ذاكرة 14 فبراير: كوريا الجنوبية توقف تصدير مليون ونصف قنبلة غاز مسيل للدموع إلى البحرين

2015-01-06 - 6:40 م

مرآة البحرين (خاص): في واحدة من المرات النادرة، سرّبت منظمة "بحرين ووتش" مناقصة رسمية عرضتها حكومة البحرين لشراء مليون ونصف قذيفة و90 ألف قنبلة من مسيلات الدموع، وكانت المناقصة من المرجّح أن ترسو على شركة في كوريا الجنوبية.

إثر ذلك، أطلقت المنظّمة في الربع الأخير من عام 2013 حملة دولية لوقف تصدير القذائف المسيلة للدموع إلى البحرين، وقدمت في هذا الإطار شكاوى إلى مقرري الأمم المتحدة لوقف هذه الشحنة إلى البحرين، في حين قام فريق قانوني من محامي حقوق الإنسان البريطانيين والأميركيين، بالتنسيق مع "بحرين ووتش"، باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشركة المزوّدة.

وشاركت في هذه الحملة منظّمة العفو الدولية، وعدد كبير من الناشطين، كما دعمتها الجمعيات السياسية والحقوقية في البحرين.

وعلى الفور تحركت حكومة البحرين وأرسلت وفداً رفيعاً إلى كوريا الجنوبية  في محاولة للتأثير على مسار الحملة، وإقناع الحكومة الكورية بالمضي في المناقصة.

وقامت "بحرين ووتش" من جهتها بزيارة سيئول، وبدأت حدة الضغوط الإعلامية والحقوقية ترتفع ضد كوريا الجنوبية، ثم توّجت في السابع من يناير/كانون الثاني 2014، بإعلان حكومة كوريا الجنوبية رسميا حظر تصدير قنابل الغاز إلى البحرين، وإلغاء الصفقة المقرّرة بين الشركة الكورية والحكومة البحرينية، ما أوقف شحنة من مليون ونصف قذيفة كانت ستصدّر إلى البحرين.

وقد اعترف القائم بأعمال السفارة الكورية بالمنامة بنجاح الحملة ضد شحنة الغاز المسيل للدموع، وأن ذلك أدى لتدخل الحكومة الكورية بشكل مباشر وإيقاف الشحنة.

وزار وفد من منظمة بحرين ووتش عاصمة كوريا الجنوبية (سيئول) في 16 مارس/آذار 2014. وقالت عضو المنظمة، الدكتورة آلاء الشهابي، إن الزيارة كانت لتقديم شهادة أمام البرلمان حول هذه القضية، ولشكر الكوريين الذين تضامنوا مع البحرين.

من جانبها رحبت جمعية الوفاق في بيان لها بقرار الحكومة الكورية، في حين استخلصت منظمة العفو الدولية من قرار كوريا بوقف شحنة الغاز للبحرين رسالة بأن "القمع مرفوض".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، كشفت نائبة في البرلمان الكوري الجنوبي أنّ شركة كورية كانت قد صدّرت أكثر من 3 ملايين قنبلة غاز مسيلة للدموع منذ العام 2011، ورغم إيقاف التصدير لا تزال البحرين تتربّع على قائمة المستوردين لقنابل الغاز من كوريا في الفترة من 2011 إلى 2014.

يذكر أن منظّمة أطباء بلا حدود اتّهمت البحرين باستخدام الغاز المسيل للدموع بشكل لم يسبق له مثيل في العالم منذ 100 عام، وكان عدد من شهداء ثورة 14 فبراير قد سقطوا بسبب اختناقهم بهذا الغاز الذي اكتشف أنّ تركيبته سامّة، كما تسبّب هذا الغاز بإجهاض عدد من الحوامل، وفضلا عن استخدام قوات النظام البحريني قنابل الغاز كعقاب جماعي متكرّر للقرى الشيعية، برميها داخل منازلهم، سجّلت الكثير من حالات القتل التي استخدمت فيها هذه العبوّات كسلاح، بتصويب طلقاتها القاتلة إلى رئوس المتظاهرين مباشرة.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus