البحرين لـ"داعش": "أحبك جدا وأعرف أني تورّطت جدا"
2015-07-09 - 1:20 ص
مرآة البحرين (خاص): رداً على تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي قررت البحرين إقامة صلاة موحدة للسنة والشيعة ونصب عشرات الكاميرات على المساجد التي تعود إلى الطائفة الشيعية في البلاد. لكن كيف كان الحال في خلال الأعوام الماضية؟ على العكس تماماً. لقد سمحت السلطات بإقامة أقوى الحملات الخليجية لدعم الجهاد المتطرف في سوريا والعراق إضافة إلى شتم وتهديد الشيعة.
إحدى أكبر الحملات التي أقيمت على مستوى الخليج كانت "تجهيز غازي" التي أديرت من قبل جمعية مرخصة من السلطات البحرينية، وهي جمعية "الأصالة" السلفية. فيما لقيت الدعم والتأييد من قبل مسئولي الدولة بمن فيهم ضباط ومسئولون أمنيون كانوا يزورون مقرّاتها بانتظام، كالضابط في الجيش البحريني ناصر بن خالد آل خليفة ومدير قسم مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية الضابط مبارك بن حويل.
دعاة متطرفون ظلوا يترددون على البحرين بانتظام لغاية أواسط العام 2014 لأغراض جمع المال ودعم الجهاد كالشيخ عثمان الخميس والشيخ حجاج العجمي والشيخ محمد العريفي والشيخ عدنان العرعور والشيخ صالح الفايز وغيرهم. وقد أوقف كثير من هؤلاء في بلدان خليجية في قضايا تطرف أو جمدت حساباتهم البنكية بعد ثبات تورطهم في دعم أنشطة متطرفة. كما وضع أحدهم وهو حجاج العجمي على لوائح الإرهاب الأميركية.
لقد أظهرت السلطات تسامحاً كبيراً مع ضلعي التيار الجهادي المحلي الشيخ عادل حسن الحمد وتركي البنعلي. فقد واظب الشيخ الحمد بتصريح من وزارة العدل البحرينيّة على إلقاء خطاب إسبوعي في جامع "النصف" بالرّفاع جنوبي المنامة لغاية أغسطس/ آب 2014. وغالباً ما ضمّنه رسائل صريحة تقول بتكفير الشيعة والنصيرية واليهود والغرب وأميركا كما تدعو الشباب البحريني لانتهاز الفرصة بالجهاد في سوريا. وقد صرح في إحدى خطبه "حرضوا الناس على الجهاد، قاتلوا مجوس هذه الأمة، الرّافضة والنصيرية في كل مكان".
نجل وزير الديوان الملكي ناصر بن خالد آل خليفة (يسار) لدى مشاركته في حملات دعم الجهاد (28 ديسمبر 2013) |
كان من الواضح أن العائلة الحاكمة البحرينية تستخدم الأيديولوجية السنية المتطرّفة باعتبارها أداة طائفية ضد الأغلبية الشيعية في البلاد التي تطالب بالشراكة في السلطة. لقد استبعدت منذ البداية إمكانية تشكيلها خطراً جدياً على الصعيد الداخليّ معتمدة في ذلك على مهارتها في التحكم بها وضبط إيقاعها. غير أن الأمور سرعان ما اتخذت مساراً آخر بعد ذلك، خصوصاً مع تقدم تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.أما تركي البنعلي فقد تمتع بالحرية المطلقة في العمل والتنقل لغاية مطلع العام 2014. وقد سافر إلى ليبيا عقب سقوط نظام القذافي. كما سافر إلى المغرب للدعوة، وإلى "أبين" في اليمن التي كان يتواجد فيها لحظة سيطرة مقاتلي القاعدة على مناطقها. وسافر إلى سوريا مرتين على الأقل منذ اندلاع الأحداث فيها. وقد عاد منها إلى البحرين قبل أن يعلن عن الهجرة النهائية إلى "دولة الخلافة" في فبراير/ شباط 2014. وحتى مع منعه من دخول بعض الدول العربية في السنوات السابقة، كتونس ومصر والكويت والإمارات وقطر والسعودية، إلا أنه ظلّ يتمتع بحرية التنقل من وإلى البحرين لغاية مطلع العام 2014.
فيما يلي تعيد "مرآة البحرين" نشر عدد من الملفات المرئية والصوتية المتعلقة بصعود الإسلام الجهادي في البحرين خلال الأعوام الستة الماضية والتي لم تحرك السلطات إزاءها أية إجراءات قاضية لغاية الساعة.
فبراير/ شباط 2009: الكاتب عبدالله النفيسي يدعو تنظيم "القاعدة" في محاضرة بجمعية "الإصلاح" في المحرق إلى استخدام غاز "الأنثراكس" لقتل 330 مواطناً أميركياً في ساعة واحدة.
فبراير/ شباط 2012: الداعية البحريني حسن الحسيني يوجه كلمة مصورة باسم رجال دين بحرينيين إلى الشباب السنة قائلاً "من استطاع منكم القتال في الشام فليفعل".
أغسطس/ آب 2012: قائد "ألوية صقور الشام" السلفية أبو عيسى الشيخ يعلن بأن ممولين من جمعية "الأصالة الإسلامية" في البحرين تبرّعوا بتجهيز 85 غازياً في منطقة "جبل الزاوية".
أغسطس/ آب 2012: النائب السلفي السابق في البرلمان البحريني وعضو جمعية "الأصالة" الشيخ عادل المعاودة يتحدث في مجلس بمدينة حمد عن تجربته في التسلل إلى سوريا واللقاء بجهاديين قائلاً "إن درة قضية الإسلام اليوم في الشام".
سبتمبر/ أيلول 2012: تركي البنعلي يصرح وسط معتصمين كانوا يحملون رايات تنظيم "القاعدة" أمام السفارة الأمريكية بالمنامة "لا يصح أبداً أن يزعم الزاعم أنه ينتقد ما يقوم به الأميركان بالإساءة للنبي، ثم بعد ذلك لا يحكّم شريعته (؟)". ثم يليه هتاف المعتصمين "يا أوباما يا أوباما.. كلنا اليوم أسامة".
أبريل/ نيسان 2013: سرية "سيف البحر" السلفيّة التي تقاتل في مدينة "داريا" السورية تعلن أنها تلقت دعماً مادياً من الشيخ كمال الدسوقي وبدر سعود وعيسى فارس من منطقة "الزلاق" في البحرين.
أبريل/ نيسان 2013: كتيبة "الزبير بن العوام" السلفية التي تقاتل في منطقة "المجاودة" تقول إنها تسلمت 600 ألف ليرة سورية (حوالي 6 آلاف دولار أمريكي) من النائب السلفي السابق في البرلمان البحريني الشيخ جاسم السعيدي.
مايو/ أيار 2013: خطيب جامع "النصف" في الرفاع الشيخ عادل حسن الحمد يصرح بأن ابنه عبدالرحمن الحمد الذي قتل خلال معارك بسوريا "قام بحياكة مخازن الأسلحة وتلقي بعض التدريبات في البحرين".
يونيو/ حزيران 2013: كتيبة "السيدة عائشة" السلفية العاملة في ريف دمشق تعلن أنها تسلّمت مبلغاً من المال قدره 8 آلاف دولار أميركي من النائب السلفي السابق في البرلمان البحريني الشيخ جاسم السعيدي
أغسطس/ آب 2012: عضو جمعية "الأصالة" الشيخ فيصل الغرير يقول في خطبة بجامع شيخان الفارسي في الرفاع إنه قام بتجهيز 1640 مقاتلاً وأن الأموال التي جمعها "حققت انتصارات عظيمة في الشام كإسقاط الطائرات وأمور كثيرة لانستطيع أن نفصح عنها".
أغسطس/ آب 2012: الداعية السلفي الشيخ صلاح الفايز يصرح خلال لقاء تضامني بمدينة حمد "الأمريكان خائفون من اللحى لكننا سنجاهد ونقيم دولة إسلامية في سوريا غصباً عن الخنازير والكفرة أميركا والاتحاد الأوربي وإيران (...) ما عادت ثمة مزارات عندنا أو شيعة، إما نموت نحن أو هم، ستطهر سوريا من الباطنية ولن نتعايش معهم".
يناير/ كانون الثاني 2013: تركي البنعلي يستضيف في منزله بالبسيتين الداعية حجاج العجمي في إطار حركة جمع التبرعات للمقاتلين الأجانب في سوريا.
مارس/ آذار 2013: تركي البنعلي يترنم بأبيات أنشودة في مجلس بالبسيتين في المحرق: "سلامي على النصرة/ عالكفر منتصرة/ قايدها جولاني/ نهديه ألحاني/ يا جبهتي سيري/ لك كل تقديري".
مايو/ أيار 2013: الشيخ عادل الحمد يدعو في خطبته بجامع "النصف" في الرفاع الشباب إلى أن "ينتهزوا فرصة الصيف للجهاد في الأرض المباركة"، معتبراً أن "سوريا هي قضية الأمة الإسلامية" وأن "القتال فيها جهاد في سبيل الله".