خبيرة أمريكية في شؤون الشرطة: اقتصار أجهزة الأمن البحرينية على السُّنة يفاقم المشكلة

2015-02-13 - 3:15 ص

مرآة البحرين (خاص): قالت الخبيرة في شؤون الشرطة عضو هيئة التدريس في كلية جون جاي للعدالة الجنائية في نيويورك، ستاسي ستروبل إن اقتصار الشرطة البحرينية على السنة الذين تستجلب مظمهم من الخارج يفاقم المشكلة في البحرين، داعية أمريكا للضغط على الحكومة البحرينية لدفعها على إصلاح سلك الشرطة وتمثيل الشيعة.

ستروبل، أوضحت في لقاء مع أجرى رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش، براين دولي، أن البوسنة والهرسك، بدأت في هذا الأمر بمساعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات الاتحاد الأوروبي وأنشأوا عشرين برنامج توظيف لحل مشكلة التمثيل، متابعة "في حال أرادت البحرين أن تتقدم وتعزّز استقرارها في طريقة لا تخلق توترًا طائفيًا بين أبناء المجتمع عليها أن تنوّع قوات"... وفيما يلي نص الحوار:

براين دولي: لماذا يجب أن تخرط قوات الأمن البحرينية المزيد من الموظفين الشيعة في هذه القوات التي تسيطر عليها الطائفة السنية حصرًا؟

ستاسي ستروبل: إن هذه الخطوة أساسية جدًا لأن قوات الشرطة تعكس بالغالب المجتمع الذي تخدمه. الشرطة ليست فقط التزام تكتيكي وتقني، إنما هي تفاعل مع جميع طبقات المجمتع بصورة عادلة ومتساوية وهذا أمر لم يحدث مطلقًا في البحرين التي تسيطر الطائفة السنية على قوات الأمن فيها. وفي حال أرادت البحرين أن تتقدم وتعزّز استقرارها في طريقة لا تخلق توترًا طائفيًا بين أبناء المجتمع عليها أن تنوّع قواتها وأن تتقاسم السلطة.

براين دولي: ألا تعتبر هذه الخطوة صعبة التنفيذ؟

ستاسي ستروبل: إنها خطوة صعبة بالفعل ويجب على الدولة أن تقوم بها بطريقة متعمّدة. قامت بعض البلدان، مثل البوسنة والهرسك، بهذا الأمر بمساعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات الاتحاد الأوروبي وأنشأوا عشرين برنامج توظيف لحل مشكلة التمثيل. يمكن القيام بهذه الخطوة، فحتى أن الولايات المتحدة نفسها قد فعلتها.

براين دولي: ما هو خطر استمرار توظيف طائفة واحدة من الشعب في الشرطة؟

ستاسي ستروبل: الشرطة في البحرين هم من الطائفة السنية. لا تأتي هذه الفئة من البحرين، بل تحضرهم الحكومة البحرينية من باكستان واليمن وسوريا والأردن وغيرها من الدول. لا يعرف هؤلاء الأشخاص أساس الصراع القائم، لذلك يستخدمون القوة للحفاظ على الأمن. هم لا يحترمون المجتمع الذي يتعاملون معه، وفي حال لم أحترم الشخص الذي أتعامل معه فأنا حتمًا أفاقم المشكلة وأزيد من خطورتها.

براين دولي: لأن الكثير من أفراد الشرطة السنية تأتي من دول خارج البحرين، فهم لا يمثلون البحرينيين والشيعة. هم ليسوا بحرينيي الأصل. إذن، كيف يمكن أن نصلح الأمر؟

ستاسي ستروبل: كخطوة أولى يجب أن تضغط الدول الحليفة للبحرين عليها، مثلًا يمكن لحليفتها العسكرية الأساسية أمريكا أن توقف مدّها بالسلاح والمعدات والتدريبات إلى أن تقوم بجهود فعالة لإصلاح سلك الشرطة وإخراط الفئات التي كانت مستضعفة في السابق. ويجب على القيادة العليا أن تدرك أنه لا يمكنها أن تستمر في خرق حقوق الإنسان الذي كانت تمارسه في السنوات الأخيرة وأن تطالب بشئ أكثر تفاعلًا في المجتمع، أحبذ أن أشاهد زعماء معارضين يعملون يدًا بيد مع الشرطة والضباّط.

براين دولي: إن كانت مشكلة الشرطة هي الأصعب على المجتمع لحلها، فهل يجب أن تبدأ البحرين بحلّها أولًا؟

ستاسي ستروبل: نعم بالتأكيد، فهي أساس الإصلاح. كانت هذه الخطوة أساس الإصلاح في إيرلندا، فالأمر يتعدى كونه إخراط فئة معينة بل هو تدريب ومن حقوق الإنسان وقد ساهمت جهود المجتمع المحلي في جعل البلد يتقدم نحو المسار الصحيح. هذا ما نتعلمه في مدرسة الشرطة؛ الشرطة هي المسؤول الحكومي الموجودة في الخطوط الأمامية في التعامل مع السكان. وعليه، إن بدأت الشرطة بالتغيير، سيلاحظ الناس جميعًا هذا الأمر. تغيير الشرطة يحسّن الأمور بسرعة، لذا هو المكان الذي يجب أن نبدأ به لبناء منشآت دستورية جيدة للديمقراطية. يجب أن نبدأ من مكان ما، وفي حال اقتنع الشعب أن هناك شيء ما يتغير بحق يمكن أن تتقدم الشرطة والدولة أيضًا.

11 فبراير/ شباط 2015

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus