القوات المدنية لوالدة الطفل أحمد العرب: لن تري ابنك بعد الآن.. سيكون مصيره مثل خاله علي هارون
2015-04-17 - 1:58 م
مرآة البحرين (خاص): عاش حياة المطاردين منذ كان عمره 14 ربيعًا، حرم حضن والديه وأسرته وأخوته، خسر تعليميه المدرسي، منع من متابعة العلاج، بقى طيلة العامين الماضين متنقلا بين أزقة قريته وبين مكان يأويه، "جدران القرية المحفورة بالرصاص خير شاهد على محاولات اغتياله من قبل القوات الأمنية"، هكذا قالت والدة الطفل أحمد عبدالله العرب(16 عامًا)، إنه في قبضة جلادي التحقيق الآن.
لم تكن براءة أحمد تعلم، أن ذهابه لشراء شطيرة يأكلها في تلك الليلة، ستكون فخاً لاعتقاله. في مساء 13 أبريل/ نيسان خرج من (مخبأه) قاصدًا أحد مطاعم قريته "بني جمرة" لشراء وجبة عشاء تسد رمقه. لم يكد يتناول عشائه حتى أحاطت به قرابة 50 سيارة شرطة ومدرعتين وسيارات مدنية كلها وصلت خلال لحظات لاعتقاله.
حاول أحمد الهرب، ركض فاراً باتجاه أحد الأزقة، لكن الأعداد الهائلة من القوات الأمنية طوّقت المنطقة بأكملها. دوّى صوت طلقات رصاص في كل أرجاء القرية، لا يُعلم إذا كان رصاصًا انشطاريًا أم حيًا. أحكمت السيطرة على أحمد، وضع في صندوق أحدى السيارات المدنية، ومنذ يومها، انقطعت أخباره.
ما إن وصل نبأ اعتقال أحمد إلى والديه، حتى قفزا من فورهما وذهبا إلى مركز البديع للسؤال عنه، وكانت أصوات طلقات الرصاص التي سمعوها تدوي في آذانهم وفي قلوبهم: "هل أصاب ابننا مكروه؟!".
في مركز البديع نفى الضابط المسؤول علمه باعتقال أحمد. وعندما همّ الوالدان بالمغادرة، صادفا عدداً من رجال الأمن المدنيين الذين اعتادوا مداهمة بيتهم بحثاً عن أحمد مرات ومرات، ركضت أم أحمد باتجاههم وسألتهم: "أين ابني أحمد؟ ماذا حدث له؟". طالعوها بانتشاء المنتصر على السراب: " وديناه خلاص، لن تري أحمد بعد الآن، سيكون مصيره كمصير خاله". يقصدون خاله المعتقل علي هارون الذي تم إحضاره من تايلاند عن طريق الانتربول الدولي.
لم تفلح محاولات والدا أحمد في الكشف عن مصيره، التحقيقات لم تفدهما بشيء، ولجنة التظلمات أخبرتهما أنها لا تستطيع مساعدتهما طالما أنه في إدارة التحقيقات، ومركز البديع يقولإأنه لا يعلم عنه شيئا، أصبح مصيره مجهولا، والخوف على حياته صار مضاعفًا.
تبكي والدة أحمد بحرقة على طفلها "منذ كان في الرابعة عشر من عمره وهو مطلوب، إنه طفل لا يفهم ماذا يعني أن تكون مطلوباً من قبل السلطات، ولا يعرف كيف يعيش حياة المتخفي عن الانظار، لكنه اختفى. لقد فقد ابني كل معنى للأمان. لم أعد أعرف أين ينام ولا ماذا يأكل ولا كيف. كلما حاول العودة إلى البيت منعته فالمداهمات بحثاً عنه لا تتوقف. يأتي أحمد إلى البيت في بعض الليالي بهدف النوم فقط، كثيراً ما أوقظه في منتصف الليل واطلب منه المغادرة خوفاً عليه من المداهمات. يسألني في حيرة تقطع قلبي: "إلى إين أذهب يا أمي؟".. ليتني أعلم يا ولدي".
تتذكر أم أحمد بدموع حسرتها: "في يوم عيد الأم فاجأني أحمد بدخوله علي، قدّم لي وردتين، وقبل رأسي، وخرج".
تكمل: "أريد فقط أن أطمئن عليه، ابني مهّدد، وجدران القرية تشهد على عدد مرات محاولة اغتياله، أهالي المنطقة جميعهم يعلمون بذلك، أصوات طلقات الرصاص في ليلة اعتقاله لا تزال تخرم قلبي، أريد أن أعرف ما إذا كان ولدي مصاباً أم سليماً. تهديد رجال الأمن لي بأن مصيره سيكون مثل مصير خاله علي هارون يقطع قلبي، ألا يكفي الحالة التي رأينا عليها أخي علي؟ يا ربي.. هل سأرى ابني كذلك أيضاً؟".