الواشنطن بوست: حكام البحرين يستهينون علنًا بالولايات المتحدة

2015-06-22 - 3:06 ص

هيئة التّحرير، صحيفة الواشنطن بوست
ترجمة: مرآة البحرين

تجد الحكومات في منطقة الشّرق الأوسط أن الرّئيس أوباما قد استبدل غالبية سياسات الولايات المتحدة في المنطقة بهدف استكمال صفقة نووية مع إيران. فقد تمّ وضع السّياسات التي قد تزعج طهران، مثل العمل ضد نظام بشار الأسد. وفي الوقت ذاته، وُعِد الحلفاء التّقليديون للولايات المتحدة، الذين يشككون بالصّفقة، كالمملكة العربية السّعودية، بتكثيف المساعدات العسكرية الأمريكية لهم.

أحد زبائن الولايات المتحدة الذين تعاملوا بسخرية خاصة مع الوضع، كان البحرين، وهي مملكة سنية في الخليج تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس. منذ العام 2011، كان النّظام يقمع بوحشية المعارضين المطالبين بتمثيل سياسي أكبر للغالبية الشّيعية في البلاد. تُقمَع التّظاهرات المنتظمة في المناطق الشّيعية بالقوة، يتم اعتقال النّشطاء وغالبًا ما يُعذّبون، ويُحاكم المعارضون السّياسيون ومراقبو حقوق الإنسان على خلفية تهم مُلفقة. وردًا على الانتقادات المتفرقة والضّغط من قبل إدارة أوباما، وعد النّظام مرات عدة بإصلاحات أو بحوار مع المعارضة، لكنّه فشل دائمًا في متابعته.

مؤخرًا، تبدو أسرة آل خليفة الحاكمة كما لو أنّها استنتجت أنّها تستطيع الاستهانة بإدارة أوباما علنًا. العام الماضي، طردت مساعد وزير الخارجية من أجل حقوق الإنسان بعد اجتماعه مع أفراد في المعارضة، بمن فيهم أعضاء من جمعية الوفاق. في ديسمبر/كانون الأول، اعتقلت زعيم الجمعية، الشّيخ علي سلمان. يوم الثّلاثاء، حكمت محكمة على الشيخ سلمان بالسّجن أربع سنوات على خلفية تهم واهية منها "التّحريض على الكراهية" و"إهانة المؤسسات الرّسمية".

حضر الملك حمد بن عيسى آل خليفة عرضًا للخيول بدلًا من القمة التي عقدها أوباما للتّرويج للصفقة مع إيران أمام زعماء الخليج. لكنّه لا يزال يعول على مكافأة قيمة: تسامح الولايات المتحدة مع سجنه لزعيم المعاضة في البلاد والمزيد من المساعدات العسكرية للبدء من جديد. وإن كان هذا يبدو تحديًا، فلقد تم تشجيع الملك على ذلك: وفقًا للدايلي بيست، وعد وزير الخارجية جون كيري نظيره البحريني الشّهر الماضي بأن الإدارة ستعمل على رفع الحظر الجزئي عن مبيعات الأسلحة إلى الدّولة الجزيرة، المفروض منذ أربع سنوات ردًا على القمع.

وفي حين استمرت الإمدادات العسكرية إلى البحرين طوال الوقت، تم وقف تصدير المواد الممكن استخدامها في القمع الدّاخلي، مثل عربات الهامفي والذّخيرة وعبوات الغاز المسيل للدّموع. تعهد السّيد كيري جاء قبل الحكم في قضية الشّيخ سلمان -الذي احتجت وزارة الخارجية على اعتقاله- ووفقًا لتقرير الدايلي بيست، قبل إصدار قرار من قبل وكالة داخلية بإنهاء الحظر.

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا يوم الثلاثاء يقول إن الإدارة "قلقة للغاية" بشأن سجن الشّيخ سلمان. يجب أن تكون كذلك. وكما قال براين دولي من هيومن رايتس فيرست، فإن الحكم "يؤدي بالبحرين إلى التّورط بشكل أعمق في أزمة سياسية ويلغي أي فرصة لتسوية متفق عليها على الطّاولة" في حين يشّجع "أولئك الذين يسعون إلى التّغيير العنيف. هذه مشكلة يبدو أن السّيد أوباما يفهمها". وقال في مقابلة مع النيويورك تايمز في أبريل/نيسان إنّ "التّهديدات الأكبر" التي تواجهها الدّول الخليجية "قد لا تكون قادمة من غزو إيران" ولكن "من عدم الرّضا داخل بلدانهم". وفي حالة البحرين، هو محق طبعًا. ولكن في حماسها لإتمام الصّفقة مع إيران، يبدو أن الإدارة تتغاضى عن حكمة الرّئيس.

التّاريخ: 19 يونيو/حزيران 2015
التّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus