"مرآة البحرين" تحاور براين دولي: لو سألت الأمريكيين ماذا تعرفون عن البحرين لقالوا البلد الذي عذب أطباءه

2015-02-17 - 5:57 ص

مرآة البحرين (خاص): منذ انطلاق ثورة 14 فبراير، مارست منظمة "هيومن رايتس فيرست" الأمريكية، ضغطا كبيرا على إدارة أوباما للتدخل في قضية البحرين، واتخاذ موقف "أكثر تشدداً" من سياسات الحكومة البحرينية، واستخدام نفوذها لإجبار عائلة آل خليفة الحاكمة على القبول بالتغيير، والتحول السياسي، وحماية حقوق الإنسان.

وفضلا عن الندوات، والبيانات، والتقارير، والمؤتمرات الصحافية في مباني الكونغرس، طرحت المنظّمة العديد من المبادرات والخطط على الإدارة الأمريكية، بشأن التعامل مع الحكومة البحرينية، كان آخرها المخطط الذي صدر الأربعاء 11 فبراير/شباط 2015، في مؤتمر صحافي بمبنى الكونغرس الأمريكي استضافه عضو الكونغرس جيم ماكغفرن، ورسم الخطوط العريضة لاستراتيجية جديدة لانخراط الولايات المتحدة في البحرين.

وطرح هذا المخطط عدة إجراءات منها مراجعة العلاقة مع البحرين، وحظر التأشيرات على المسؤولين المتورطين بالفساد، وعائلاتهم، وأن تصر وزارة الدفاع الأمريكية على دمج الشّيعة في قوات الأمن السنّية حصريًا، والامتناع عن بيع ونقل المزيد من الأسلحة إلى الشّرطة والوحدات العسكرية، وأن يصرح مسئولو السفارة الأمريكية في المنامة علنًا عما إذا كانت محاكمات المعارضين والناشطين تتوافق مع المعايير الدّولية أم لا.

وأعد المخطّط الجديد، براين دولي، المدير في منظمة "هيومن رايتس فيرست"، والشخصية المعروفة جدا في متابعة الملف البحريني، من واشنطن.

ويبذل دولي جهودا استثنائية لافتة في الملف البحريني، إذ يكتب مقالات عن الشأن البحريني في أرفع وسائل الإعلام الأمريكية، وذلك بشكل شبه أسبوعي، كما ينشط بشكل مكثّف عبر شبكة تويتر.

وبسبب دوره الكبير في دعم قضية البحرين، داخل دوائر الكونغرس الأمريكي ووزارة الخارجية وغيرها من الدوائر الحكومية، منع براين دولي، من دخول البحرين أكثر من مرة، كما تعرّض لاستهداف منظّم من قبل "الترولز" في شبكة تويتر، وفي مواقع إنترنت تابعة لموالين أو لشركات علاقات عامة تعمل لدى الحكومة البحرينية.

دولي يشغل منصب مدير برنامج المدافعين عن حقوق الإنسان في منظمة "هيومن رايتس فيرست"، وقد عمل سابقا كمدير للإعلام في فرع منظمة العفو الدولية بلندن ودبلن. ولدى براين دولي خبرة مبكرة في التعامل مع الكونغرس الأمريكي، إذ عمل كباحث قانوني إلى جانب السيناتور إدوارد كينيدي منذ منتصف الثمانينات، مشاركا في صياغة ما يعرف اليوم بقانون مكافحة التمييز العنصري للعام 1986. وقبل ذلك عمل دولي كأستاذ للغة الإنجليزية في مدينة للسود في جنوب أفريقيا، وهو عمل كان ممنوعا بحكم قوانين الفصل العنصري هناك في ذلك الوقت.

"مرآة البحرين" التقت الحقوقي الأمريكي الرفيع براين دولي، بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق ثورة 14 فبراير/ شباط في البحرين، للتعليق على المخطط العملي الجديد الذي أعدّه هو، وقدمّته منظمة "هيومن رايتس فيرست" للحكومة الأمريكية، حول قضية البحرين. وفيما يلي نص الحوار:

براين دولي

مرآة البحرين: بذلت منظمة "هيومن رايتس فيرست" الكثير من الجهود في الضغط على الإدارة الأمريكية بشأن قضية البحرين، واقترحت عددًا من المبادرات والمخططات، آخرها المخطط الجديد الذي عرضتموه على الكونغرس. هل تعتقد، في وسط هذه التّعقيدات، أن الإدارة الأمريكية ستسمع صوتكم أو تكترث بشأن البحرين؟

براين دولي: هناك عدة جوانب في هذا الخصوص. هم يسمعون صوتنا طبعًا، لأنه، في كل مرة ألتقي فيها بممثلين عن الحكومة الأمريكية، أحضر معي مخططًا تفصيليًا أو تقريرًا وأناقشه معهم، وأخبرهم وجهًا لوجه ما الذي ينبغي أن يفعلوه. بالتّالي، المسألة ليست ما إذا كانوا يعلمون بشأن أفكارنا، الأمر الأكثر صعوبة هو حملهم على تطبيقها، وعليه فإن السؤال المحق هو كيف ستستجيب الإدارة الأمريكية.

الأمر أكثر تعقيدًا بنظري، لأن هناك عدة جهات في الحكومة الأمريكية، بعضها لا يتعاطف مع قضايا حقوق الإنسان في البحرين كليا، وبعضها نعم. أعتقد أن هناك بعض الأشخاص في الحكومة الأمريكية وأيضًا في الكونغرس يرغبون في رؤية شيء قريب مما نرغب به.

المشكلة في اعتقادي هي أنهم في العادة يخسرون التصويت أمام الغالبية، لكني أعتقد أن المخاوف التي لدينا، ولدى بعض الأشخاص في الحكومة الأمريكية، والتّغييرات التي نرغب في رؤيتها لا تحدث لأن بعض الأشخاص في الحكومة الأمريكية يقولون "إننا نحتاج إلى هذه العلاقة العسكرية مع النّظام البحريني، على الرّغم من أن وضع حقوق الإنسان هناك محرج للولايات المتحدة الأمريكية، لكن الأمر يستحق ذلك. لا نستطيع المخاطرة بإفساد هذه العلاقة".

ليس كل الأفراد في الحكومة الأمريكية يفكرون بذات الطّريقة. المسألة ليست إذن أن لا أحد يستمع إليك أو أن الجميع لا يوافقونك الرّأي. المسألة هي أنه لا يوجد عدد كاف من هؤلاء الأفراد الذين يعتقدون أنه من مصلحة الولايات المتحدة دعم قضية حقوق الإنسان على نحو أقوى.

المرآة: إذًا هل تتوقع أي تغيير في رأي الولايات المتحدة، بعد مخطط العمل الذي قدمته؟

دولي: بلى، أتوقع ذلك فعلًا. أعتقد أنّه لا يمكن تطبيق بعض التّوصيات التي قدّمناها بين ليلة وضحاها، لكن يمكن تطبيق البعض الآخر غدًا إن أرادت الحكومة الأمريكية ذلك. على سبيل المثال، يقولون علنًا إنّهم سيطبقون سياسات محاربة الفساد لمنع المسؤولين الحكوميين البحرينيين المشتبه بتورطهم بالفساد من الدخول إلى الولايات المتحدة والخروج منها. يستطيعون تطبيق ذلك غدًا إن أرادوا ذلك.

يستطيعون القول إن المحاكمات التي يحضرونها في البحرين غير عادلة. يستطيعون فعل ذلك غدًا، كما يستطيعون الإعلان غدًا، في حال أرادوا ذلك، عن أنّهم من الآن فصاعدًا، سيرفضون تدريب مجموعات أفراد الأمن المؤلفة حصريًا من السّنة. نعتقد أن هذه الأمور لا تعني المطالبة بتغيير النّظام. وهذه ليست أمورًا صعبة التّحقيق ولا يستغرق إنجازها عدة أعوام. يمكن فعل ذلك غدًا، ولا أعلم ما إذا كانوا سيقومون بذلك. ولكن نعم، أعتقد أننا سنتمكن من رؤية بعض التّغيير في الحكومة الأمريكية، لأنّه-ولننسَ الجانب الأخلاقي في ذلك- ليس أمرًا ذكيًا أن تقوم الحكومة الأمريكية بالاستمرار في التفرّج، بينما مصالحها في البحرين، أسطولها، واستقرار البلاد، كل ذلك في خطر أكبر، بسبب عدم وجود تسوية سياسية.

المرآة: يبدو أنك ملتزم تقريبًا بالقضية البحرينية، كما كنت ملتزمًا بقضية جنوب أفريقيا في الثّمانينيات. ما الذي يدفعك إلى التّعاطف مع البحرين؟

دولي: التزامي تجاه البحرين ربما أقل من التزامي تجاه مصر. كتبت عن مصر تقارير أكثر مما كتبت عن البحرين. أعتقد أن البعض يجدني كذلك بسبب نشاطي حول البحرين على وسائل التّواصل الاجتماعي، ومشاركتي في هذه المحادثات، ولأنني أكتب في المدونات والصحافة وأصدر بيانات ومقالات عن البحرين أكثر مما أفعل عن مصر، ولكن المسألة هي فعلًا مسألة تكتيكات. كثير من الأشياء التي كتبتها عن مصر قُدّمت في شكل تقارير رسمية وضغط جماعي على الحكومة الأمريكية لفعل الشيء الصّحيح في مصر، ولكن على نحو أقل علانية. نعم، أنا ملتزم بالقضية البحرينية، ولكن ليس بها وحدها.

المرآة: يبدو أنّه ليس هناك الكثير من الأصوات مثلك تهتم بالبحرين سواء في الكونغرس والإعلام أو بقية المنظمات. لماذا وكيف يمكن تغيير ذلك؟

دولي: هذا ليس صحيحًا، أعتقد أنه بالطبع يجب على النّاس في الولايات المتحدة أن يولوا قضية البحرين اهتمامًا أكبر، بسبب العلاقات مع البحرين ونوع المسؤولية التي تربط الحكومة الأمريكية بالبحرين، ولكن ليس صحيحًا أن البحرين لا تحصل على الاهتمام الكافي في الولايات المتحدة الأمريكية. هي تحصل على كثير من الاهتمام في الإعلام الأمريكي. أنا أجادل الكثير من الأصدقاء (وهم ناشطون بحرينيون) الذين يشتكون من تجاهل الولايات المتحدة والإعلام الغربي لما يحصل في البحرين. هذا ليس صحيحًا. إذا حولت الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان في موريتانيا أو الصحراء الغربية أو التشاد أو نيجيريا، أو غيرها من الأماكن في العالم، لسررت لكون ما يقارب نصف التّغطية الإعلامية من نصيب البحرين.

لطالما كانت البحرين موضوعًا لافتتاحيات مذهلة، على مدى السّنوات الماضية، في الواشنطن بوست والنيويورك تايمز. لذلك أعتقد أنّ النّاشطين البحرينيين يريدون، طبعًا، مثل أي شخص آخر، المزيد من الاهتمام بقضيتهم، وأتفهم ذلك، لكني أعتقد أنه لم يتم تجاهلها. تغطية الصحافة الأمريكية في العامين 2011 و2012 والاهتمام الذي حظيت به قضية الكادر الطبي كانا هائلين. لقد عملت في هذا المجال على مدى العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية، ونادرًا ما رأيت اهتمامًا هكذا من قبل الصّحافة الدّولية بقضايا حقوق الإنسان.

ولكن إذا ذكرت كلمة "البحرين" أمام أغلب النّاس في الولايات المتحدة، فلن يعرفوا مكانها أو أي شيء بخصوصها، وفي حال كانوا يعلمون شيئًا، فإنّ ذلك على الأرجح سيكون متعلقًا بمشكلة حقوق الإنسان. أكثر البحرينيين شهرة في العالم هم نبيل رجب وعائلة الخواجة، ومن المحتمل الآن أن يكون الشيخ علي سلمان كذلك. هم ليسوا من الرّياضيين أو ممثلين للحكومة البحرينية أو من المشاهير، بل ناشطون في حقوق الإنسان. وإذا سألت النّاس ماذا يعرفون عن البحرين، قد يجيب بعضهم: "الفورمولا 1"، ولكن بحسب تجربتي، فإنهم سيقولون: "آه! إنه ذلك البلد الذي عذّب أطباءه وممرضيه".

براين دولي 2

المرآة: بعد المعلومات الأخيرة عن داعش، يبدو أن هناك مخاطر وتهديدات للأمن والجهاز العسكري في البحرين. برأيك، هل لدى الإدارة الأمريكية إدراك حقيقي بذلك، وكيف يمكن أن ترد على هذا الأمر؟

دولي: نعم، الإدارة الأمريكية تدرك ذلك. خصوصا الأشخاص الذين من مهمتهم القلق بشأن داعش وتأثيرها في الشرق الأوسط. الجميع يعلم بشأن الانشقاقات في الجيش البحريني، للانضمام إلى داعش. البعض يفسر ذلك بأنّه سبب يدعو للاستمرار في دعم النّظام في البحرين. لكني أعتقد فعليًا، بل أعلم، أنّ هناك آخرون قلقون بشدة من كون قوات الأمن في البحرين قادرة على إنتاج أشخاص متعاطفين مع داعش. وكما قلنا الأسبوع الماضي في المخطط، والمواد الأخرى التي قدمناها في الأشهر الأخيرة، لقد حان الوقت لتهتم الولايات المتحدة فعليًا بمسألة تركيبة قوات الأمن في البحرين، المؤلفة حصريًا من السّنّة. هذا نوع من التناقض مع محاربة طائفية داعش. من الصحيح تمامًا محاربة طائفية داعش، لكن التناقض هو أن تحاربها مع شركاء مثل البحرين والمملكة العربية السّعودية وغيرهما، الذين هم أنفسهم يروجون للطّائفية، والذين لا تعكس جيوشهم تركيبة السكان، ولا تشملهم جميعا.

المرآة: قلت إن الاحتجاجات في البحرين ستستمر هذا العام والعام المقبل والعام الذي بعده إلى أن يتم التوصل إلى تسوية. ما الذي يجعلك متأكدّا من ذلك؟

دولي: لقد مضت أربعة أعوام حتى الآن، ولا أرى أي دليل على استسلام النّاس مبدئيًا. بعضهم مُتعَبون. بعض الذين شاركوا في الاحتجاجات في العام 2011، في دوار اللؤلؤة، منذ أربع سنوات، لا يحتجون الآن. ولكن هناك أشخاص شاركوا في الاحتجاجات في العامين 2011 و2012، ومن ثم تراجعوا لفترة، في العامين 2013 و2014، وعادوا الآن إلى الساحات. إذا كان بإمكاني ذكر تجربة أخرى، لتكلمت عن إيرلندا الشّمالية، التي وصلت إلى مرحلة بعد أربع أو خمس أو ست سنوات من الاحتجاجات، بالنسبة للمراهقين، أصبحت فيها الاحتجاجات تمثل كل ما يعرفونه. الفتيان الذين كانت أعمارهم قبل 4 سنوات 12 عامًا، عاشوا هذه الأحداث في سنوات المراهقة، وبالتالي، فبالنّسبة لبعض الناس، في القرى بشكل خاص، فإن هذا يصبح وضعا جديدا طبيعيا. أعتقد أنّه طالما لم يكن هناك أي تغييرات تذكر في الحكومة البحرينية في العام المقبل، فسيكون هناك احتجاجات مجددًا في العام المقبل والعام الذي يليه، لأن الشّعب لديه مظالم، وسيواصل الاحتجاج بشأنها. الطريق الوحيد لإيقاف احتجاجات النّاس لا يتمثل في إطلاق النّار عليهم بل بإزالة مظالمهم.

المرآة: هل تعتقد أنّ البحرين ستواجه تحدّيات تتعلّق بأعمال العنف، في ظل تفاقم الاستياء والغضب بين الشباب؟

دولي: نعم بالتأكيد. عدم حدوث ذلك أمرٌ يثير الدهشة. أعتقد أنّ الرئيس كينيدي هو صاحب المقولة "الذين يجعلون الثورة السلمية مستحيلة يجعلون الثورة العنيفة حتمية". وأظن أنّ ما يثير الدهشة حقًا هو مدى سلمية معظم التظاهرات حتّى الآن، وليس أنّ بعضها أصبحت عنيفة.

إن أردت أن تحتج، وإن كنت غاضبًا وأردت أن تحتج ضد الحكومة، سواء كنت محقًا في ذلك أم لا، فإنك ستستعين بالطرق السلمية، لو توفّر لك مجموعة منها، على الأرجح. أعتقد أنّ بعض الناس يفضّلون الطرق العنيفة في الاحتجاج، قد يظنّون أنّها أكثر فعالية. ولكن بالنسبة لآخرين، فإنّه لم يتبق لهم إلا سبل قليلة جدًا للتظاهر سلميًا، لذا، قد يشعرون بأنّ التظاهر العنيف هو الخيار الوحيد، أو السبيل الوحيد أمامهم لجذب الاهتمام.

التظاهر السلمي يكون في العاصمة ومن الصعب جدًا الحصول على تصريح للتظاهر. كما أنّ انتقاد الأسرة الحاكمة على موقع تويتر يتسبب بسجن البعض. وحتّى أنّ التظاهر السلمي الجماعي أو الفردي على طريقة زينب الخواجة، رغم سلميّته، يمكن أن يتسبّب بسجنك. لذلك، إن أردت الاحتجاج سلميًا، لا يوجد الكثير من الخيارات أمامك، يرى البعض أنّه بسبب الخطورة التي تكمن في التظاهر سلميًا، فإنهم سيشاركون في تظاهرات عنيفة ويلفتون الانتباه بهذه الطريقة.

المرآة: ما هي خطط منظمة "هيومن رايتس فيرست" بشأن البحرين؟

دولي: المرّة الأخيرة التي زارت فيها منظمة "هيومن رايتس فيرست" البحرين كانت في نهاية العام 2012، ولم أكن من بين الذين ذهبوا، لم يُسمح لي بالذهاب، ولكن رئيسة المنظمة إليسا ماسيمينو وأحد أعضاء الإدارة، جو هادسون، الذي كان أدميرالًا سابقًا في البحرية الأمريكية، ذهبوا إلى البحرين باسم منظّمة "هيومن رايتس فيرست"، ولا يزالان يشاركان في الجهود المبذولة من أجل البحرين.

يبدو الأمر وكأنّني الوحيد المهتم من المنظمة في البحرين، على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذا ليس صحيحًا. كثيرون حولي يقومون بالأبحاث، وجهود الضغط، ويتولون الأمور المتعلقة بالاتصالات والإعلام. لست الوحيد الذي يقوم بالكتابة والنشر. يدعمني فريق كامل في عملي الإعلامي، ونشاطاتي الداعمة وأبحاثي أيضًا. الوضع مختلف قليلًا عن مصر. إذ قررنا أنّ الطريقة الفضلى لإحداث أي تأثير في البحرين هي أن نعلن الأمور ونظهرها. فالأعمال التي نقوم بها خلف الكواليس بشأن البحرين هي أقل من تلك المتعلقة بدول أخرى. إذا نظرت إلى الوضع من بعيد، سيبدو لك أني الشخص الوحيد الذي يكرّس جهده من أجل القضية البحرينية وأنّي الشخص الوحيد المهتم بهذا الأمر وهذا مخالف للحقيقة.

المرآة: إذن، ففكرتكم في مساعدة البحرين تكون من خلال تعميم القضية أكثر؟

دولي: بطريقة أخرى، أظن أنّه من المفيد بالنسبة إلينا سماع أصوات أخرى تتحدّث عن القضية. فعلى سبيل المثال، بدلًا من القول الأسبوع الفائت إنّ البحرين تحتاج إلى معالجة مشكلة التي تعاني منها في تركيبة الجهاز الأمني، استعنّا بخبير في شؤون الجهاز الأمني ليتحدث عن الأمر، وهو شخص لديه معرفة بالمشاكل التي تحصل عندما تشكّل الدولة جهازها الأمني أو العسكري من جماعة محدودة جدًا من الناس، بدلًا من عكس صورة المجتمع كلّه. وفي المرة الأخيرة التي أعلنا فيها عن توصيات وأقررناها، تحدّثنا مع ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، فقال: "إنّ عدم الضغط من أجل الإصلاح يضر بمصالح أمريكا". لذلك، نعم، استخدمنا خبراء مختلفين وأصواتا مختلفة ونواصل فعل ذلك، وعلينا طبعًا الرد على كل ما قد يحدث هذا العام.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus