غلوبال بوست: طبيب بحريني -عُذّب وسُجن لعلاجه المرضى- يطلب مساعدة الولايات المتحدة

2015-09-30 - 12:20 م

د. علي العكري، موقع غلوبال بوست

ترجمة: مرآة البحرين

المكان: سجن جو في البحرين

أنا في السّجن في البحرين، واحد من عشرين عنصرًا من الكادر الطّبي حُكِم عليهم بالسّجن في محكمة عسكرية لمدة أربع سنوات، في هذا الشّهر، بعد أن عالجنا محتجين مصابين خلال التّظاهرات المطالبة بالإصلاح في أوائل العام 2011.

لقد عُذّبنا وأُجبِرنا على الاعتراف بجرائم لم نرتكبها.

أنا استشاري في جراحة عظام الأطفال. تدربت في إيرلندا. كنت أجري عملية لطفل في 17 مارس/آذار 2011 حين أتى جنود إلى مسرح غرفة العمليات لاعتقالي. كان ذلك عصر يوم الخميس.

اصطحبوني إلى منشأة عسكرية حيث ضُرِبت وعُذّبت. فقدت الوعي مرات عدة. تحرشوا بي جنسيًا واُجبِرت على أكل البراز. بعد ثلاثة أسابيع من تعصيب عيني وتكبيلي، أُجبِرت على التّوقيع على اعتراف لم أقرأه حتى، بجرائم لم أرتكبها. لم يُسمَح لي برؤية محام خلال ذلك الوقت.

اعتُقِل أكثر من خمسين طبيبًا ومسعفًا وعُذّبوا وخضع 20 من بيننا لمحاكمة جماعية في محكمة عسكرية. تمت إدانتنا جميعًا على خلفية تهم تتضمن أمورًا سخيفة كتخزين السّلاح ومحاولة الإطاحة بالحكومة. وادعت النّيابة العامة أني كنت نوعًا ما زعيم الكادر الطّبي. أُعلنت الأحكام ضدنا في سبتمبر/أيلول 2011.

حُكِم عليّ أساسًا بالسّجن 15 عامًا، وخُفّض الحكم الصّادر بحقي لاحقًا إلى خمسة أعوام عقب استئناف في محكمة مدنية غير عادلة. شهدت منظمة هيومن رايتس فيرست، المتمركزة في الولايات المتحدة، جلسات الاستئناف وأفادت عن رفض القاضي الاستماع إلى الأدلة بشأن تعذيبي وزملائي.

في ذلك الوقت، قالت حكومة الولايات المتحدة إنّها " منزعجة بشدة" بشأن ما حدث لنا. وأرسلت وزارة الخارجية الأمريكية مراقبين إلى المحاكمات، وشهدوا بأنفسهم مدى الظلم في جلسات الاستماع.

لا يستطيع المسؤولون الأمريكيون الادعاء بأنهم لم يعلموا بالحقيقة بشان ما حدث لنا. [حكومة الولايات المتحدة] تعلم أنه لم تتم مساءلة أي أحد في الجيش البحريني على خلفية التّعذيب.

لقد أُطلق سراح جميع عناصر الكادر الطّبي الذين حوكِموا معي، لكن السّجون هنا ما تزال تعج بالمعارضين السّياسيين.

الحياة صعبة في السجن. سجن جو، الذي أنا فيه، مكتظ أصلًا ويصل المزيد من السّجناء كل أسبوع، وتستمر الاضطرابات. في مارس/آذار، اندلعت اضطرابات جماعية، وهوجم عدة سجناء. أُجبِرت، مع مئات الآخرين، على النّوم خارجًا في خيمة على مدى الشّهور التّالية. هناك الكثيرون في السّجن هنا الذين لا يُسمَح لهم بالحصول على العلاج الطبي الذي يحتاجونه.

أحيانًا، يبدو الوقت المتبقي أمامي لأنهي عقوبتي طويلًا. أنا أفقد المهارات التي أحتاجها لممارسة عملي، ولإجراء عمليات جراحية للأطفال. ليس أمرًا يمكنك معاودة ممارسته لاحقًا بعد توقفك عن ذلك لسنوات. هناك مرضى يافعون بحاجة إلى مهاراتي، ويريدون أن أستمر بمعالجتهم.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن البحرين حققت "تقدمًا ذي مغزى في مجال حقوق الإنسان". أستطيع أن أرى حولي ، كل يوم، مدى عدم صحة هذا الكلام. أرى المئات من الأشخاص الذين لا ينبغي أن يكونوا في السّجن، عُذّب الكثيرون منهم، ولم يخضع أي منهم لمحاكمة عادلة.

منذ أربع سنوات مضت، عالجت المحتجين المصابين وأخبرت وسائل الإعلام الحقيقة بشأن ما كان يحصل في البحرين. لست نادمًا على قيامي بواجبي كطبيب، لكني أُصِبت بخيبة أمل جراء عدم قيام واشنطن بواجبها في مساندتنا.

 

  • الدّكتور علي العكري جراح استشاري، تدرب في الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا. كان من بين العشرات من أخصائيي الصّحة المُعتَقلين في البحرين في العام 2011. حُكِم عليه بالسّجن 15 عامًا من قبل محكمة أمنية بحرينية على خلفية تورطه المزعوم في الانتفاضات في البلاد. خُفّض الحكم لاحقًا إلى خمس سنوات.

 

التّاريخ: 29 سبتمبر/أيلول 2015

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus