ذاكرة 2014: آل الخواجة في المعتقل جميعا

2015-01-08 - 2:10 ص

مرآة البحرين (خاص): كان العام 2014 عامًا حافلًا بالإدانات الدولية ضد ممارسات النظام الحاكم القمعية بحق عبد الهادي الخواجة وابنتيه مريم وزينب: العائلة المناضلة كما سمّتها وسائل الإعلام الدولية.

البرلمان الأوروبي أصدر في فبراير/شباط من العام نفسه بيانا يطالب بالإفراج الفوري عن عبد الهادي الخواجة. كما صدرت حزمة من البيانات عن المنظمات الدولية تطالب الحكومة البحرينية بإطلاق سراح الخواجة وابنتيه على وجه السرعة، إذ شهد العام المنصرم اعتقالات طالتهم جميعا لأوّل مرة.

الحكومة الدنماركية لم تألُ جهدًا لتحصيل قرار بالإفراج عن عبد الهادي الخواجة الذي يحمل جنسيتها إلى جانب الجنسية البحرينية، خصوصًا بعد عودته للإضراب عن الطعام وتدهور وضعه الصحي في أغسطس/آب 2014. ويقضي عبد الهادي حكما بالسجن المؤبّد إلى جانب 13 قياديا وناشطا اتّهموا بتزعّم احتجاجات ثورة 14 فبراير/شباط، التي طالبت بإنهاء الحكم الديكتاتوري في البلاد.

ابنته الناشطة الحقوقية المعروفة زينب الخواجة، والّتي اعتقلت أكثر من 15 مرة منذ انطلاق ثورة 14 فبراير، وقضت عدة أحكام بالسجن منذئذ، كادت أن تضع مولودها الجديد (عبد الهادي) بين قضبان السجن، بعد أن اعتقلت إثر تمزيقها صورة الملك أمام محكمة بحرينية.

كانت زينب قد عادت للحرية في فبراير/شباط 2014 بعد أكثر من 10 أشهر على سجنها، لكنها حوكمت مرة أخرى بتهمة إهانة الشرطة، وصودر جواز سفرها. تكرّرت محاكمات زينب بتهم جديدة متعددة منها الدخول إلى منطقة محظورة، وتمزيق صورة الملك البحريني حمد بن عيسى، وأعيد اعتقالها بعد أن كررت تمزيق صورته علنا أمام المحكمة، لكن السلطات اتّخذت قرارا مفاجئا بإطلاق سراحها في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم صدر آخر الأحكام ضدها في 9 ديسمبر/ كانون الأول بالسجن سنة و4 أشهر.

ولم تبقَ مريم الخواجة بعيدة عن مشهد الاعتقالات هذه المرة، إذ اعتقلت من مطار البحرين الدولي خلال محاولتها دخول البحرين في 29 أغسطس/آب 2014، لزيارة والدها المضرب عن الطعام في سجنه. سحبت السلطات جواز مريم وأحيلت إلى النيابة بتهم متعددة منها الاعتداء على شرطية داخل حرم المطار، وكان المتوقّع أن يكون استهدافها بسبب حملة "مطلوبين للعدالة" التي شنّتها في الخارج ضد رموز النظام البحريني، وعلى رأسهم ملك البلاد.

وإثر ضغوط دولية وإعلامية شديدة، أجبرت السلطات على الإفراج عن مريم الخواجة رغم إصدارها قرارا بحبسها، وغادرت مريم البلاد بعد أن رفعت السلطات حظر السفر عنها بعد فترة، إلا أن حكما بالسجن عامًا كاملًا بات ينتظرها في البحرين.

من جانبها، ظلت خديجة الموسوي زوجة المعتقل عبد الهادي الخواجة، تنقل رسائل أفراد عائلتها عبر شبكة تويتر، كلما اعتقل أحدهم. كما أن الموسوي حصلت في العام الماضي على حكم قضائي بالتعويض بعد فصلها تعسفيًا من العمل عام 2011، انتقاما من عائلتها.

كاتبة في موقع منت برس نيوز قالت في تقرير خاص إن الثورة البحرينية المزعجة تشهد حربا بين ملك وعائلة من المناضلين من أجل الحرية، مشيرة إلى أن عائلة الخواجة كأسرة مانديلا في جنوب أفريقيا، يعملون في مجال الحرية، ويبدو جليًا أن النشاط الحقوقي يسري في جيناتهم الوراثية.

بينما قال تقرير صحافي آخر إن النظام يمارس إرهابا على عائلة من أبطال حقوق الإنسان في البحرين، وإن آل الخواجة يدفعون ثمنًا باهظًا لتحدي حكومة تدعمها الولايات المتحدة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، انتشرت صورة أثيرة للناشطة زينب الخواجة، وهي تقابل مدرّعات الأمن، في صدر الإعلان الرسمي عن الفيلم الوثائقي الأمريكي "نحن العمالقة"، الذي عرض في دور السينما الأمريكية والبريطانية، وأعده مخرج أمريكي عن انتفاضات الربيع العربي. أيقونة الفيلم ركّزت على عائلة الخواجة، كما أن اسمه استقي من عبارة لزينب الخواجة نقلتها عن والدها.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus