احتلوا شارع البديع

2011-12-15 - 10:32 ص

 
مرآة البحرين (خاص): يستقبل البحرينيون وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمبعوثين الأميريكي والبريطاني، بسلسلة من الفعاليات المناهضة للنظام، مستمدين قوتهم من الإصرار على تحقيق المطالب السياسية التي نادت بها ثورة 14 فبراير منذ 10أشهر.
وفي تعبير عن مرحلة ما بعد "تقرير بسيوني" الذي شكل فضيحة كبرى للنظام البحريني على المستوى الدولي، تصاعد الحراك السياسي بشكل غير مسبوق، لتبلغ الاحتجاجات ذروتها اليوم الأربعاء بتظاهرة حاشدة أمام بيت الأمم المتحدة هي الأولى التي تنظم في قلب المنامة منذ قمع المحتجين في دوار اللؤلؤة منتصف مارس/آذار الماضي.

وفي الإطار ذاته، دعا ناشطون على تويتر عبر هاشتاق (OccupyBudaiyaSt#) المحتجين إلى نصب الخيام في شارع البديع اليوم  الخميس 15 ديسمبر، في فعالية لاقت صدى واسعا وقد تعطي دفعة كبيرة للمسار السياسي في البلاد.

وقال ناشطون إنها ستكون انطلاقة جديدة لاعتصام مركزي آخر لا ينفك إلا بتحقيق مطالب الثورة وإخلاء دوار اللؤلؤة مركز الاحتجاجات التاريخي من التواجد العسكري بفتحه أمام التظاهرات السلمية.

وسرعان ما تحولت الفعالية إلى حركة منظمة تحت مسمى "احتلوا شارع البديع" على غرار الحركة الشعبية الأميريكية "احتلوا وول ستريت"، وقال المنظمون في بيان أول لهم إن الدعوة لهذا الاعتصام المفتوح تأتي "إيماناً بضرورة التصعيد الثوري للرد على السلطة القمعية التي اتخذت من القتل الممنهج سياسة، ولتفويت الفرصة على تحقيق أهدافها من العقاب الجماعي للقرى والأحياء السكنية" واعتبروا الاعتصام  "تمهيداً للعودة المظفرة إلى ميدان الشهداء"

وحازت الفعالية على دعم مباشرة من عدة شخصيات حقوقية وسياسية، أولاها الناشط الحقوقي المعروف نبيل رجب الذي دعا جميع أبناء القرى البعيدة عن شارع البديع للمشاركة أيضا، كما أثنى النائب الوفاقي السابق علي الأسود على الفعالية وقدم دعمه لها، وحذا حذوه رئيس "الوحدوي" فاضل عباس، والقياديان في جمعية الوفاق جواد فيروز، وسيد هادي الموسوي.

وكان بيان قد صدر عن الجمعيات السياسية، دعا الجماهير للمشاركة في كافة الفعاليات السياسية التي تقام في البلاد، فيما قرأه مراقبون إشارة خضراء لدفع أنصار الجمعيات إلى المشاركة في الفعاليات المستقلة أو التي تنظمها حركات 14 فبراير، بما فيها "احتلال شارع البديع"، وقد دعا ائتلاف 14 فبراير وحركة شباب 14 فبراير إلى المشاركة الحاشدة في هذه الفعالية، وتبنوها.

وصدر بيان إرشادي آخر مساء اليوم، سمّى فيه المنظمون احتلال شارع البديع اعتصاما مركزيا سلميا ممتدا حتى إشعار آخر عند مداخل القرى والساحات المقابلة للشارع وفوق الأرصفة. ونبه البيان إلى أن الفعالية ستبدأ يوم غد الخميس عند الثانية ظهرا، وحث جماهير الثورة على الزحف المبكر إلى هناك وملء الساحات وفاء لدماء الشهداء.

ودعا البيان المشاركين إلى رفع اللافتات المطلبية والأعلام البحرينية وصور الانتهاكات، ونبه إلى الحرص على الاعتصام المرن بأعداد متفاوتة لكل مجموعة دون التقيد بأي نقاط للتجمع على امتداد الشارع.

كما دعا إلى تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمنية في حالة قمع الفعالية، واتباع تكتيك الانسحاب ثم إعادة لم الصفوف والانتشار في نقاط أخرى وبشكل أكبر ليفقد بذلك النظام القدرة على محاصرة المحتجين وتفريقهم، بحسب البيان.

وحرص البيان على توجيه المشاركين إلى تجنب إغلاق الشوارع أو تعطيل حركة المرور بل المساهمة في تسهيل الحركة المرورية.

ثلاث فعاليات كبرى للجمعيات السياسية خلال أسبوع واحد، وفعالية نوعية أولى لشباب 14 فبراير وتنظيماته تبدأ غدا، بينما الأنظار في الداخل والخارج تتجه صوب النظام، مترقبة ردة فعله على هذا المد الجارف من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الديكتاتورية التي يحكم بها.
   


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus