ألكسندر إيونوف: موسكو تحاول إجراء حوار بحريني على أراضيها وملك البحرين دُمية بيد الغرب

2015-04-29 - 4:09 م

مرآة البحرين (خاص): على هامش المؤتمر الدولي الحقوقي الرابع لمنتدى البحرين لحقوق الإنسان "البحرين: غياب العدالة وإخلال بالالتزامات الدولية"، التقت "مرآة البحرين" بالسيد ألكسندر إيونوف، رئيس منظمة مناهضة العولمة في روسيا الاتحادية، والذي يشغل مناصب أخرى فهو عضو لجنة الشباب الروسي في المجلس الفيدرالي ومجلس الدوما ونائب رئيس جمعية الضباط الروسية (وهي منظمة في المجتمع المدني تعنى بالشأن الاجتماعي والسياسي والإنساني في كل أراضي الاتحاد الروسي الفدرالية)، ورئيس لجنة العلاقات الدولية في التجمع المناهض للثورات الملونة (دعمت في الآونة الاخيرة سياسة روسيا الاتحادية على المستوى الخارجي وناهضت التّوسع والهيمنة الغربية سواء في المشهد الأوكراني أو على الساحات الشرق متوسطية من سوريا إلى اليمن إلى البحرين).

مرآة البحرين: كيف تربطون بين عملية العولمة وما يجري في البحرين؟

ألكسندر إيونوف: إذا نظرنا إلى المشهد في البحرين على مدى السنوات الماضية وإذا ربطناه بما يحصل من قصف لليمن وبالأحداث التي تجري في أوكرانيا مثلاً وكذلك بالمشهد السوري، نخلص إلى ازدواجية المعايير من ناحية القوى الغربية والدول التي تدور في أفلاكها التابعة لها، فهم من جهة يساعدون داعش والتنظيمات الإرهابية ويقفون ضد سوريا ويثيرون الحرب في المشهد السوري من جهة وفي المشهدين العراقي واليمني أيضاً. ولكن لا يوجد أسئلة تثار حول حمد آل خليفة، الشخصية التي تُعتبر دُمية بيد الدول الغربية، فهم لا يرون تجاوزات هذه الشخصية ولا يرون مساوئها. وفي حين يدّعون عدم وجود ديمقراطية كافية في سوريا، يغضون النظر عن الانعدام المطلق للديمقراطية الخاص بآل خليفة وحمد. نجد أن هذه العائلة تمارس حكم العصور الوسطى ولا تعتمد على الإرادة الشعبية بل على القوة المفرطة وعلى المُلك المطلق باعتباره المَلك المطلق لكل هذا البلد.

المرآة: أمريكا وبريطانيا في الوقت نفسه تدعيان الدّفاع عن حقوق الإنسان والتزامهما بها ومعاداتهما للانتهاكات ولكن في الوقت ذاته تنتهجان الصمت بخصوص الانتهاكات في البحرين؟

إيونوف: تعتبر الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية البحرين مستعمرة تملكها. والحاكم ليس ممثلًا للشعب البحريني بل شخص موضوع من قبلهم لحكم هذا البلد وهو لا يتلقى الدعم من قبلهم بل يتم التحكم به من قبل إدارتهم. وبالطبع مع معرفتنا بوجود قاعدة بحرية كبيرة في البحرين وبقمع القوات السعودية بشكل متوحش للتظاهرات السلمية للشعب البحريني وقمع كل مظهر من مظاهر الديمقراطية،ـ فإن هذه مؤشرات على أن حلفاء الولايات المتحدة الاميركية يلعبون الدور يُملى عليهم من قبلها. إنهم يغضون النظر عن تلك الشخصيات في تلك البلدان التي يملكون فيها أدوات أو دمى تابعة لهم يحكمون من خلالها. هذا المشهد مشابه لما يحصل في أوكرانيا، هم وضعوا من يقوم بأداء الدور نيابة عنهم ويتلقى الدعم الكامل على المستوى السياسي وعلى مختلف المستويات.

المرآة: ماذا عن زيارات ولي العهد البحريني ومسؤولين بحرينيين آخرين الى روسيا لعقد اتفاقيات العام الماضي؟

إيونوف: روسيا تحاول أن تراكم من خلال تحركاتها على كافة الصعد، مقومات  تؤهلها لإجراء حوار وطني بحريني على أرضها على غرار ما قامت به في الملف السوري.  ونحن نعرف أن الخارجية الروسية استقبلت وفودًا متعددة طبعًا منهم شخصيات في المعارضة البحرينية والشيخ علي سلمان والإخوة في مختلف الأحزاب البحرينية المعارضة الذين زاروا العاصمة الروسية موسكو وتم استقبالهم على أعلى المستويات من قبل نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، وهذا يدل على نِية روسيا البحث في احتمالات أو إمكانية إجراء هذا الحوار. والرئيس بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف دعوا جميع الأطراف البحرينية إلى طاولة حوار وطني تجمع الشعب البحريني وتحل هذه الأزمة. ولكن آل خليفة اقترفوا خطأ فادحًا عندما امتنعوا عن هذا الحوار وأثبتوا مرة أخرى أنّهم لا يحققون ولا ينفذون رغبات ومصالح شعبهم.

في ما يتعلق بمعظم منظمات المجتمع المدني والجمعيات والحركات الشعبية والسياسية في روسيا، هي تعي تمامًا موقف الشعب البحريني وخلفيات الأزمة في البحرين. نحن ندعو جميع الأطراف إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، ولكن قبل البدء بحوار بناء، يجب إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والتوقف عن قمع الشعب البحريني والسماح للشعب البحريني بإبداء رأيه والمطالبة بحقوقه العادلة والمشروعة.

المرآة: كيف لهذه الانتهاكات المستمرة بحق الأطفال، وفي سجن جو أن تتوقف برأيك؟

إيونوف: يمكن للمعارضة البحرينية والشعب البحريني التطلع أكثر إلى المجتمع الدولي وإلى روسيا، وإلى كل من يجدون فيه القدرة على تبني قضاياهم العادلة. أنا مستعد للتواصل مع الجمعيات المناهضة للعولمة والرافضة للتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، حتى في الولايات المتحدة، والمساعدة على تبني هذا الموضوع والسير فيه قدماً والعمل عليه على المستوى الإعلامي وكافة المستويات الأخرى. فقط من خلال الضغط الشعبي والاجتماعي والسياسي يمكن التوصل إلى نتائج ايجابية في هذا الموضوع

المرآة: ماذا تقولون للسلطات البحرينية وللشعب البحريني ؟

في ما يتعلق بالسلطات البحرينية، لا يوجد أي شيء  أوجهه إليها، أطلب منها فقط التّصرف وفق المعايير الأخلاقية. لكني أقول للشعب البحريني أن لا ييأس فهو يطالب بحقه ويجب أن يواصل رفع الصوت والأيدي والقيام بكل النشاطات المتاحة والممكنة لإيصال مطالبه الى آذان ما يسمى بالمجتمع الدولي وللوصول بكافة أشكال الضغط المتاحة لديه للتوصل الى انتزاع حقوقه المشروعة من يد مغتصبيها بما في ذلك الحقوق الدستورية والقانونية والشرعية.

التّاريخ: 23 أبريل/نيسان 2015

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus