مرآة البحرين (خاص): علي عبدالله البناء (21 عاما) يقبع خلف القضبان منذ أكتوبر / تشرين الأول 2012، قضى منهم أربعة أسابيع، بلياليها وأيامها في مبنى التحقيقات الذي يعرف في الأوساط البحرينية بمبنى التعذيب، حتى فقد كل شيء على جانبه الأيسر!

الشاب الذي لم يتجاوز عمره أنذاك التسعة عشر عاما، لقى من التعذيب ما فاض به، حتى فقد النظر في عينه اليسرى والسمع في أذنه اليسرى، كما أصيب بكسر في كتفه الأيسر وأضرار في عموده الفقري أدت لإصابته بالديسك في هذا العمر الصغير.

يقضي علي عبدالله أيامه خلال العامين والأربعة أشهر الأخيرة وراء القضبان في سجن جو المركزي، متهما بحرق مدرعة أمن في السنابس والشروع في قتل رجال أمن في جدحفص، كما أنه متهم بالتخريب والشغب في عنبر 10 بالحوض الجاف، ومحكوم بالسجن 13 عاما وينتظر أحكاما أخرى.

البناء يعاني من آلام كل هذه الأمراض التي تكالبت عليه بفعل التعذيب، والضرب أثناء الاعتقال ولا علاج مناسب يقدم له، فرغم وجوده لفترة طويلة في عهدة السلطات إلا إنها تهمل علاجه، أهله الذين تحركوا وخاطبوا إدارة سجن جو والأمانة العامة للتظلمات، كما خاطب هو ذاته وفد منظمة الصليب الأحمر أكثر من مرة عند زيارتهم للسجن، والإدارة تتحرك مباشرة بعد الخطابات لتعود وتخلف بالوعود والمواعيد.

كسر كتفه أثناء الاعتقال عندما أطلق عليه الشرطة طلقة غاز مسيل للدموع من مسافة قصيرة لاعتقاله، وتعرض لضرب شديد على الرأس خلال التعذيب أفقده النظر في إحدى عينيه والسمع في إحدى أذنيه، ولا زالت آثار التعذيب بادية على جسمه من صعق كهربائي تعرض له في ظهره، وفي أنحاء أخرى من جسده.

ورغم أنه زار المستشفى عدة مرات بعد الضغط على إدارة السجن وبذل كافة المحاولات، إلا أنه لم يؤخذ لمواعيده اللاحقة، كما أن الأطباء قرروا إجراء عدة عمليات له للأعراض التي يعاني منها إلا أن كل ذلك لم يحدث حتى اليوم، كما أن الأدوية التي صرفها له الأطباء، لا يتم إعطاءه أي منها، ما عدا حقنة الديسك التي لا يتلاقها بشكل دائم وبشكل سلس، فينقل إلى عيادة السجن لأخذها بعد طلبات متكررة وأحيانا يضطر للإضراب عن الطعام حتى ينقل للعيادة.

في هذا الجو البارد الذي يلف البحرين، يعاني علي البناء أضعاف المساجين الآخرين بسبب إصاباته، فإدارة السجن لا توفر لهم أغطية كافية ودافئة كما ترفض أن يدخل له أهله ما يقيه البرد، فهو يصاب بتشنج في يده اليسرى بسبب الكسر ويتحول لونها للأزرق.

البناء كغيره من السجناء الذين يعانون من الإهمال الطبي والمنع من العلاج كعقاب وانتقام من هؤلاء الشباب الذين اقترفوا ذنب أنهم حلموا بالحرية والديمقراطية وحياة ومستقبل أفضل.