تشييع غاضب لشهداء القطيف وسط لافتات مناوئة للمؤسسة الدينية السعودية: نحن ضحايا فتاواكم!

2015-05-26 - 1:56 ص

مرآة البحرين (خاص): في تجمّع وصف بالأضخم في تاريخ السعودية الحديث، شارك مئات الآلالف عصر اليوم الإثنين (25 مايو/أيار 2015) فى تشييع شهداء القطيف (شرق السعودية) الذين سقطوا في تفجير انتحاري استهدف مسجدا شيعيا خلال صلاة الجمعة 22 مايو/أيار 2015.

وتبنّى الهجوم تنظيم "داعش"، الذي يحتل مناطق واسعة من العراق وسوريا، ويقيم عليها ما يسمّيه دولة الخلافة الإسلامية. وتوعّد التنظيم الإرهابي في بيان المواطنين الشيعة في السعودية بما أسماها "أياما سود". وقال "سنخرج المشركين من جزيرة العرب"، على حد تعبيره.

إلى ذلك، تحوّلت المناسبة إلى تظاهرة سياسية مناوئة للمؤسسة الرسمية في السعودية، التي تتبنّى نظاما دينيا متشدّدا يعزى له نشوء الحركات الإسلامية المتطرّفة في العالم، وعلى رأسها تنظيمي القاعدة وداعش.

ومنعت السلطات حافلات كانت قادمة من الأحساء، ذات الغالبية الشيعية، من الوصول للقطيف للمشاركة في التشييع. في حين شارك في التشييع مجموعة من البحرينيين.

وأديت في التشييع مراسم تأبينية فائقة التنظيم. ولطم المشيّعون صدورهم مطلقين هتافات دينية شيعية من قبيل "هيهات منّا الذلّة"، و"لبّيك يا حسين".

ويتّهم الشيعة في السعودية النّظام الملكي ومؤسسته الدينية ذات النفوذ الواسع، بتكفيرهم علنا، والتمييز ضدّهم وحرمانهم من حقوقهم الدينية والوطنية، ومنعهم من التعبّد بحسب المذهب الجعفري في غالبية المناطق السعودية، فضلا عن اعتقال أعداد كبيرة منهم بينهم رموز دينية معروفة، كعالم الدين الشيخ نمر النمر.

غضب السعوديين الشيعة خرج إلى العلن مندّدا بسياسات النظام الراعية للتطرّف الديني، الذي اعتبروه السبب الرئيسي في استهدافهم على هذا النحو غير المسبوق في السنوات الأخيرة، خصوصا في المناطق ذات الغالبية الشيعية بالمملكة.

ورفع المشيّعون لافتات مناوئة للأجهزة الرسمية السعودية، ورجال الدين السنّة الذين ترعاهم، ووضعت في إحدى اللافتات صورة لقناة وصال الفضائية المعادية للشيعة، وتحتها عبارة تقول "أوقفوا إعلامكم الطائفي"، في حين قالت لافتات أخرى رفعها أهالي القطيف "نحن ضحايا طائفيتكم"، "نحن ضحايا فتاواكم"، "نحن ضحايا تحريضكم البغيض"، وألصقت على اللافتات أيضا تغريدات طائفية تكفر الشيعة وتبيح دماءهم، لرجال دين سنّة من السعودية، من أهمهم محمد العريفي، إبراهيم الفارس، عبد العزيز الفوزان، وغيرهم ممن يحتل مناصب رسمية في الدولة.

أحد المشيعين رفع لافتة عنونت بـ"هؤلاء هم القتلة" واحتوت على صور لمناهج وزارة التربية والتعليم السعودية، وكذلك كتب مرخصة من وزارة الثقافة والإعلام، تحتوي على تكفير علني للشيعة، وكذلك تغريدات لرجال دين وخطباء سنّة ترعاهم المؤسسة السعودية الرسمية عبر هيئة كبار العلماء أو وزارة الشئون الإسلامية أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو غيرها.

ورفعت في مسيرة التشييع، صور عالم الدين الشيعي البارز الشيخ نمر النمر، والذي اعتقله النظام السعودي قبل 3 أعوام، وحكم عليه بالإعدام، بسبب خطاباته اللاذعة ضد النظام.

والتقطت صورة للمغرّد السعودي المعرف الشيخ مخلف الشمري، المعروف بوقوفه ضد تكفير الشيعة والهجمات التي تشن ضدهم، والذي سجن وحوكم بتهمة التقارب مع الشيعة، ورفع الشمّري لافتة وضع فيها صورة قنبلة وكتب فيها "التحريض الطائفي... قنبلة موقوتة... معا ضد الطائفية.. شهدء القديح".

وكان التفجير قد أودى بحياة 21 مواطنا شيعياّ من قرية القديح، بينهم طفلان، كما جرح أكثر من 100. وهو ثاني هجوم يستهدف الشيعة فى السعودية في غضون أشهر، بعد أن قام مسلحون بقتل سبعة مواطنين من المسلمين الشيعة في بلدة الدالوة بالأحساء، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن هجوم القديح، يعد الأكثر دموية في المملكة منذ موجة تفجيرات القاعدة بين 2003 و2006، وإنّه أثار صدمة فى البلاد.

القديح 66

القديح

القديح 2
القديح 3

القديح 4

القديح 5

القديح 6

القديح 7


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus