت مسؤولية إدارة المستشفى ووزير الصحة فيصل الحمر، الذين لم يصدر منهم أي إجراء، أو منع، فإن الكادر الطبي هو من حُمل المسؤولية، وبدلاً من معاقبة الإدارة على تقاعسها، يحاكم الأطباء اليوم.

بقت الأمور هادئة بعد 19 فبراير، التجمهر أيضاً كان محدوداً. لكن مع عودة النظام لاستخدام العنف عن طريق البلطجية (كثير منهم كُشف أنهم رجال أمن في ثياب مدنية)، بدأت الحالات والإصابات الطارئة ترد المستشفى، وعاد التجمهر قوياً مرة أخرى.


■    مفتاح اللجنة الشعبية
 
ثمة مفتاح آخر استخدمته السلطة بقوة، إذ تكونت لجنة أهلية وشعبية لمساندة اللجنة الطبية في أداء وظيفتها، تمثلت مهمة اللجنة الشعبية في منع التجمهر عند مدخل الإسعافات، وعدم السماح للمتجمهرين دخول أروقة قسم الطوارئ وإعاقة إسعاف المصابين. ولمزيد من التنظيم، تفرعت من هذه اللجنة أيضاً، وبشكل شعبي، لجنة إعلامية، لعبت دوراً كبيراً في الرصد والتوثيق بالصوت والصورة وتدوين المعلومات الدقيقة لجميع الانتهاكات ضد المتظاهرين القادمين في سيارات الإسعاف أو بالسيارت الخاصة لتلقي العلاج في المستشفى. كان دور اللجنة الإعلامية المنظم إيجابياً وبارزاً في نقل حقيقة ما يجري لوسائل الإعلام المحلية والخارجية عن طريق الفيديو وكتابة التقارير وتنظيم عملية دخول وخروج الصحافيين والمراسلين وتزويدهم بالمعلومات اللازمة. كان هذا هو الأشد قصماً لكاهل النظام، انكشفت فضائحه أمام العالم عن طريق وكالات الأنباء العالمية التي دخلت المستشفى وقامت بالتصوير وإجراء المقابلات مع الأطباء والجرحى.




■    شهادة..
ولأن لي شهادة شخصية في هذا الجانب، فسوف أقوم بذكرها هنا، فقد ذهبت بنفسي إلى مستشفى السلمانية مساء 13 مارس بصفة إعلامية، وإن كنت لا أمثل صحيفة رسمية. كان الانفلات الأمني على يد البلطجية قد بدأ يقوى. العديد من المناطق تتعرض لهجوم بالآلات الحادة والعديد من الإصابات تصل المستشفى، بعضها بليغ، ذهبت لأشهد الحالات. الإسعاف يصل محمولاً بإصابات. التجمهر حاشد وغاضب، رأيت بنفسي كيف يصطف الممرضون والممرضات المتطوعون، يشكلون سلسلة بشرية تفصل بين المتجمهرين ومدخل الإسعاف. رأيت بعض الحالات غير الخطيرة والتي تمت معالجتها تفترش مكاناً على الأرض في باحة الطوارئ. كنت أحمل كاميرتي وأصور، حاولت الدخول إلى مبنى الطوارئ، مُنعت، أخبروني أن الدخول ممنوع لغير المرضى والحالات والكادر الطبي والإعلام. وأن علي أن أحضر بطاقة تسمح لي بالدخول أستلمها من اللجنة الإعلامية. ذهبت إلى خيمة صغيرة كتب عليها اللجنة الإعلامية، طلبت بطاقة دخول، ساعدني اسمي أن أحصل على بطاقة لشخص واحد فقط، لا يُسمح بدخول أكثر من إعلامي واحد منعاً للفوضى. دخلت وشاهدت بعض الحالات التي سبق وصولها. كان الكادر الطبي في حركة سريعة كما لا يمكن أن تراه في أي وقت آخر. جميع الأطباء من جميع التخصصات متواجدون في غير وقت عملهم الرسمي لتقديم ما يمكن من مساعدة. أجريت بعض اللقاءات مع بعض الجرحى والمصابين الذين تم إحضارهم من المرفأ والجامعة صباحاً، أو من مناطقهم مساء.
 
تواصل دخول الإسعاف بحالات جديدة، وشهدت كيف يتم إحاطة الحالات لتسهيل دخولها، وكيف تلقى العناية الفورية. رأيت الدور الذي كانت تقوم به هذه اللجنة، في منع المتجمهرين من تعطيل الكادر الطبي عن أداء مهماته، ومنع الاقتحام العشوائي لمبنى الطوارئ، ولدي صوري التي التقطتها تلك الليلة.

قلت إن تلك اللجنة التي كان الهدف منها تنظيمياً، كانت هي المفتاح الثاني الذي استخدمته السلطة، لتُظهر أن الدخول للطوارئ لم يكن مسموحاً به لمرضى الطائفة السنية، وأن المحتجين وضعوا نقاط تفتيش، تسأل من يدخل عن طائفته التي ينتمي إليها، وغيرها من السخافات التي روجت للعب على عقول جماهير الطائفة السنية، وإظهارها على أنها هي المستهدفة من الحركة بدلاً من النظام الفاسد. وهو ما حشد له النظام عن طريق التلفزيون والصحافة والأقلام والأصوات والرسائل الالكترونية التي انتشرت بكثافة تنقل قصصاً وهمية حول ذلك.


■    أول الكذب..
بدأت الكذبة نهاية فبراير، تحديداً بعد صدور الأمر الملكي بتسليم حقيبة وزارة الصحة للدكتور نزار البحارنة (الشيعي الأصل) في 25 فبراير، لم تمض أيام حتى بدأ استخدام مصطلح "احتلال مستشفى السلمانية"، والتلميح التدريجي بتواطؤ الوزير (2)، رغم أن كل ما حدث تم وحقيبة الصحة لا تزال بيد فيصل الحمر (السني الأصل). الإعلام المحلي بأدواته المختلفة عمل على تسويق الكذبة، كذلك الإعلام الخليجي. البرامج التلفزيونية المباشرة في كل من قناة البحرين وقناة وصال السلفية، جندتا مكالمات مفبركة تشكو وتبكي وتنتحب عدم السماح للسنة بدخول مستشفى السلمانية وتلقي العلاج. نجحت هذه الفبركات الركيكة في تجيير أطراف خارج اللعبة لم تحرك نفسها مسافة طريق لتتأكد مما يحدث حولها في بلد صغير، ونجحت الكذبة في استدراج عواطف جمهور عريض من (الشارع السني) وتخويفهم من (الاحتلال الشيعي!).


■    تباكي أم خليفة
دأب الإعلام الرسمي خلال أشهر الأزمة على الطنطنة حول موضوع ما كل عدة أيام، ليظهر أمام الرأي أن النظام استجاب لإرادة الشعب الذي ضاق ذرعاً. هكذا صار يُعرف ما ينوي النظام القيام به من خلال ما يشن من حملات موجهه عن طريق تلفزيونه وصحافته. الاتصال الشهير (لأم خليفة) (3)، هو أحد نماذج (البكائيات) التي استخدمها النظام عبر قناته الرسمية بافتعال متصنع وفاضح، تمهيداً لإنزال الجيش بمستشفى السلمانية. الهدف هو إظهار أن ما سيقوم به النظام في اليوم التالي هو استجابة لمطالب الشعب الذي ضاق ذرعاً بما يحدث. وكان ما استدلت به (أم خليفة)، على معرفتها بما يحدث داخل السلمانية، قولها أنها تتكلم من مكان قريب من السلمانية! وأكدت أن الأطباء السنة الآن (أي في وقت اتصالها) يختبئون في غرفة واحدة لأن الشيعة يريدون أن يقتلوهم علناً! وأن الشيعة يستخدمون السنة كرهائن بشرية في السلمانية! وأمرت الملك بعد تعظيمه وتبجيله مراراً وتكراراً وبصوت يبكي كثيراً، أن "يرسل جيش درع الجزيرة الذي وصل إلى البحرين، للتدخل الفوري في مستشفى السلمانية من أجل إنقاذ أهل السنة من احتلال الشيعة!"

لا نعرف لماذا طالبت أم خليفة أن يتدخل جيش درع الجزيرة بدلاً من رجال الأمن، لكن ما هو معروف أنه رغم كل ما وجه إلى الكادر الطبي من اتهامات خطيرة في محاكم السلامة الوطنية، إلا أن شيئاً من الكذب الذي قالته الممثلة أم خليفة الشهيرة ببكائها المصطنع حول القتل العلني والرهائن البشرية، لم يقله أحد، بمن فيهم الأطباء الذين شهدوا زوراً ضد زملائهم.


