انتُخبت ففُصلت فاعتُقلت... أنا رئيس نقابة "جواد"

حسين علي مرهون
حسين علي مرهون

2015-05-22 - 3:43 م

مرآة البحرين (خاص): في تقرير لها أبريل/ نيسان الماضي 2015 وصفت منظمة العمل الدوليّة ما تقوم به البحرين إزاء نقابيّيها بأنه "حرب". وضرب التقرير أمثلة: "شركات لم تعد تعترف بنقاباتها الأصلية" وأخرى "تحاول بكل قوّة أن تلغي وجودها بالكامل" وأخرى "تضغط على جميع الموظّفين لسحب عضوياتهم منها". يجسد النقابي حسين علي أحمد مرهون (35 عاماً) أحد الأمثلة  لهذه الصورة الداكنة.

لقد انتخب في مارس/ آذار الماضي رئيساً لنقابة شركة "جواد" التي عمل فيها قرابة السبعة عشر عاما كمسئول في الموارد البشرية ثم كموظف للصحة والسلامة المهنية. وما كادت تنقضي ساعات على انتخابه حتى وجد نفسه خارج حسابات الشركة تماماً. إذ تلقى رسالة حاسمة من الشركة تفيد "فصله عن الخدمة". كما فصلت نائبته بثينة الحسن إضافة إلى نقابيين آخرين أحدهما هو رئيسها السابق قبل انتخابه.

وكان يمكن لمأساته أن تقف عند هذا الحد. لكن يوم الاثنين الماضي (18 مايو/ أيار 2015) داهمت قوّة أمنية شقته الواقعة في منطقة المقشع واقتادته مخفوراً مع قريب له إلى شرطة التحقيقات. ومن هناك سُمح له بإجراء اتصال روتيني تحت التهديد كي يقول إلى عائلته إنه "بخير". ومذّاك انقطعت أخباره.

لقد عبر مرهون المسافة البسيطة غير المرئية بين كونه نقابياً منتخباً وكونه رقماً على مقياس الحرية في بلاده: منذ هذا التاريخ هو سجين سياسي.

قبيل أيام قليلة من اعتقاله كان يحاول استخراج ترخيص من السلطات يتيح له الاعتصام بشكل سلمي أمام مقرّ الشركة. "اعتصام في الشوارع ما في". هكذا جاءه الرد من قبل الضابط المسئول  في مركز شرطة البديع. وسط ذلك، فقد فشلت جميع الوساطات التي قام بها أكبر اتحاد ممثل للعمال، وهو الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، لإعادته إلى عمله. فيما رفضت الشركة استبعاده من التأمينات؛ بل حتى تعويضه عن أيام دوامه قبل الفصل وأيام الإجازات.

وقد حسم رئيس قسم شؤون النقابات العمالية في وزارة العمل الأمر في رسالة إلى وكيل الوزارة محمد الأنصاري طالباً منه التدخل: الأمر هو استهداف له وللنقابة. فماذا حصل؟ ببساطة، لقد تم الزجّ بمرهون في السجن.

لقد أشارت منظمة العمل الدوليّة في تقريرها الصادر حديثاً إلى ألوان مختلفة مما أسمته "أعمالا مضادّة للنّقابات". وبين ذلك تطرقت إلى وقائع حديثة كشنّ حرب على النقابات التابعة للاتحاد العام وتقويض النقابات داخل شركاتها وفصل كثير من النقابيين التابعين للاتحاد لمنعهم من ممارسة أي نشاط. لكنّ ذلك أصبح خبراً عتيقاً الآن مقارنة مع عودة اقتيادهم إلى السجون كعقاب لهم.

لخمسة أيّام لاتعرف عائلة النقابي مرهون عنه شيئاً غير اتصال يتيم قال لها فيه "أنا بخير". فهل هو بخير حقاً!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus