مرآة البحرين: أضاءت خطبتا الجمعة لخطيبي جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم والسيدة عائشة أم المؤمنين بالحد الشيخ عبداللطيف المحمود على نتائج الانتخابات التونسية التي أظهرت فوز حزب النهضة التونسي ذا التوجه الإسلامي والذي يتزعمه الشيخ راشد الغنوشي.

وفي حين تساءل قاسم ما إذا "كان الإسلاميون على قدر هذه المسؤولية" مجيباً في الوقت نفسه بأنه "إن كان لهم ذلك سعدت بهم الأمة وساندتهم، وتعمق تعلق الناس بالإسلام". اعتبر المحمود أن فوز الإسلاميين نتيجة طبيعية "مع الانتخابات ذات المصداقية تظهر حقيقة توجهات الشعوب الإسلامية إلى دينها وتمسكها به كما حدث في تونس".

وأضاف قاسم "يبقى اختبار الاسلاميين تحمّل الأمانة، وهي أمانة ثقيلة لا يتحملها إلا الكبار بفهم ناضج ومواصفات كبيرة". لكنه حذر في هذا السياق من أنهم يمكن أن يسقطوا في حال تنافسهم على الثروة وإساءة فهم الإسلام "أما لو أساءوا فهم الإسلام، وصاروا يتنافسون على الثروة وتوجهوا للأمجادالدنيوية، فإنهم سيسقطون في نظر الأمة ويتجنون جناية كبيرة في حق الإسلام" على حد تعبيره.

في سياق آخر، انتقد قاسم الحكومات العربية معتبراً أن "مطلبها صار شعبا بلا إرادة وبلا تطلع نحو الحرية والحقوق، وحتى بلا لسان". ورأى أن ذلك هو السبب الذي "دفع الشعوب لإسقاط الحكومات واحدة تلو الأخرى". واعتبر أن ذلك هو "ما يدفع  هذا الشعب (البحريني) أن يبذل الكثير من أجل كرامته، ويجعل الأثمان الغالية رخيصة في سبيل ذلك" وفق تعبيره.

بدوره، تطرق المحمود في خطبته إلى سياق قريب "رأينا دولا تدعي الإسلامية لكن أظهرت ممارساتها وسلوكها مع شعوبها بعدها عن الدين وعداوتها للمؤمنين واعتدادها بالطائفية المقيتة".

وأضاف "رأينا دولا تحارب التوجهات الإسلامية وتدفع بهم إلى غياهب السجون وتضغط عليهم وترهبهم وتمنعهم من المشاركة في الحياة السياسية وتضيق عليهم في حرياتهم وفي معاشهم، مؤيدة من الدول الكبرى التي تخاصم الإسلام والمسلمين"، مستدركاً "فإذا بأولئك الحكام يخرجون من الحكم بكل الخزي والعار".

وتابع المحمود "مع الانتخابات ذات المصداقية تظهر حقيقة توجهات الشعوب الإسلامية إلى دينها وتمسكها به كما حدث في تونس، إذ تؤكد أن لا ملجأ لها من أولئك المتآمرين عليها وعلى ثرواتها وعلى دينها إلا إلى الله تعالى".