■    شهادة أم محمد
ورغم ما بسطت السلطة من يدها في الكذب، فإن الحقيقة لا بد تخترق عبر أصوات صادقة من الشارع الذي أريد له أن يكون في هذه أعمى. قناة وصال الفضائية السلفية السعودية، والتي عملت جنباً إلى جنب مع الإعلام الرسمي البحريني على كذبة الطائفية وولاية الفقيه وتبعية الحركة لإيران، تلقت اتصالاً مستنكراً من (أم محمد) من الطائفة السنية، التي كذبت كل ما يقال في الإعلام الرسمي، وشجبت دور هذه القنوات في ممارسة الكذب والتضليل الإعلامي، وذكرت أنها ترددت على المستشفى أكثر من مرة خلال تلك الفترة، ولم يتم تفتيشها ولا سؤالها عن أصلها ولا فصلها ولا تعطيل وصولها، وأن قريبتها التي ترقد في المستشفى تحظى بعناية واهتمام من الكادر الطبي الذين عبرت عنهم أنهم من المذهب الشيعي، وأن كل ما يتم تناقله هو إشاعات مغرضة بهدف النيل من الوحدة الوطنية وشق الصف وإثارة الفتنة (4).

■    فضح علي
كما تفاجأ أحد برامج تلفزيون البحرين، باتصال غير متوقع من أحد أبناء الطائفة السنية اسمه (على الياسين)، ولم يتمكن المذيع من إخفاء تغير ألوانه وملامحه وهو يسمع كلمات المتصل التي باغتتهم على الهواء مباشرة، قال علي الياسين بصوت محروق ومخنوق: "الأحداث التي صارت في البحرين كاملة، أحملها تلفزيون البحرين، لأن تلفزيون البحرين وعلى مدى عشرين يوما، وطوال 24 ساعة،   يطحن ويزيد وينشر الطائفية في البلاد، 24 ساعة الناس يتصلون، اللي يسب، واللي يسب الشيعي واللي يسب المذهب واللي يغلط على العلماء، ومع ذلك المقدمين يقولون له : مشكور، صح لسانك، جزاك الله خير، هذا اللي وصل البلاد لما نحن فيه، المقدمين كلكم المفروض تكونوا حياديين، توصلون رسالة إعلامية، ناس تسب وتشتم الشيعة وانتو ساكتين؟ وين ردكم، إذا ولي العهد، تاج راسكم طلع وقال يجب على الجميع الهدوء، وقال اللي يطلعون مسيرات الدستور كفلهم، وانت في كل يوم، إنت وزملائك تحملون المعارضة اللي يصير" ثم تساءل "البلطجية اللي في سترة شنو هوياتهم؟ من وين؟ هل هم معارضة؟ واللي صار في الجامعة شنو هوياتهم؟ هذي كلها تجهيزات حق ينزل الجيش، تبون تنزلون الجيش ما عرفتو قمتوا زعزعتوا الامن، حق ينزل الجيش وتبررون. اللي قاعد يصير الآن من تدخل في مستشفى السلمانية حق باجر ينزل الجيش ويحوط (يحاصر) السلمانية. هذي خططكم. نحن في 2011   مو ما نشوف" (5).
هكذا فضح (علي الياسين) بكل بساطة وبكل صدق، ملخص السيناريو الذي سار عليه النظام، وفضح الكذبة التي جرى لوكها على لسان جميع أدوات السلطة حول "احتلال السلمانية"، تمهيداً لمحاصرتها لأنها معقل فضح، لا لأنها معقل احتلال، كما كان واضحاً لجميع من يفهم.

■    زيارة المعلم
وكآخر نموذج، انتشر فيديو مصور لمعلم من أهل السنة(6)، اختار أن يذهب إلى مستشفى السلمانية بنفسه ليتأكد مما نقل عنه في وسائل الكذب الحكومية، وألقى في الجماهير المحتشدة كلاماً مرتجلاً، لكنه فصيحاً وبليغاً، لخص فيه الكذبة التي لعبها الجهاز الرسمي حول احتلال السلمانية، مما ذكره: "في الحقيقة كانت عندي حالة مرضية، وصممت أن آتي إلى هذا المستشفى لعلمي اليقين والقطعي أن بعض ما سمعته كذب وزور عن إخواننا الكرام جميعاً. لقد حُذرت وخُوّفت قبل أن آتي إلى هذا المكان الذي اعتدت أن آتي إليه، وأنا أعرف إخوتي وأبنائي الذين درستهم وأخواني الذين صحبتهم من الشيعة، وأعرف أخلاقهم جميعا وأستبعد بل أعده من المستحيل أن يصدر بعض الذي سمعته في بعض وسائل الإعلام المغرضة من إخواني الكرام الذين عرفتهم (الجمهور يهتف: إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه). ويوجد بينكم الآن بعض من عرفني عن قرب وعلمته ودرسته في مدرسة الهداية الخليفية (الجمهور يهتف: بالروح بالدم نفديك يا سني)..
 
ثم قال "جئت إلى هذا المستشفى وأنا كلي ثقة ويقين على أنني سأجد فيه كل ترحيب واحترام، وهذا الذي رأيته، وهذا الذي لمسته، في الوقت الذي أسمع فيه كلمات أتعجب منها، أسمع فيه أمورا أتعجب منها، وأنا قاطع بأن هذا الذي سمعته من بعض الناس ما هي إلا إشاعات كاذبة ونفوس مريضة مغرضة تريد أن تزرع الفتنة وتضرب إسفين الكراهية بين الأخ وأخيه.   جئت إلى هذا المستشفى الكريم، كثيرون لا يعلمون شخصيتي(...) لأرى كيف يقابلني الإخوة وكيف يبادلوني التحية والسلام، فما رأيتهم فرقوا بيني وبين إخوتهم في التحية والسلام والإخاء (الجمهور يهتف: إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه).

ثم فضح الكذب الإعلامي "لقد اطلعتم جميعا على بعض ما ألقي في بعض القنوات المغرضة، أو لنقل بعض البرامج التي حضر فيها من لا يتقون الله في هذا الوطن، وألقيت كلمات كنت أحاول أن أكذبها للتو واللحظة، وأحاول أن أخبر بعض من أحاط بي من الإخوة الكرام، بأن هذا الذي أسمعه لا يمكن أن يكون له رصيد من الواقع والحقيقة أبداً"

■    العشرون كذبة..
هكذا بدأت كذبة احتلال السلمانية، لم تلق قبولاً في وسط الرأي العالمي، بدا الأمر ساخراً وهزلياً، خصوصاً لمن حضر بنفسه من الإعلاميين والمنظمات الحقوقية، الكذبة كانت من الهزالة بحيث لم تحرك سوى السذج الذين تعودوا تكرار ما تكرره عليهم الآلة الإعلامية الرسمية، وما تمارسه عليهم من كذب وتضليل، فكان على النظام أن يبحث عن كذبات أخرى، أكثر تأثيراً على الرأي العام العالمي، لعله يقنعه أن الكذبة الأولى ليست كذبة، وأنها حقيقة. كان عليه أن يخترع عشرون كذبة وكذبة كي يغمغم كذبته الأولى، وكلما كذب أكثر انفضح أكثر، الكذبة ترهل ما قبلها أكثر بدلاً من أن تصلحها، فمن اتهام الأطباء باحتلال السلمانية إلى اتهامهم بعدم معالجة المرضى من الطائفة السنية، إلى اتهامهم بالتعدي على الآسيويين، إلى حيازة الأسلحة، إلى سرقة الدم، إلى إجراء عمليات أدت إلى قتل بعض المحتجين، إلى غيرها وغيرها من الكذبات التي يحتاج فضحها إلى تقرير مفصل آخر. ولا يزال النظام يغمغم في كذباته التي تورط بها فيما يخص قضية الكادر الطبي، ولا يزال غير قادر على التصرف في هذا ملف كذبه الذي صار حبلاً ملفوفاً حول عنقه، مخنوق بأي جهة ما حركه.




هوامش..

  1. مرآة البحرين: شوكة الأطباء الحلقة الأولى
     
  2. انظر لقاء وزير الصحة نزار البحارنة مع صحيفة الأيام قبل استقالته بأيام
     
  3. أم خليفة تباكت وتباكى معها المذيع
     
  4. يوتيوب مكالمة أم محمد لقناة وصال
     
  5. يوتيوب مكالمة علي الياسين لتلفزيون البحرين

  6. يوتيوب الكلمة التي ارتجلها المعلم السني في مستشفى السلمانية

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus