"الجريمة والعقاب" ملخّصة في لقطة كاميرا: ليلة الهجوم على منزل أمين عام "الوفاق"

2011-11-11 - 9:31 ص


مرآة البحرين (خاص): في البحرين فقط، يمكن أن تَرتكب الجريمة، وتُفتضح، وتفلت من العقاب! وقد تكون المجرم أو رجل الأمن، أو كلاهما معاً، ليس ذلك مما ينبغي أن تقلق لأجله، سيتم تنظيف ساحة الجريمة وتُتلف الأدلة. هذه فحوى الرسالة التي أرادت السلطات البحرينية ليل أمس إيصالها باعتداء رجالها على منزل أمين عام جمعية "الوفاق" الوطني الشيخ علي سلمان. (الإفلات من العقاب).
ظلت "الكاميرا" الأمنية التي نصبتها جمعية "الوفاق" على منزل أمينها العام لأشهر، الإجراء الاحترازي المقصود منه التحسب من أي أذى محتمل قد يلاقيه قيادي سياسي معرض باستمرار للأذى، شاهدة على العقاب الجماعي، الذي تمارسه قوات الأمن، ليلياً، على قرية البلاد القديم غرب العاصمة المنامة.
هذه الليلة فقط، كانت لها وظيفة أخرى، على خلاف من وظيفتها الليلية المعتادة: الشهادة على العقاب الخاص! فقد التقطت عن قرب، بكامل طقم الأدلة التي يحتاجها قاضٍ نزيه لكي يدين بها مجرماً في جريمة مكتملة الأركان: قوات الأمن تقوم بالطلق العمدي لقنابل الغاز الخانق على غرفة إحدى الطفلات، وقد صدف أنها ابنة أمين عام "الوفاق". فجأة، تهشم زجاج النافذة، لتمتليء الغرفة بأعمدة الدخان السام.
وفي تمادٍ غريب في إرادة العقاب، كما يفعل أي مجرم ساديّ يُحوّل إيذاء الآخر إلى فن من فنون التلذذ للذات، قامت بتهشيم نوافذ سيارته، وإعطابها. من قريب جداً، كانت "الكاميرا" الأمنية لما تزل تدور، كعادتها، طابعةً على رقائقها الرقمية، كل تفصيل، من أكثر من جهة. سرعان ما تم تداول صور لذلك على الشبكات الاجتماعية.
كانت قرية البلاد القديم، قد أُمطرت أمس، بوابل من الطلقات، واستمرت منذ فترة المغرب إلى وقت متقدم من الليل. أرسلت الجمعية رسالة إلى أمينها العام طالبة منه مغادرة المنزل. "لن أغادر،لا يستطيع جيراني مغادرة منازلهم وأنا واحد منهم أبقى معهم". هكذا جاء رده على الطلب.
حين تنبهت قوات الأمن إلى وجود "الكاميرا الرقمية" عادت بأعداد كبيرة كي تحكم الطوق على منزل الشيخ علي سلمان. كان الأخير قد بدأ للتو بث رسائل على "تويتر" تفيد تعرض منزله إلى الاعتداء من قبل قوات الأمن. قال "قبل قليل تم كسر زجاج نافذة غرفة طفلتي، نبأ 4 سنوات في منزلي من جراء الطلق من رجال الأمن البحريني".
بدورها، كانت شبكة "الوفاق" تعيد بث الرسائل نفسها مرفقة بتوضيحات. وهو ما كان يفعله أيضاً مغردون متعاطفون. فجأة، دق جرس المنزل.
من فوق، من إحدى نوافذ منزله المطل على مدرسة "الخميس" والقريب من أقدم مراكز الشرطة "الخميس"، وأيضاً من أقدم المعالم الإسلامية، والتي يعود تاريخها إلى عصر الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز، وهو مسجد "الخميس"، أطلّ سلمان وأدار حواراً صغيراً مع قوات الأمن التي أحاطت منزله والتي حوت رتباً مختلفة. "لن أنزل"، بذلك رد على شرطي مدني طلب منه النزول. كما رفض تسليمهم الشريط الرقمي أيضاً. مر وقت قليل، قبل أن يأتي الأمر بسحب القوات من محيط المنزل، ليعيدوا المرابطة في شارع محاذ له.
"سماحته بخير"، طمأنت جمعية "الوفاق متابعيها على "تويتر". لكن "الكاميرا" الأمنية ما تزال تدور ومعها كل الرقائق الفيلمية التي صورت كل شيء في الأسفل.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus