أقيم في جامعة لندن: قضية البحرين تهيمن على مؤتمر "الثورات العربية: 4 سنوات من الثورة، والقمع، والمقاومة"

2015-02-17 - 10:40 م

مرآة البحرين (خاص): عقد في قاعات كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، مؤتمر "الثورات العربية: أربع سنوات من الثورة والقمع والمقاومة"، وذلك في 13 و14 فبراير/ شباط 2015، بتنظيم من "بحرين ووتش" و"مبادرة التضامن المصرية" و"مينا سوليدراتي"، وبرعاية نقابات عمالية في بريطانيا.

وقال المنظمون إنه بعد أربع سنوات من ثورات الربيع العربي برزت حاجة هذه الثورات إلى ابتكار أساليب متنوعة في أنشطتها، لتجعل مشاركة الناس ذات طابع جديد ومبتكر، وتوجههم إلى التجديد وعدم الاعتماد على الآليات والأساليب الدارجة.

آلاء الشهابي عضو منظمة" بحرين وتش"، وأحد منظمي المؤتمر، تحدّثت لـ"مرآة البحرين" عن شعورها بالفخر بعد تلقي منظمتها الدعوة للمشاركة في تنظيم هذا المؤتمر باعتبارها "تجربة ثمينة وقيّمة" حسب تعبيرها، وأكّدت أنهم قضوا قرابة 6 أشهر في الإعداد لتنظيم المؤتمر.

وأضافت الشهابي أن الهدف الأساس للمؤتمر هو استقطاب النشطاء الجدد والجماعات الجديدة وكذلك المنظمات الجديدة، ولكي يكون المؤتمر ملتقى يجمعهم يلقون فيه نظرة للوراء، ويجمعون خلاله طاقاتهم استعدادا للأربع سنين القادمة.

أنشطة المؤتمر تنوعت بين محاضرات وورش عمل وعرض لأفلام وثائقية، وتنوعت المواضيع التي تناولها المؤتمر لكنّها صبّت جميعا في حقل ثورات الربيع العربي، وكانت حلقة النقاش الأولى تتمحور حول ما إذا كانت الثورات المضادة قد سحقت الانتفاضات العربية، وشارك فيها الأكاديمي والكاتب اللبناني جلبير الأشقر، والحقوقية البحرينية مريم الخواجة، والسوسيولوجي المصري سامح نجيب.

في حين عقدت ورشة عمل تحت عنوان "النيوليبرالية، الحركة العمالية ونضالها من أجل العدالة الاجتماعية"، بمشاركة آنا ألكسندر، من منظمة مينا سوليداريتي، ومحمد بو طيب، وهو ناشط نقابي مغربي، وآلاء الشهابي.

وعقدت كذلك ورشة عمل بعنوان "الطائفية، داعش والثورات المضادة"، بمشاركة سامح نجيب، والناشط السوري جوزيف ظاهر، وورشة عمل أخرى عن "النساء والثورات: بين التحرر، والقمع".

وحضر موضوع فلسطين في المؤتمر بقوة في ورشة عمل تحت عنوان "هل خذلت الثورات العربية الفلسطينيين؟"، كما أن المؤتمر جاء موازيا ومتسقا مع حملة مقاطعة إسرائيل (BDS)، داخل الجامعات البريطانية، والتي يتبناها أحد الاتحادات الطلابية.

وحضر المؤتمر حوالي 150 شخصا من مختلف شرائح المجتمع من طلاب وأكاديميين وناشطين، ومواطنين عاديين، وبحسب المنظمين فقد بيعت تذاكر الحضور جميعا.

وتميز اليوم الأول بعرض الفيلم الوثائقي "نحن العمالقة" الذي يكشف عن العمل الحيوي الذي يقوم به المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين وسوريا وليبيا، والمخاطر والتهديدات التي يواجهونها، ومن بينهم عائلة الخواجة في البحرين، وعرض الفيلم بحضور أحد أبطاله "مريم الخواجة" التي قامت بالإجابة على استفسارات الحضور بعد انتهاء العرض.

كما شارك المدون و الناشط علي عبدالإمام في المؤتمر بورشة عمل تحت عنوان" كيف يمكننا الفوز الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟"، وتحدّث فيها عن الذكرى الرابعة لثورة 14 فبراير في البحرين، وما هي أسباب الثورة في البحرين، ولماذا كان هذا الجيل مختلفا، ودور الشبّان في هذا الحراك، وكيف أنّ النشطاء الشبّان استهدفوا أكثر من غيرهم من السياسيين، وغيرها.

وتحدثت آلاء الشهابي عن النيو ليبرالية المنتشرة في العالم العربي والفساد والفقر واللامساواة، إضافة إلى دور دعم المال الخليجي في الثورات المضادة وكيف جاء الحراك في البحرين ليكسر الواجهة أو الأمنيات الاقتصادية التي لا تفيد المواطن العادي في البحرين، وأكدت أن القضايا الاقتصادية هي الدافع الأساسي للحراك وأننا عادة ما ننسى موضوع الاقتصاد فيضيع بين الانتهاكات والقضايا السياسية.

وعلى هامش المؤتمر تحدثت (سو ويلمان) محامية الضحية "ف.ف" الذي رفع في لندن دعوة ضد نجل الملك البحريني ناصر بن حمد بتهم تّعذيب معارضين، مؤكدة أن رأيها وتصورها عن البحرين وعملها مع البحرينيين قد تغير في الثلاث سنوات الأخيرة مما جعل عملها ممتعا، وأنها امتهنت مجال القانون لجعله وسيلة لدعم بعض القضايا.

المحامية ويلمان أظهرت استعدادها لمساعدة أي شخص يريد رفع قضية حقوقية أو أي قضية ما في بلد معين، وأنها بدورها ستبحث في القوانين البريطانيية ما تستطيع استخدامه فيما يخص القضية، وقد كشفت عن أن هناك قضية جديدة سوف يعلن قريبا عنها ضد الخارجية البريطانية لعدم كشفها الوثائق التاريخية التي تخص البحرين وبريطانيا.

من جانبه أكد الكاتب البريطاني (أوين جونز) من خلال مشاركته في المؤتمر على أهمية ابتكار أساليب جديدة لدعم القضايا السياسية وقضايا حقوق الإنسان، وقال إنه وكبريطاني تقع عليه المسؤولية، حيث أن هناك الكثير من الأعمال يستطيع القيام بها للبحرين، كون الحكومة البريطانية لها دور مباشر في القضية البحرينية.

آلاء الشهابي قالت إن المؤتمر ساهم في عرض قضية البحرين دوليا بشكل أوسع وأكثر وضوحا، وأن الصورة قد ركزت على ضرورة البحث عن عوامل مشتركة بين قضايا دول الربيع العربي، وأضافت أن ذلك بدا جليا عندما طلب ناشطون مصريون من منظمة (بحرين وتش) مساعدتهم في الكشف عن نوعيات السلاح التي تستخدم هناك، في حين ناشطون أتراك المساعدة في وقف شحنات الأسلحة للبحرين، كما تلقت المنظمة على هامش المؤتمر عروضا من ناشطين بريطانيين للمساعدة في إيقاف مشروع القاعدة العسكرية في البحرين.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus