افتتاحية حصاد 2014: مؤشر الإصلاح حيث يكون شيخ علي سلمان

2015-01-01 - 3:19 ص

 

مرآة البحرين (خاص): بدأ العام 2014 في البحرين، بصورة تجمع ولي العهد مع أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان. كان العنوان هو محادثات لإحياء المصالحة والحوار، وقد حرص ولي العهد على لازمة ظلت تتكرر، وهي أن هذا اللقاء هو بمبادرة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وختم العام أحداثه بمبادرة أيضاً، لكن لم يعلن أحد تبنيها، وهي اعتقال الشيخ علي سلمان!

حدثان يلخصان العام بكثافة بليغة، حيث يكون شيخ علي سلمان، مؤشر الانفراجة في القضية البحرينية، قضبان سجن الشيخ، هي الأكثر دلالة على انغلاق الحل، كما كانت جلسته مع ولي العهد المؤشر الأكثر دلالة على قرب انفراج الحل.

هناك صراع محتدم بين الإصرار والعناد، إصرار الشيخ على تحقيق مطالب 2014، وعناد رجل القبيلة (الملك) في الاستفراد بكل شيء، الإصرار موقف عقلاني يستخدم فيه الانسان إرادته وأخلاقه لتحقيق شكل من الحياة أفضل عبر تحدي الصعاب. والعناد حالة غرائزية يحركها الجهل، وفي حالتنا هو جهل البدوي الذي يعتبر التنازل والتسويات ضياعا لشرف الجاهل.

العقلية البدوية لا تقبل منطق المشاركة، لكنها تقبل منطق الخضوع، وتقاسم الغنيمة، لذلك وجدت في المحتل البريطاني من 1816 القوة التي تنصاع لها مقابل أن تتقاسم معها الغنيمة. في الماضي كانت تمنحه السلطة والتحكم مقابل الحماية والدفاع، وفي الحاضر منحته امتيازات استثمارية، وقاعدة عسكرية، وأخذت منه موقفاً غير أخلاقي.

القبيلة بعقلها البدوي جاءت من الخارج وستظل تعلق مشاكلها على الخارج. لا يمكنها أن تنظر في وجوه شعب هذه الأرض لأنها سترى غربتها الروحية وغرائبيتها السلوكية، لن ترى وجوهاً تشبهها، لذلك تريد أن تكسر مرايا الأرض الأصلية، وتزرع بدلا منها جنسيات ليست من ملح هذه الأرض. إنه الجنون، وفي مفصل الانتخابات هذا العام، وجد الدكتاتور نفسه من غير شعب، كانت "انتخابات بلا شعب"، وكان عيدا وطنيا بلا حدث وبلا مواطنين، سوى الزيف (مرتزقة مجنسين) الذي شاهدناه يحتفل بأشكال ليس فيها أدنى مشترك مع هويتنا.

سيظل هذا الغريب الذي يتأبى على إصلاح يهيئه للاندماج مع الأرض وثقافتها الحضرية، يعول على الغريب، ويطلبه ويبني له قواعد عسكرية، ويمنحه أوسمة الصداقة لعله يشعر بالألفه التي يفتقدها مع ما يفترض أن يكون شعبه.

الأوطان تبنيها الأرضيات المشتركة، وطوال التاريخ النضالي للبحرينيين، كان الهدف هو بناء هذه المشتركات، فيما هدف الغريب هو تمزيقها وتشطيرها واستبدالها بما هو خارج عنها. سيظل هو يمتحي من تاريخ الغزو (الفتح)، وستظل هذه الأرض تتأبى الانصياع لقواعد الغازي.

في حصاد العام الرابع، نضع بين أيديكم أجندة الثورة، في تفاصيلها الكبيرة والصغيرة التي تحكي قصة هذا الصراع.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus