التعليق السياسي: ناصر بن جبر شارع من غير ذاكرة وطنية

2015-11-04 - 7:33 ص

مرآة البحرين (خاص): من هو (ناصر جبر الجبر) لا أحد يعرفه، لا يمثل شيئا في ذاكرتنا الوطنية. المهم هو يمثل شيئا في ذاكرة الملك وقبيلته. فالبلاد منذ فتحها جده وهي ملك له، الشارع تفصيل صغير ضمن تفاصيل كبيرة في جيب الملك. لا شيء خارج ملكيته الخاص، يهب لمن يشاء الأسماء والأفعال والأموال.

لقد منح في 31أغسطس 2015 الشارع الواقع بين مجمعين تجاريين في منطقة كرباباد اسم (ناصر بن جبر الجبر) مكرمة على عادته في تسمية كل ما يصدر منه مكرمة، واستقبل  أول من أمس في أحد قصوره عائلة الجبر، التي شكرته. وقال إنه يعتز بدور القبائل العربية التي ترتبط بحكام البحرين منذ فتحها

لا يحيل اسم (ناصر بن جبر) إلى ذاكرة وطنية مشتركة، فليس في سيرته غير ما تسجله كتب التاريخ من معارك القبائل المتصارعة على الغنائم والنفوذ والاقتتال الداخلي بينها، ليس هناك معارك استقلال ولا كرامة ولا وطنية ولا سيادة ولا تحرير.

وفق ما يقدمه محمد شريف الشيباني مؤرخ الأسرة الحاكمة في قطر، يحضر(بن جبر) في وقعة الوكرة بقطر في 1867م في هذه السنة نزل فريق من قبيلة (النعيم) وفيهم رئيسهم (ناصر بن جبر وأخوه راشد بن جبر) إلى سوق الوكرة للبيع والشراء، فجاءهم خدام عامل آل خليفة في قطر وهو(أحمد بن خليفة) يغتصبون منهم أمتعتهم وأموالهم بدون حق، فلما اعترضوا على هذا الاعتداء، ضربوهم بقسوة.

وحسب وصف الشيباني، كان أحمد آل خليفة "سيء الخلق شرس الطباع متكبرا حقوداً حسوداً شريراً ولا يرى أي قيمة للقطريين" لقد تخلص القطريون من عامل آل خليفة، لكن البحرينيين ما زالوا يعيشون في شوارعهم هذا الخلق السيئ والطباع الشرسة وتهان قيمتهم من قبل خدم آل خليفة وصبيانهم.

وفي سياق المناوشات القبائلية وردود الفعل قام شيخ قاسم بن محمد آل ثاني ابن حاكم قطر، بالانتقام لقبلية النعيم، فدخل قلعة آل خليفة وكسر السجن واسترجعت قبيلة النعيم ما نهب منهم. أضمر آل خليفة عدواتهم للشيخ قاسم بعد صلح شكلي، وحين استشار قومه للذهاب للبحرين، أشاروا عليه بعدم الذهاب، وقالوا "لا نأمن عليك من آل خليفة، وإن قولهم هذا هو مكر وخداع منهم" وفعلا تم اعتقاله حين دعوه لزيارتهم، وأرسلوا جيشا لقطر للانتقام، فكان خراب الدوحة الثاني 1867م على يد آل خليفة. أراد أن ينتقم القطريون من (آل خليفة) فكانت معركة دامسة، تحت قيادة (ناصر بن جبر) الذي هُزم في البحرين، وبعد ملاحقة جيش آل خليفة للقطريين في قطر، هُزم آل خليفة، وتم تبادل الأسرى، وحسب تعبير الشيباني "لم يجر بينهم صلح ولا عداء" وهي الحالة المعبرة عن حاضر العلاقة اليوم.

ما المشترك الوطني في هذه الذاكرة؟ صفر، لا شيء يمكن من خلاله حبكة قصة وطنية، يتعلم منها الجيل الجديد حين يقف على هذا الشارع ويسأل ما تاريخ (ناصر بن جبر) في وطني.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus