قاسم يطالب "المستفيدين" من الوضع في البحرين بأن "ييأسوا من تراجع الشعب"

2011-12-16 - 12:45 م

                                                                 الشيخ قاسم

مرآة البحرين (خاص): طالب رئيس المجلس العلمائي في البحرين الشيخ عيسى قاسم المستفيدين من الوضع القائم في البحرين "بأن ييأسوا من سكوت الشعب وتراجعه"، مؤكداً أن أبناء هذا الشعب "هم المتطلعون إلى التخلص من العبودية والعذاب".

وقال قاسم، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الصادق في الدراز، إن "الوقوف مع الظالم ضد المظلوم يفصل العالم الديني وأي متحدث بإسم الإسلام عن الإسلام نفسه في هذا الموقف الشائن المعادي لدين الله، ورفع شعار الإسلام ممن يقفون هذا الموقف الشيطاني، وعلى الأمة فضح هذه المواقف والتبري من أصحابها إنقاذاً للدين من التزوير وسوء السمعة وللأجيال من الإغترار بالزور"، لافتاً إلى أن ذلك "حدث كثيراً في التاريخ وكم من أمة ظلت أجيال منها بسبب مواقف علماء الدين الموالين للسلطات الظالمة".

وشدد على أن "الذين يناهضون حركات التحرير والتغيير النافع والإصلاح ويعادون المصلحين إنما ينطلقون في هذه المناهضة والعداوة من إرتباط مصالحهم المادية بالوضع الظالم المتخلف والفساد المستشري فيه، وإن تستروا بشعارات مختلفة منها الديني والمذهبي والدفاع عن هذه الفئة أو تلك من فئات المجتمع التي كلها تعاني من آثار الوضع الظالم".

وقال قاسم "إذا كان البعض يرى في الإصلاح إضرارا بإمتيازاته المادية بالوضع الظالم والصيغة السياسية الفاسدة وتقليلاً من فرص تسلقه للمواقع المغرية والمكاسب الحرام التي لا يرى له فرصة ولا طريقاً إليها إلا بمساندته للظلم والفساد واستماتته في التبرير والدفاع عما لا يرضاه الله سبحانه من ظلم العباد وامتهان كرامة الإستئثار بالثروة المشتركة، فإن الشعب الذي يرى في الإصلاح حياته وكرامته وفي التخلي عن الإصلاح العبودية والإنتحار لأشد استماتة ودفاعا عن حقه في الحياة في الحياة الكريمة والحرية والعيش في سعة وأمان".

وأضاف "على الذين يتمنون بقاء الأوضاع السياسية المنحرفة الظالمة في البلاد العربية ومنها البحرين على ما هي عليه من صورة سيئة مخزية تتنافى بحقوق الإنسان وكرامته والشأن العزيز للمسلم، حرصاً على ما يستفيدونه من إمتيازات محرمة ترتبط بهذه الأوضاع أن ييأسوا من ذلك، وليس لهم يوم يأتي نصر الله للمؤمنين إلا أن تتقطع قلوبهم حسرا".

واعتبر أنه "إلى اليوم لا جديد هنا على الأرض ولا تغيير في الأوضاع دون الكلمات الموسوقة للإعلام، لا أثر للجان التحقيق وكثرة الوفود، ولكن الجديد آت والإصلاح لا بد منه، والمطالب لا بد من تحقيقها، وإرادة الخيري لا بد أن تنتصر، والله لا يضيع عمل عامل، وهو مع المظلوم على الظالم، والصبر منتج وإصرار الشعوب أقوى من ظلم الحكومات".

وبيّن الشيخ قاسم أن "هناك مساران هما المسار السياسي والمسار الحقوقي، والأول ما زال يعيش التدهور ويعاني من عدوانية الحكومة في أكثر من صعيد  يستحق الإهتمام والتركيز الشديد وتفرض الضرورة المطالبة المكثفة بإصلاحه". ونبه من أن "الناس تغرق في السموم الغازية وهي في غرفها المغلقة، متسائلاً "هل تحول الناس هنا في نظر الحكومة إلى حشرات؟".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus