شاهد عيان على مذبحة "الشاخورة": سمعنا جسماً يسقط ويرتطم بالصفائح المعدنية.. إليكم القصة!

2011-12-17 - 10:06 ص


مرآة البحرين (خاص): روى شاهد عيان كان حاضراً في البناية التي التي شهدت مذبحة اليوم (الجمعة) بمنطقة الشاخورة بعد حصارها من قبل قوات مكافحة الشغب التي كانت تفرق متظاهرين توافدوا لتشييع الشهيد علي القصاب. وقال مغرد يحمل اسم أحمد أبو تاكي (@ahmed_12)، وهو اسم فيما يبدو حركي، إنه وآخرون قدّر عددهم ب250 شخصاً لجأوا إلى البناية المذكورة "حيث احتمينا بها بعد محاصرتنا من كل جانب". وأوضح في شرح ملابسات الحادثة "تم الهجوم علينا ومحاصرتنا من أكثر من جهة، ولم يكن أمامنا سوى بناية من أربعة طوابق دعانا أحد الأخوة لها".
 
وقال "توزعنا على جميع الشقق المفتوحة، والبعض اتجه لأعلى البناية"، مضيفاً "في الأثناء تم كسر مدخل البناية ودخل المرتزقة فوراً متجهين إلى الأعلى". وتابع "كنا نسمع أصوات أقدام المرتزقة وهم في أعلى المبنى ونسمع الصراخ فيما توقعنا أن تتم مباغتتنا  في أي لحظة. كنا أكثر من 40 شخصا في هذه الشقة". ومضى شارحاً "لم نتمكن حينها من التحقق من الحادثة فكان سُلّم البناية مليئاً بالمرتزقة، في الوقت الذي كنا نحتمي خلف باب الشقة، حذرين وصامتين". وقال "سمعنا صوتاً لجسم يسقط من أعلى البناية ليصطدم بالمكيف، كنا نسمع صوته وهو يتدحرج على صفائح السقف المعدنية (الچينكو) القريب".

وأضاف أبوتاكي "حاولنا التأكد من النافذة، إلا أننا لم نتمكن من التعرف على هذا الجسم، وكنا ندعو ألا يكون أحد الشباب سقط من أعلى البناية، حيث كان الصوت يوحي بأنه شخص، لا شيء آخر". يتابع "اتصل أحد شباب المنطقة الذي كان يتواجد معنا بأحد معارفه كي يقنع بعض الشباب بالتقدم ناحية البناية من أجل تفريق المرتزقة بعد أن حاصروها بالكامل". وأوضح "كنا في حالة ترقب شديد في الوقت الذي كانت أصوات الضرب في الأعلى تثير قلقنا ونحن محاصرون". وأردف موضحاً "كان بعضنا يراقب من نافذة الشقة ويرى أن البناية قد تم تطويقها بالكامل، فيما كان استمر وصول التعزيزات، ما أوقد لدينا شعوراً أن هناك نية لعمل وحشي ينتظرنا". وواصل شرح مشاهداته "وصل مجموعة من الشباب الثائر في الخارج وقد رأينا منهم العجب وهم يستبسلون في المواجهة مع المرتزقة لإبعادهم عن البناية". وقال إن ذلك أدى إلى "هرب المرتزقة بعد أن يئسوا من الإستمرار في مواجهة الشباب، لكن بعد أن فعلوا فعلتهم وخلفوا الكثير من الشباب بإصابات بليغة جداً".

وأضاف أبو تاكي "صعدنا لأعلى البناية لنرى المأساة، حيث كان الشباب ملقون على الأرض وهو يسبحون بدمائهم. كان منظراً مأساوياً يدمي القلب". وتابع "عملنا على إنزالهم من الأعلى (...) حين كنا نحملهم، كانت روحياتهم ومعنوياتهم عالية في الوقت الذي كانت وجوههم مغطاة بالدماء". وأوضح "أجرى الشباب المتواجد اتصالات بالجهات الحقوقية وكذلك للمسعفين. وتم نقل أكثر المصابين للمنازل المجاورة، فيما نشبت حالة من  الهلع بسبب الحالات الخطرة".

وقال "في الأثناء كان المرتزقة يعييون انتشارهم على حدود المنطقة وكان من الصعب أخذ المصابين للعلاج لخارج القرية وهم بهذه الحالة الحرجة". وأضاف "قام الشباب باحتواء بعض الإصابات والترتيب لنقلها لأماكن آمنة في المنازل القريبة". وأوضح "لم نتحقق بعد من حقيقة الجسم الذي سقط من أعلى البناية ولا أنباء عن حقيقته، فقد كانت الأجواء حينها تعم في الفوضى". وتابع "بعد نقل كل المصابين، كان قد شارف دخول وقت صلاة المغرب. تفرق الموجودون ناحية المساجد والمنازل، والبعض كان بمعية المصابين لمتابعة حالاتهم". وختم قائلاً "كانت المشاهد مؤثرة جداً، وأقرب ما يمكن أن أصفها به هي الوحشية الدموية. يجب أن يرى العالم حقيقة الوضع المنحط واللاإنساني ونحن نقتل بدم بارد" على حد تعبيره

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus