انقلاب سلمان بن عبدالعزيز الأخير ... هل ستبقى المملكة موحدة؟
2015-05-01 - 3:24 م
مرآة البحرين (خاص): كان مفاجئاً لكل المهتمين الذين استفاقوا من نومهم صبيحة يوم الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2015 سماعهم خبر التغييرات الجديدة التي أجريت في بنية الحُكم في المملكة العربية السعودية، الأمر أكبر من تغيير وأقل من انقلاب، ويمكن تسميته بالانقلاب الناعم.
تسلم الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحُكم في 23 يناير/كانون الثاني 2015، خلفاً لأخيه عبدالله بن عبدالعزيز، غادر الدنيا بعد صراعٍ مع المرض، ليفتح صراعاً جديدا حول العرش. أقبل سلمان على حُكم مضطرب، بانت تباشيره مع العام الأخير من حُكم الملك الراحل، حين أعلن عن استحداث منصب (ولي ولي العهد) في 27 مارس/آذار 2014، ليتم تعيين مقرن بن عبدالعزيز آخر أبناء الملك المؤسس (عبدالعزيز آل سعود) وهو الابن الخامس والثلاثون وأصغر الأحياء من أبناء عبدالعزيز. وقد جاء تعيين الأخير ليقطع الطريق على أي راغبٍ لتولي منصب ولاية العهد في المستقبل من أبناء الملك المؤسس، ولضمان انتقال السلطة بصورة سلسلة بعد وفاة الملك وولي عهده آنذاك (سلمان) لكبر سنّهما.
إلا أن الاضطراب الأكبر كان بعد وفاة عبدالله بن عبدالعزيز، صار سلمان ملكاً، وبشكل طبيعي أصبح مقرن ولياً للعهد، وأصدر سلمان أول أوامره الملكية بتعيين محمد بن نايف ولياً لولي العهد، وبذلك دخل الجيل الجديد إلى سدّة الحُكم أخيراً.
لكن أشهر قليلة كانت فاصلة، من التغيير الأكبر في بنية الحُكم السعودي، عند الرابعة فجراً بتوقيت المملكة في يوم الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2015 انقلب الملك السعودي على أخيه مقرن، استبعده من ولاية العهد، ليأتي محمد بن نايف ولياً للعهد، وليعلن ابن الملك السعودي (محمد بن سلمان) ولياً لولي العهد مع احتفاظه بحقيبة الدفاع.
كما استغنى الملك سلمان عن ابن أخيه، سعود الفيصل، أقدم وزير خارجية في العالم (شغل منصب وزير الخارجية منذ العام 1975)، بعد 40 عاماً من رئاسته الجهاز الدبلوماسي السعودي، ليعين عادل الجبير الذي أعلن بدء عملية عاصفة الحزم من واشطن خلفاً له، وهو أمر مستغرب أن يتم تعيين شخص لا ينتمي للأسرة الحاكمة في منصب وزير خارجية على مستوى دول الخليج.
ولي العهد الجديد: خيار واشنطن المفضل
يُشكل محمد بن نايف (56 سنة) الخيار المفضل للولايات المتحدة، فهو أحد أقوى أحفاد الملك المؤسس من ناحية النفوذ وسيطرته على وزارة الداخلية. شغل منصب مساعد وزير الداخلية منذ العام 1999 (بعد شهرين من تعيين والده وزير الداخلية نايف بن عبدالعزيز في منصب النائب الثاني لرئيس الوزارء).
وتعتبر السعودية نايف ومن بعده ابنه محمد، أبرز المؤثرين على التيار الديني المتشدد، وأبرز الماسكين بخيوط اللعبة فيما يتعلق بالجماعات التكفيرية كتنظيم القاعدة وتنظيمات أخرى متشددة، وتصفه وسائل الإعلام الأمريكية، بجنرال الحرب على الإرهاب.
ولي ولي العهد الجديد: ناجح في مهماته
إذا كان تعيين محمد بن نايف سببه رضى واشنطن عنه، فإن سبب تعيين محمد بن سلمان، يعود لرغبة الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز، في ضمان المُلك لابنه قبل وفاته، ويُنظر لمحمد بن سلمان الذي لم يتجاوز الـ 35 وفق تقارير صحفية، على أنه شخص ناجح أثبت "قدراته للجميع من خلال كافة الأعمال والمهمات التي أنيطت به، وتمكن من أدائها على الوجه الأمثل" وفق ما جاء في الأمر الملكي بتعيينه ولياً لولي العهد.
وبذلك يكون سلمان قد أعطى الخلافة لاثنين من الأحفاد الأقوياء في الأسرة، مستثنياً الحفيد الثالث والقوي جداً، والذي يرأس الحرس الوطني السعودي، (متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز).
ولي العهد السعودي السابق مقرن بن عبدالعزيز |
فرضيات محتملة
هناك فرضيات عدّة وُضعت لمستقبل الحُكم في السعودية الذي بات مهدداً نظراً لانقلاب سلمان بن عبدالعزيز على هيئة البيعة والأطراف المؤثرة في البلاد وأهمها:
الفرضية الأولى: أن ينقلب سلمان بن عبدالعزيز بعد مُدّة من الزمن على محمد بن نايف، ليعفيه من منصبه كما فعل مع أخيه مقرن بن عبدالعزيز، ليُعيّن مكانه ابنه محمد بن سلمان ولياً للعهد، وبذلك يتحول توارث السلطة في السعودية من الأب للابن، كما هو معمول به في قطر والبحرين.
الفرضية الثانية: أن ينقلب محمد بن نايف على محمد بن سلمان، بعد وفاة سلمان بن عبدالعزيز، ويُعيّن من يشاء في ولاية العهد، أسوةً بعمّه سلمان بن عبدالعزيز.
الفرضية الثالثة: أن يتم استبعاد متعب بن عبدالله، من رئاسة الحرس الوطني، ليتم تقاسم النفوذ والقوة في السعودية بين أبناء نايف وأبناء سلمان.
ربما توجد فرضيات أخرى كثيرة، تفتح الصراع على العرش الحديدي (السعودي) على معادلة (YOU WIN OR YOU DIE)، لكن السؤال المهم هنا هو: هل ستستمر المملكة السعودية موحّدة؟