إرهاب الأمن البحريني: صورة الشيخ علي سلمان تساوي الموت
2015-01-21 - 5:43 م
مرآة البحرين (خاص): ماذا كان يفعل هذا الشاب السلمي أكثر من كونه يحمل صورة؟ يقف أعزلاً تماماً أمام مدرّعة محصنة من كل شيء، إلا عن رغبتها الوحشية في القتل، لم يكن هذا الشاب يهتف أو يصرخ أو يفعل أي شيء، لم يرفع سوى صورة الشيخ علي سلمان الذي خرج احتجاجاً على اعتقاله، وقف ممارساً حقه في التعبير عن رفضه لهذا الاعتقال بكل سلمية ومدنية. في الوقت ذاته، كان المجرم الذي استهدف الشاب الأعزل محميّاً ببطن مدرّعة حديدية، لا يصل إليه الخطر، بل لم يستهدفه أحد بشيء، لم يجرؤ هذا الإرهابي التابع لقوات الأمن البحريني أن يُخرج أكثر من فوهة بارودته من فتحة صغيرة مخصصة داخل المدرّعة، ليطلق رصاصته التي تستهدف القتل، مباشرة في وجه الشاب، ومن مسافة أمتار قليلة. هل يمكن أن يكون الإرهاب غير هذا؟
الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس 20 يناير، 2015 لاستهداف شاب أعزل إلا من صورة سلمان، هو نموذج لجرائم تتكرر بشكل يومي منذ 25 يوماً هي مدة اعتقال أمين عام الوفاق. في كل يوم تطالعنا صور إصابات خطيرة لمحتجين سلميين غارقين في دمائهم بفعل رصاصات الشوزن المحرمة دولياً، وتغرق معهم في ذات الدم صورة الشيخ علي سلمان التي كانوا يرفعونها. ليس آخرها الإصابة المباشرة التي تعرّض لها رجل مسن في تاريخ 6 يناير 2015، عندما خرج رافعاً صورة الشيخ علي سلمان قبل أن تداهمة إصابة مباشرة في الوجه بطلقة مسيل دموع، لتسقط من يده صورة علي سلمان غارقة في دمه. الوزارة الحاضنة للإرهاب تريد أن تقول للمحتجين السلميين: صورة علي سلمان تساوي الموت، لا فرق أن تحمل صورة تحتج بها أو تحمل مولوتوفاً، سيواجهك المصير ذاته: سنقتلك.
هل يمكن لوزارة الداخلية أن تبرر جريمتها الموثقة تلك؟ هل ستكرر الداخلية كذباتها بأنها تتعامل مع مخربين يعتدون عليها بقنابل محلية الصنع؟ هل ستكرر اسطوانتها الفاجرة بأنها اضطرت للتعامل معهم بالقوة؟ هل ستتجرأ؟
لقد أغرق رصاص الشوزن وجه الشاب وجسده في الدم، راح يركض باتجاه باقي المتظاهرين وهو في صدمة الإصابة التي باغتته. كأنه غير مصدّق لهذه الوحشية المريضة. لم يخرج من صوته غير آهات الإصابة. الدم الذي انتشح من وجهه وأنحاء جسده رسم آثار خطواته على الطريق. سقط جسده منهكاً على الأرض بعد أن شعر أنه وصل لأمان الناس، لكن شيئاً أصر أن يبقيه ملتصقاً بيده حتى آخر لحظة: صورة الشيخ علي سلمان. غرقت في الدم لكنها بقت شامخة.