مرآة البحرين (خاص): في معرض تعليقه على حلقة برنامج الاتجاه المعاكس يوم أمس، والتي استضافت القيادي المعارض خليل المرزوق وعضو مجلس الشورى سميرة رجب، وصف عضو مجلس الشورى السعودي الكاتب والمفكر (إبراهيم البليهي) كلام رجب بأنه أساء للسلطة البحرينية أبلغ إساءة لأنه كشف عن منطق يعتمد النفي والاستئصال.
وأكد البليهي عبر حسابه في تويتر، أنه لم يستمع إلا لبعض النقاش "لأن زعيق المرأة ومواصلتها المقاطعة لم يترك فرصة للإصغاء" وقال إن رجب كانت غير منطقية بتاتاً وتقاطع وتصرخ "يناقشها رجل بأدب ومنطق وعقل وهدوء، وتصرخ في وجهه بكل صلف وبعيدا عن المنطق"
وأكد البليهي أن هذه هي المرة الأولى التي يتعرف فيها المرزوق ورجب، وأن من حسن الحظ أنه لا يعرف أيا منهما من قبل، ليكون تقييمه بناء على ما قاله كل منهما، لا متأثرا بأي خلفية مسبقة.
وأضاف موضحا "الرجل الذي ظهر اليوم بالاتجاه المعاكس لا أعرف عنه شيئاً إلا من لقاء اليوم، لكنه كان منطقياً وهادئاً ولا يقاطع" ووصف حديث المرزوق بالمؤدب والملتزم بأدب الحوار، وفي المقابل قال عن رجب إنها كانت تعتمد الصراخ والمقاطعة واللجاجة والزعيق، وتهميش المغاير.
وخلص البليهي إلى أن ما سمعه كان في صالح الطرف الذي يمثله المرزوق، ووصف النقاش بأنه بين طرف يمثل السلطة في البحرين، وطرف يمثل الليبراليين. وقال إن الكلام المختصر الذي كرره المرزوق مرارا بيّن مطلبه بوضوح وأجمله بعبارات موجزة.
وهاجم البليهي رجب بقوله "من الواضح أن لا قيمة للإنسان عند تلك المرأة" موضحا "حين سئلت عن القتلى كانت تتحدث عنهم وكأنها تتحدث عن حقائب مفقودة أو بضائع تالفة ومطلوب التعويض عنها، وليس عن رجال ونساء، إنه منطق يستخف بالإنسان"
وفيما يبدو تعليقا على دفاع رجب عن صدام قال البليهي "مسكينة هذه الشعوب التي تتبرمج بالأوهام، يزدهر العالم وتغمره تغيرات نوعية هائلة وهم يعيشون في عهد جساس وكليب وثقافة الحجاج وصدام والقذافي"
ومعلقا على خرافة إتباع البحرين أو العراق لإيران يقول البليهي إن بحماقة صدام في احتلال الكويت انتهى عهد الغزو إلى الأبد "والعالم لا يسمح بأن تبطش سلطة بشعبها، وهو أشد رفضاً لعدوان دولة على أخرى، فضلا عن إلغائها" واصفاً ذلك بالأوهام الغريبة والتضليل الذي لا يمكن أن يصدقه إلا الذين لا زالوا يعيشون بعقلية عصور الغزوات والفتوحات.
وأكد البليهي أنه تجنب الحديث عن البحرين خلال الشهور الماضية لأنه لم يملك المعلومات الكافية ولأن الأخبار كانت متضاربة، وأن تعليقه الأخير ليس تقييما للوضع في البحرين، ولكنه منحصر فيما جرى نقاشه في البرنامج.
ورغم الاحترام الذي أبداه عدد من الموالين لرأيه كونهم على معرفة به مسبقا، إلا أنه لم يسلم من "الترولز" هو الآخر، فقد تلقى عدة تعليقات استهجنت رأيه وغمز أحدهم إلى احتمال كونه شيعيا، مدعيا بأنه من الأحساء، لكن البليهي رد عليه أنه من "القصيم" معتبرا ذلك خداعا لا أخلاقي.
وفي تعقيبه على هذه الإثارت الطائفية، أكد البليهي أن "الذين يؤججون الطائفية هم المتضررون لأن الطائفية تعني تغييب العقل وإلهاب العواطف العمياء وإهدار المعنى الإنساني وهدم جسور التواصل وإشعال الحقد" وأضاف في تغريدة أخرى "كلما تعمقت الطائفية في العقول أوهمت المتبرمجين بها أنها هي وحدها الحق وأن المغايرين هم الطائفيون، فالطائفي القح يجهل أنه طائفي، إنها عمى مطبق" داعياً متابعيه إلى تحرير أنفسهم من أغلال الطائفية والمذهبية.
وللبليهي المؤهل ليكون وزير الشئون البلدية في السعودية، آراء واسعة وجريئة في نقد الفكر العربي والإسلامي، ومواقف ايجابية تجاه الحضارة الغربية، وهو متأثر بالفلسفة، ومهتم بنقد بنية التخلف.
ويوصف البليهي بالحالة المتميزة بين المثقفين والكتاب السعوديين، فهو يحتفظ بحضوره الديني رغم فكره الحداثي الحاد، ما يجعله مقبولا من كل الأطراف، وصاحب تأثير، وقد استضافه تركي الحمد في برنامج إضاءات العام الماضي.
وعلاوة على مؤلفاته وكتاباته في صحيفة الرياض، فهو يعمل على إنجاز مشروع فكري واسع "لتحليل بنية الجهل المركب بوصفه بنية صلدة مغلقة وتشخيص موانع النهوض ومكمن التقدم" كما يوضح في حسابه على تويتر، وكما تعرفه شبكة ويكيبيديا، ويرى البليهي أن "عز الإسلام وازدهار المسلمين لن يتحقق إلا بالمناخ الليبرالي كما في تركيا وماليزيا" حسب قوله.