أيوب عادل المتهم بـ«متفجرات المحرق» .. رجل مكسورة وعكّاز من حديد
2015-05-20 - 4:22 ص
مرآة البحرين (خاص): بدون سابق خبر، فاجأتنا النيابة العامة اليوم 18 مايو 2015، بتصريح من المحامي العام أحمد الحمادي رئيس نيابة الجرائم الإرهابية، يعلن فيه اتهام 4 بحرينيين بقضية أسمتها «متفجرات المحرق» بينهم امرأة، وقال إن النيابة ألقت القبض على المتهم الأول والمتهمة الرابعة، وزعمت أن الجريمة وقعت بتاريخ 10 مايو 2015، أي قبل 8 أيام من الإعلان الرسمي عنها. ستسأل: لماذا لم تعلن الداخلية عن الواقعة في وقتها؟ ليس بين أيدينا جواب واضح.
لكن ما هو واضح الآن، أننا صرنا نعرف من هما المتهمان (الأول والرابعة) اللذين تعنيهما النيابة هنا، ففي فجر الخميس 14 مايو 2015، اقتحمت قوات الأمن منزلاً في منطقة المالكية، واعتقلت شابين مطلوبين، واستدعت صاحبة المنزل قبل أن تقوم باحتجازها. أحد هذين الشابين هو أيوب عادل (23 سنة) من سكنة منطقة المحرق، وصاحبة البيت هي طيبة درويش. تم عرضها على النيابة العامة وتوجيه عدد من التهم إليها، بينها التستر على مطلوبين مطاردين وإيوائهم في منزلها، كما وجّهت إليها اتهامات بنقل الشّبان المطاردين إلى مواقع بغرض تفجيرها!
الداخلية: وقد اعترف المتهم بما نسب إليه
وزعمت الداخلية في تصريح 18 مايو، أن المتهم الأول (أيوب) بالاستعانة بأحد المطلوبين أمنياً، قام بوضع عبوة متفجرة ونموذج محاكي لها على شارع الشيخ خليفة الكبير بالقرب من أحد المساجد في تاريخ 10 مايو 2015، وأن المتهمة الرابعة (طيبة) هي من قامت بايصالهما إلى موقع التفجير. وأنهما قد "قاما بوضع القاذف بجوار صندوق الكهرباء بعد تجهيزه للتفجير، ووضع النموذج المحاكي على مقربة منه، وقاما بالمراقبة حتى وصول الدوريات ثم قاما بتفجير القاذف بواسطة الريموت". وقالت الداخلية إن طيبة قامت بإخفاء مطلوبين أمنيين. بينما أنكرت طيبة ما هو منسوب إليها. وقد وجهت النيابة لكل من أيوب وطيبة تهم إحداث تفجير، وحيازة واستعمال متفجرات من شأنها تعريض حياة الناس وأموالهم للخطر، وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي وفق زعمها، وأمرت بحبسهما على ذمة التحقيق.
إصابة أيوب عادل
لأيوب قصة طويلة مع الاستهداف، بدأت في العام 2011 عندما تم اعتقاله لمدة شهر واحد قبل الإفراج عنه في (عيد الفطر) مع استمرار محاكمته. تم الحكم عليه في قضية التجمهر في 2012 بالسجن ستة اشهر ومنذ حينها أصبح مطارداً.
وبعد مسيرة سلمية جوبهت بالقمع في 26 نوفمبر 2012، انتهت بمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أصابت طلقة غاز مسيل للدموع قدم أيوب، وانكسرت ساقه من فورها. أجريت له عملية في اليوم التالي مباشرة. ووضع له سيخ حديد في رجله لتثبيت الكسر، وهنا بدأت معاناته، لم يعد يستطيع متابعة حالته الصحية بشكل مستمر لأنه مطارد أمنياً. صار يمشي مستعيناً بعكاز.
في شهر مايو 2013 تم إجراء عمليه ثانية له، ولم يلبث أن تم اعتقاله بعد أقل من شهر في 16 يونيو 2013 لتنفيذ الحكم الصادر في حقّه. اعتقل أيوب بكمين مخابراتي عندما كان يزور والدته في بيت جدته. كان حينها ما يزال غير قادر على المشي إلا باستخدام العكاز.
المعذب يوسف بخيت
جاء اعتقال أيوب على يد الملازم يوسف ملا بخيت، الذي أخذه إلى مركز سماهيج، وقام بتعذيبه والاعتداء عليه جنسياً، وبالطبع، تم ضربه على رجله المصابة قبل أن ينقل إلى سجن جو لتنفيذ الحكم الصادر بحقه وهو سته أشهر في قضيه التجمهر.
في "جو" بدأت معاناة أيوب مع ادارة السجن التي منعته من العلاج، كان أيوب بحاجة لعمل أشعه كل ثلاث أسابيع لمتابعه وضع الكسر، وكان غير قادر على التحرك إلا باستخدام العكاز، لكن إداره جو رفضت تسلمه.
تأتيك التهم وأنت برجل مكسورة
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقبل انقضاء فترة محكومية أيوب تفاجأ بتلفيق عدة تهم جديدة. أحدها زرع قنبلة وهمية على جسر المحرق وحكم عليه فيها بالسجن لمدة عام. لم يكف هذا أيضاً، ثم تم إضافة تهمتي حرق جنائي وقضية تجمهر، المضحك أن أيوب خلال الفترة التي نسبت إليه فيها القيام بكل الوقائع المذكورة كان يتقوى بالعكاكيز ليستطيع المشي، فكيف به متجمهراً وحارقاً وزراعاً لقنابل!! تم الحكم عليه في قضايا الحرق الجنائي خمس سنوات لكل قضية، وسنة لقضيه التجمهر، ليصبح مجموع احكامه 12 سنه ونصف.
بقى أيوب يعاني من آلام شديده في رجله مع استمرار مماطلة إدارة السجن عن علاجه. فكان أن أضرب عن الطعام إلى أن استجابت الإداره إلى طلبه وتم مواصله العلاج. ومن خلال متابعة مواعيده تبين أن ليس هناك أي تحسن في حالة التآم الكسر. تقرر له عمل عمليه ثالثه لإزالة السيخ الحديدي من داخل رجله ووضع الحديد خارج رجله.
أدخل المستشفى في تاريخ 10/9/2014 وتم إجراء عملية أزيل فيها السيخ من داخل رجله، ووضع الحديد خارج الرجل. بقت رجل أيوب مصفّدة بالحديد لمده ثلاثة أشهر دون أن يلتئم العظم. السبب تأثّر عصب الرجل بسبب تأخر العلاج.
عاش أيوب معاناة طويلة مع الألم. لم يكن يستطيع النوم ولا الهدوء. كان يستعين بالمهدئات كي يتمكن من النوم. بعد ثلاثة أشهر من الألم الممتد دون فائدة، تقرر إجراء العملية الرابعة، إزاله الحديد من خارج رجله ووضع صفيحه من الحديد في الداخل.
بقي أيوب في المستشفى بعدها لمدة أربع اسابيع، تجرّع فيها أقسى الآلام، لم تعد تجدي المهدئات في مساعدته على النوم. ضاق به كل شيء.
وقضية تفجير جديدة أيضاً وأيضاً
تقول عائلته: " في المرة الأخيرة التي ذهبنا لزيارة أيوب في المستشفى قبل أشهر، تفاجأنا بهم يخبرونا بأنه قد هرب من المستشفى. لا نعرف كيف حدث ذلك رغم وضعه الصحي المقلق. ومنذ يومها ونحن لا نعلم عنه شيئاً، حتى تفاجأنا بخبر اعتقاله الأخير في 14 مايو 2015، ولنتفاجأ بعدها بالتهم الموجهة إليه، إنها ذاتها تهم القنابل والمتفجرات التي صارت لازمة لأيوب ذي الرجل المكسورة والمقوّمة بالحديد".
تضيف عائلة أيوب: "أيوب شاب محبوب لدى الجميع، خلوق وحنون لا يتردد في مساعده الغير. كان لاعتقاله في كل المرات أثر كبير في أنفسنا، لقد ترك مكانا كبيرا في حياتنا. لكن الأثر الأكبر تركه اعتقاله الأخير والتهم الجديدة الموجهة إليه رغم أنه ما زال لا يستطيع المشي بشكل اعتيادي.. إننا قلقون.. قلقون من أن يتم ضربه على رجله ذاتها.. هذه الرجل التي تهدّد حياته ومستقبله تماماً كما تفعل التهم الموجهة إليه".