انفجار سترة: قتلى ومصابون بلا صور ولا فيديو!
2015-08-04 - 2:24 ص
مرآة البحرين (خاص): في الوقت الذي لا زالت فيه آلة الانتقام تدور في سترة، بعد التفجير الذي أعلنت عن وقوعه وزارة الداخلية هناك (٢٨ يوليو/ تموز ٢٠١٥)، إلا أن الوزارة لم تعرض أي أدلة بشأن الحادث الذي تقول إن اثنين من عناصرها قتلا فيه وأصيب ٦ آخرون أحدهم إصابته بليغة.
واكتفت الداخلية بعرض صور لحافلة قالت إن عبوة استهدفتها، وصور أخرى لسور المدرسة الذي كانت الحافلة المستهدفة بالقرب منه، لكن تلك الصور لم تدعم الرواية الرسمية بل أثارت شكوكا من قبل نشطاء معارضين بشأن وقوع قتلى وجرحى في الواقعة.
ولا تظهر الصور سوى تضرر جزئي في نوافذ الحافلة، في حين لم تلتقط أي صورة واسعة لمحيط الانفجار كما تفعل الجهات الأمنية ووسائل الإعلام في الدول المجاورة عند التعامل مع حوادث مشابهة، واكتفت بالتقاط صور تركز على هيكل الحافلة دون وجود أي قتلى أو مصابين، أو حتى آثارهم.
صورة الحافلة التي قالت الداخلية إن اثنين من عناصرها قتلا فيها وأصيب ٦ آخرون
والحقيقة أن الصور الوحيدة التي نشرت للمصابين في الحادثة، وهي عبارة عن رجل أمن مصاب في رجله، سارعت وزارة الداخلية بنفسها إلى نفيها، وقالت إنها تعود لحوادث سابقة، لكنها لم تعرض أي صورة للمصابين ولم تعلن عن أسمائهم وحتى أسماء القتلى الاثنين الذين قيل إنهما باكستانيين.
وشكك مرجع في المعارضة في الرواية الرسمية، وقال "لعل تفجيرا وقع هناك،. إلا أن الحديث عن قتيلين وإصابة ٦ آخرين، يحتاج إثبات (...) نحن بحاجة إلى لجنة تحقيق مستقلة تبحث في الحادثة وغيرها من الحوادث التي راح ضحيتها مدنيون، وهذا ما طالبت به عائلة شهيد العكر قاسم محسن".
وبينما لم تقدم الداخلية أدلة مقنعة للرأي العام بشأن الحادثة كما هو الحال في الحوادث السابقة، سارعت للإعلان خلال أقل من ٢٤ ساعة، عن اعتقالها عدد من المشتبه بهم، واعتقلت ما لا يقل عن ١٠ أشخاص، بعد ساعات من حصار المنطقة.
وليست المرة الأولى التي تكتفي فيها الداخلية بعرض أدلة يصفها معارضون بـ "الهزيلة"، فقد قالت (١٤ فبراير/ شباط ٢٠١٤) إن حافلة تعرضت لتفجير في الديه غرب المنامة دون وقوع إصابات، وقامت بعرض صورة يتيمة للحافلة تظهر بعض الأضرار في هيكلها الخارجي.
حافلة قالت الداخلية إنه تم استهدافها بعبوة متفجرة في الديه غرب المنامة ٢٠١٤
وعلى عكس تفجيرات القديح والكويت، لا يتم تبادل أي صور مباشرة للتفجيرات التي تحدث في البحرين، فمواقع التفجير دائما ما تكون في مناطق مطوقة من قبل الأجهزة الأمنية أو يتم تطويقها بشكل سريع بحيث يصعب على أي جهة غيرها الوصول لموقع الحادث.
ففي تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت تم تبادل صور ومقاطع فيديو مباشرة من موقع الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها صورا لأمير الكويت صباح الأحمد الصباح الذي زار الموقع رغم الظروف الأمنية الخطيرة.
وما زاد من الشكوك في حادث التفجير في سترة تزامنه مع حملة إعلامية أطلقها وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة ضد ما وصفها "التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني ودعمها للإرهاب"، وجاء الحدث ليستخدم كدليل على ذلك التدخل بعد أيام قليلة من التحذير منه.
وقالت وزارة الداخلية إن المتفجرات مشابهة لتلك التي صادرتها قوات الأمن في مطلع الأسبوع (جاء توقيتها أيضا بعد إطلاق الحملة)، وقالت السلطات إنها كانت مهربة للبلاد من إيران.
ونفت وزارة الخارجية الإيرانية ذلك واعتبرته "دعاية إعلامية رسمية"، وقالت إن الحملة التي تشنها المنامة تهدف لتوتير أجواء المنطقة.