براين دولي: لا نهايات هوليودية لقادة المعارضة في البحرين

2015-06-24 - 6:10 م

براين دولي، صحيفة الهافينغتون بوست

ترجمة: مرآة البحرين

لم يكن دور يول براينر في العام 1962 كزعيم سياسي هارب من دكتاتور شرق أوسطي أفضل أدواره. الفيلم -الهروب من زهرين- مريع جدًا. وقد وصفت صحيفة النيويورك تايمز المؤامرة بـأنّها "حكاية لا معنى لها عن زعيم عربي متمرد...[والتي] لا تتجاوز مستوى القصة الفكاهية".

في الفيلم، يلعب براينر دور شريف، وهو بطل الشّعب، الذي يفلت من براثن نظام شرير ويهرب للتّخطيط للإطاحة به. ليس فيلمًا كلاسيكيًا، لكن بعض مقاطع الفيلم تبدو تنبؤية بغرابة. وتجري أحداثه في مملكة خليجية خيالية، تعتمد على النّفط، اسمها "زهرين"، تسيطر عليها حكومة فاسدة تتعامل مع قادة المعارضة من دون الاهتمام بتفاصيل المحاكمات العادلة أو الإجراءات القانونية الواجبة.

يبدو الأمر مألوفًا جدًا. فالبحرين، وهي حليف للولايات المتحدة، كانت تُسكِت مجتمعها المدني وقادة المعارضة منذ عدة سنوات، حتى الآن، وتعتقل الشّخصيات البارزة واحدة تلو الأخرى وتخضعهم لمحاكمات صورية.

خليل الحلواجي، البالغ من العمر 57 عامًا، مؤسس حركة أمل المعارضة، يخضع للمحاكمة يوم الاثنين 30 يونيو/حزيران على خلفية تهم تتعلق بحيازته سلاحًا لأهداف إرهابية. وهو تحديدًا ذلك النّوع من الرّجال الذي تخشاه الحكومة- مثقف، قادر على التّعبير عن أفكاره بسهولة، مقنع، ولديع علاقات دولية قوية. لقد درس هندسة الكهرباء في كلية إمبريال لندن في وسط السّبعينيات وأمضى 16 عامًا في التّدريس في ستوكهولم. أولاده الخمسة وُلِدوا هناك وهم حاصلون على الجنسية السّويدية.

اعتُقِل في مايو/أيار 2011 في جزء من حملة القمع الواسعة على أولئك المشاركين بالاحتجاجات الواسعة من أجل الإصلاحات في وقت سابق من ذلك العام، واتُّهِم بإخفاء زعيم أمل المطلوب، الشّيخ المحفوظ. أمضى عدة أشهر في السّجن. وبعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، أخبرني أثناء تناولنا القهوة في البحرين أنّه عُذّب خلال الاعتقال، غير أن ذكاءه التّهكمي لم يتأثر بتلك المحنة.

في سبتمبر/أيلول 2011، اعتُقِل مُجَدّدًا، وكان في سجن الحوض الجاف الشّهير منذ ذلك الحين.

بعد سنوات من المحاكمات الصّورية، فقد النّظام القضائي في البحرين كل مصداقيته. كل إدانة تخضع الآن للتّشكيك، وتستمر التّقارير الموثوقة عن الاعترافات تحت التّعذيب بالظّهور. يقول الحلواجي إن السّلاح الذي اعتُقِل لامتلاكه -وهو بندقية كلاشينكوف- كان مدسوسًا. ولقوات الأمن البحرينية طبعًا سجل سابق عن القيام بأعمال مماثلة.

كنت في المحكمة أثناء المحاكمة الشّهيرة لأفراد الكادر الطّبي الـ 20 في العام 2012، عندما عرض الادعاء "دليلًا" على اكتشاف الشّرطة أسلحة مماثلة زعموا أنّها كانت مُخَبّأة في بلاط السّقف في المستشفى الرّئيسي في البحرين. أظهرت رموز الوقت البارزة على الفيديو أنّ الفيلم صُوّر بعد أيّام من ادعاء الشّرطة أنّها كشفت الأسلحة. الأدلة الموثوقة غير مرتبطة بالمحاكمات في البحرين.

يواجه الحلواجي حكمًا يصل إلى السّجن 15 عامًا في حال إدانته. ترسل السّفارة الأمريكية غالبًا مراقبًا إلى المحاكمات السّياسية الأكثر بروزًا في البحرين، ويتوجب عليها إرسال أحد ما يوم الاثنين المقبل.

تحث محطات القطار العامة عادة على اتباع سياسة "اشهد شيئًا، قل شيئًا" في حال شهدوا سلوكًا مشبوهًا. إنّه نهج يجب على المراقبين الأمريكيين للمحاكمة اتباعه. وإذا شهدوا شيئًا مشبوهًا في محاكمة الحلواجي-أي قاضيًا متحيزًا، لا يسمح لمحامي الدّفاع بالمجادلة لصالح المتّهم، أو يرفض الاستماع إلى شهادة الشّهود- فعليهم انتقاد ذلك علنًا.

بالنسبة لكثير من الشّخصيات المعارضة في المملكة، ليس هناك نهاية هوليودية، لا مفر من النّظام البحريني الظّالم البائس،ـ والتّهم المُلَفّقة، والمحاكمات الصّورية. يظهر قضاة البلاد علامات قليلة تبرز استقلالهم عن الأسرة الحاكمة، ويتبعون غالبًا سيناريو سياسي خطير على واشنطن محاولة فعل كل ما بوسعها لإيقافه.

التّاريخ: 22 يونيو/حزيران 2015

النّص الأصلي:


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus