في زمن "كامب ديفيد": تأييد حبس نبيل رجب وإبعاد رجل دين شيعي!

2015-05-15 - 1:21 م

مرآة البحرين (خاص): في زمن كامب ديفيد، يستمر النظام البحريني الحليف للولايات المتحدة الأمريكية بانتهاكاته لحقوق الإنسان، على الرغم من تزايد الدعوات سياسيا وحقوقيا لواشنطن لدفع حليفتها للالتزام بجدول للإصلاح.

وتوقفت البحرين عن إفراجات كانت مقررة عن معتقلين سياسيين لدوافع إنسانية وفقا لمرسوم ملكي أعلن عنه قبل يومين من انعقاد القمة، وهي الخطوة التي رأى محللون أنها تأتي للتخفيف من حدة أي مواقف من الجانب الأمريكي تجاه البحرين.

وعلى العكس من ذلك، أصدرت السلطات اليوم (الخميس 14 مايو/ أيار2015) قرارات تتضمن النفي القسري والسجن بحق نشطاء بارزين ورجال دين شيعة، تزامنا مع انعقاد القمة الأمريكية-الخليجية التي دعا لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمناقشة استراتيجية أمنية في كامب ديفيد.

وفي حكم فاجأ هيئة الدفاع، قررت محكمة بحرينية إبعاد شيعيين اثنين عن البلاد كانت قد أسقطت جنسيتيهما مطلع العام الجاري.

وقررت المحكمة إبعاد القيادي في المجلس الإسلامي العلمائي، أعلى هيئة دينية للشيعة في البحرين، الشيخ محمد خجستة عن البلاد، إلى جانب الدكتور مسعود جهرمي الذي يعمل أستاذا جامعيا.

وقال المحامي محمد التاجر عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن "المحكمة أصدرت قرارها خلال الجلسة الثانية، وعلى الرغم من وجود طلب بوقف الدعوى لوجود دعوى إدارية".

 

 

وليست المرة الأولى التي تقوم فيها البحرين باتخاذ مثل هذا القرار بحق رجال الدين الشيعة، فقد عمدت في23 أبريل/ نيسان2014 إلى ترحيل آية الله الشيخ حسين النجاتي إلى العاصمة اللبنانية بيروت، بعد أن قررت إسقاط جنسيته.

وجاء ترحيل النجاتي بقرار من وزارة الداخلية بررته حينئذ بممارسة النجاتي نشاطات دينية، وبطبيعة عمله كممثل للسيد على السيستاني، وهو المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم.

المسؤول الإعلامي في منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش رأى أن القرار يأتي في سياق سياسة تمييز ممنهجة ضد مكون وطني رئيسي في البحرين وهو الطائفة الشيعية، متابعا "لقد تم تحويل حق المواطنة إلى ألعوبة بيد السلطة".

وأضاف "بلغ التمييز أشده في بنية الدولة، وينذر بالأسوأ في ملف الإضطهاد الطائفي، وبلا شك هو من ضمن القرارات التي ترسل رسالة سلبية للدول المشاركة في دورة جنيف المقبلة حول واقع الحريات الدينية، والاستهزاء بتوصية رقم 93 لكندا".

وفي الوقت الذي أوضح فيه درويش أن البحرين أسقطت جنسية 15 رجل دين شيعي، طالب فيه بوقف هذه السياسة قائلا "لا يحق للسلطة ارتكاب هذا التعسف القانوني عبر إعدامات مدنية لرجال الدين الشيعة".

ويدعم ما يذهب له درويش بشأن الاضطهاد الديني للشيعة، تأكيد زعيم المعارضة أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان أن استهدافه جاء لكونه شيعيا، وهو أول تصريح لسلمان بعد اعتقاله (28 ديسمبر/ كانون الأول 2014) واتهامه بانتهاج العنف.

وتعتقل السلطات البحرينية ما لا يقل عن 18 رجل دين شيعي، 6 منهم محكومين بالسجن المؤبد.

إلى ذلك، قضت محكمة الاستئناف اليوم، بتأييد الحكم بحبس الناشط الحقوقي البارز نبيل رجب 6 أشهر، بسب تغريدات أرسلها عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها المؤسسة الأمنية.

ووصفت منظمة العفو الدولية القرار بأنه استهزاء وقح بالتزامات البحرين الدولية"، كما رأت أنه "يوضح تجاهل السلطات البحرينية الكامل للحق في حرية التعبير".

وكان ٤٥ عضوا في الكونجرس قد وجهوا خطابا لأوباما بمناسبة قمة كامب ديفيد أكدوا فيه أن "لكلٍ من حكومة السعودية والبحرين سجل حافل بأعمال القمع الداخلي وانتهاكات حقوق الإنسان"، معتقدين أن "سجلّات القمع الداخلي قد تعرقل استقرارها المستقبلي وتضر بمصالحنا الإقليمية الثابتة".

ولفت الأعضاء إلى أن من بين القضايا "واسعة الذكر" هو تمديد اعتقال نبيل رجب على خلفية تغريدات بشأن التعذيب في السجون البحرينية.

وليس هذا فحسب، ففي خطاب مماثل دعت فيه أوباما للضغط على حلفائه الذين سيجتمع معهم من أجل الإصلاح، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن رجب يعتقل بسبب تغريدات على الرغم من دعوة الخارجية الأمريكية إلى إطلاق سراحه.

ولا يبدو أن البحرين تبدي اهتماما كبيرا بالدعوات التي تطالبها بالالتزام بتعهداتها الدولية، فقد فضّل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حضور عرض خيول في لندن على الذهاب لكامب ديفيد.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus