السلطة ترد على دعوات المراجعة للمعارضة عبر صحافتها: أوامر من إيران بعد أن حطمت عاصفة الحزم أحلامها

2015-04-29 - 5:29 ص

مرآة البحرين (خاص): أشعلت دعوة "المراجعة" التي أطلقتها الدكتورة منيرة فخرو عبر صحيفة "الوسط"، والتي لحقها مقال لرئيس تحرير الصحيفة الدكتور منصور الجمري الساحة السياسية. جدل كبير عمّ في الوسط المعارض. لكن ماذا عن رأي السلطة، والذي يعبّر عنه عادةً كتّاب الصحف المحسوبين على أجنحة الحُكم؟

صحيفة الوطن المملوكة إلى الديوان الملكي البحريني، وجهت كتابها لمهاجمة من هذه الدعوات على مدى اليومين الماضيين.  

سوسن الشاعر أفردت عمودها ليومين متواليين للهجوم على الجمري. عبّرت في عمودها يوم 26 أبريل/نيسان 2015 عن امتعاض الديوان الملكي مما أسمته "محاولة إعادة الدمج القسرية لمجموعة 2011"، قائلةً أن جهةً ما (قد يقصد بها ولي العهد) تحاول أن "تفرضهم على الشعب البحريني عن طريق التودد لهم و دعوتهم ورعاية فعالياتهم" في إشارةٍ إلى حضور الجمري سباق الفورمولا 1 برفقة وزير الإعلام، ورعاية الأخير لمعرض الوسط للكتب المستعملة.

وأضافت الشاعر موجهةً كلامها لولي العهد إن شعب البحرين (جمهور الموالاة) "يكره المجاملات ولا يعرفها، لذا فإن ردة الفعل التلقائية والعفوية والمباشرة كانت رفضاً لتلك المحاولات وغضباً قاد للإساءة لأصحابها وإساءة لمن يعتقد أن تلك المحاولات تمت بتوجيهه ومن أجل إرضائه" في إشارةً إلى الهجمة التي قادها موالون ضد وزير الإعلام وولي العهد عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعد انتشار صور لرئيس تحرير الوسط يرافق الوزير في الفورمولا 1.

وفي مقالٍ آخر للشاعر نُشر الإثنين 27 أبريل/نيسان 2015 طالبت بأن تترك السلطة "مجموعة 2011 تنشغل بمراجعاتها الذاتية وتفكر في كيفية ترميم علاقتها ببعضها بعضاً وعلاقتها بالمجتمع البحريني، فلا يتبرع أحد لدمجهم قسراً فيعميها بدلاً من أن يكحلها"، قائلةً إنه "جاء اليوم الذي على أحد ما فرداً كان أو مجموعة «منهم وفيهم» أن يأخذ زمام المبادرة من مجموعة 2011 ويقود عملية المراجعة لتحديد علاقة «الجماعة» الجديدة مع الدولة" في إشارةٍ إلى الجمري.

أما هشام الزياني فاعتبر في مقاله المنشور يوم الثلثاء 28 أبريل/نيسان 2015 إن الكلام عن المراجعة داخل المعارضة جاء بسبب الحرب على اليمن قائلاً "تأثير «عاصفة الحزم» ظهر على شركاء الأمس، حلفاء الأمس، قادة ومؤيدي الانقلاب، الذين انقادوا «برغم عمرهم وتجربتهم» إلى مراهقة الشارع فأخذوا يرجمون بعضهم البعض بالحجارة، هذا يلوم، وتلك تتهم، وآخر يصحو من الحلم القديم ويخرج لنا بمقال انهزامي انبطاحي «يناقض بشكل كبير مقالات الأزمة ومواقف الصحيفة قبل وبعد فبراير 2011»، ويظهر بشكل جلي وواضح ما فعلت بهم «عاصفة الحزم» وهي باليمن وليست بالبحرين من اختلال في المواقف، واهتزاز وتراجع وكفر بقناعات الدوار".

وأضاف الزياني "منيرة فخرو من جمعية «وعد» المتحالفة مع الجمعية الانقلابية رمت بحجارتها على تيارات طالبت في 2011 بإسقاط النظام، ويبدو أنها تقصد «الوفاق» ومشيمع وعبد الوهاب حسين، وربما من حيث تعلم أو لا تعلم، فإنها تقصد «الولي الفقيه» الذي لم يكن شيء يحدث إلا بأمره" مردفاً "رئيس تحرير الصحيفة الصفراء أيد فخرو وأثنى على كلامها، وكأنه يرجم معها الحجارة في ذات الاتجاه، لكن السؤال هنا أين كانت هذه العقلانية خلال الأزمة".

وختم الزياني مقاله مهدداً "الخسارات قادمة أكثر وأكبر، فقط قليلاً من الوقت، فقد باعكم الجميع ولم يبقَ لكم إلا «دشتي»، وقريباً سيطير" في إشارةٍ منه إلى النائب الكويتي عبدالحميد دشتي الذي يواجه القضاء في الكويت بتهمة الإساءة للبحرين لانتقاده الانتهاكات بحق الشعب البحريني.

أما نجاة المضحكي والتي يعتقد أنها اسم مستعار يتوارى خلفه أحد أفراد طاقم تحرير صحيفة الوطن فقد فسّرت دعوات المراجعة بأنها (أوامر من إيران) بعد أن تحطمت أحلامها بعد عاصفة الحزم. كتبت "لا ينطلي علينا يا من تتلونون حسب الحاجة والظرف، اليوم تأتيكم الأوامر من طهران لتغيير الخطاب بعد أن تغيرت حساباتها وتحطمت أحلامها وتبددت آمالها"، مضيفةً "كانت نتيجة متوقعة أن ينقرض الانقلابيون في البحرين وأن تعيد إيران حساباتها بعد عاصفة الحزم، وهذه بدايته؛ الإعلام الانقلابي وخطاب قادة الانقلاب والخطاب الديني، إنها خطوات ضرورية وسيتلوها فعاليات وندوات وشخصيات ستقوم بدور المصالحة، ونرجو أن لا تنطلي هذه الحيلة والخديعة".

وأردفت "جرائم القتل والارهاب والدعوة إلى إسقاط النظام واستبداله بنظام جمهوري إيراني صفق له الإعلاميون يومها ولم يكن «مجرد أخطاء»، بل هو مخطط انقلابي، وكلمة «أخطاء» هي مجرد مفتاح لبداية لعبة الانقلاب القادم عندما يعود الانقلابيون لقلب الدولة ويتحكموا في أعصابها ومفاصلها، إنه الخطأ الذي ستقع فيه الدولة إذا سمحت للانقلابيين بالعودة إلى البلعوم".

أما صحيفة الأيام المملوكة لمستشار الملك الإعلامي نبيل الحمر، فقد اتهمت الجمري وصحيفته بأنهما من قام بتشويه سمعة البحرين، إذ كتب سعيد الحمد في عموده يوم الإثنين 27 أبريل/نيسان 2015 "البحرينيون يعرفون بالأسماء والالقاب وبالتفاصيل الدقيقة من سعى منذ 14 فبراير 2011 إلى يومنا هذا لتشويه سمعة وصورة البحرين في الداخل والخارج" مضيفاً إن "أسلوب رمتني بدائها وانسلت قد ينجح في خناقات الضرة مع ضرتها للوقيعة بها عند الزوج.. لكنه بكل تأكيد لن ينجح في السياسة وإدارتها ولا في الكتابة فكل شيء موثق ومسجل بالصوت والصورة وكل مقال وعمود محفوظ في الأرشيف باليوم والتاريخ وبالنتيجة لن ينفع النكران ولن يستطيع كائن من كان تحويل الأسود إلى أبيض".

الكاتب في صحيفة أخبار الخليج المقربة من رئيس الوزراء محميد المحميد وضع شروطاً لقبول دعوات المراجعة، وقال في عموده الثلثاء 28 ابريل 2015 "إن من أركان المراجعة السياسية الصادقة إعلان الندم على الخطايا والجرائم التي ارتكبت وترتكب، مع بيان وقف الأعمال الإرهابية والدعم الإعلامي والحقوقي، وعدم وصف المجرمين والإرهابيين بأنهم نشطاء وتمجيدهم والدفاع عنهم، بجانب العزم الصادق على عدم العودة الى الجرائم والاستقواء بالخارج، بجانب أن الجرائم التي استوجبت المراجعة السياسية تستلزم التحلل من الوطن والمواطنين وطلب العفو والصفح منهم، أما في حالة المكابرة والعناد فإن المراجعة السياسية هنا تكون غير صادقة والتوبة غير نصوحة"، مطالباً من تحدثوا عن المراجعة أن ينتقلو من "حالة التصريح الصحفي إلى حالة الفعل السياسي من خلال طلب الحوار تحت قبة البرلمان، مع ممثلي الشعب في مجلس النواب، الذي من مسئوليته الوطنية أن يستعدّ لهذا الأمر إن كان صادقا".

وشكك المحميد في صدقية هذه الدعوات قائلاً "يجب أن يدرك أصحاب خطاب المراجعة وبيان التوبة أن هذا الكلام لن يقبل إذا ما اشترط الإفراج عن أي محكوم ومدان، فهذا كلام مرفوض سابقا ولاحقا".

هذا عن كتاب الصحف الرسمية التي تمثل الأجنحة المختلفة، أما المسؤلين الرسميين، فقد علّق وزير العدل خالد بن علي آل خليفة بلغته التي تمتح من البذاءة كما عادتها، عبر حسابه على تويتر: "من يدعي أنه تعلم من أخطاءه عليه أولا أن يفك ارتهانه للخارج، حينها سيكفر عن خطيئته ويفتح طريقه الذي سده بنفسه. غير ذلك فهو استمرار للسفه"

 

 

واستتبع الوزير المنتمي للأسرة الحاكمة هذا التعليق، بتعلقين اليوم الثلثاء 28 أبريل/نيسان 2015 رداً على مقال الجمري (ليس بكاءً على اللبن المسكوب)، وقال دون أن يسمي الجمري "بعيدا عن تحليل مدى مصداقية بكائيات البعض، فإن أهل البحرين قد تجاوزوا عن تاريخ يحاول البعض سفها إعادة كتابته بما يحفظ ماء وجوههم المسكوب".

 

 

وأضاف "لا تنكأ جرحا بدعوى معالجته، وخاطب حاضرك بموقف وطني، وكفى استغراقا في بكائيات وتحليلات لا طائل من ورائها الا محاولة فاشلة لتزوير التاريخ".

 

 

الجمري بدوره كان منشغلاً بالرد على أنصار المعارضة المنتقدين لمقالاته عبر "تويتر"، ولم يوجه نقداً لأيٍ من كتاب السلطة، إلا أن تغريدات وزير العدل استفزته، وهو ما استدعى رداً من الجمري على شكل تساؤل، حيث قال مخاطباً خالد بن علي آل خليفة "لماذا لاتكتب مقالا تعبر فيه بأسلوب مناسب؟"

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus