أليكس مورغن: تراجع حرية الصحافة ينذر بالمزيد من الآلام في البحرين

2014-12-31 - 5:53 م

أليكس ديلمار-مورغن، موقع رابطة الصحافة البحرينية

ترجمة: مرآة البحرين

اختُبِرت  حرية الصحافة في العالم العربي على مرّ الأعوام القليلة الماضية. إذ تمّ اعتقال وترحيل الكثير من الصحفيين الذين كانوا يؤمنون تغطية حراك الربيع العربي؛ وقد تمّ إرجاع بعضهم من المطارات أيضًا. ولا تعد البحرين، التي يرى البعض أنّها منارة للتقدّم في منطقة الخليج العربي قبل اندلاع الاحتجاجات المُطالِبة بالديمقراطية في فبراير/شباط في العام 2011، استثناءً على الإطلاق.

في مارس/آذار من العام 2011، كنت أسير باتّجاه دوار اللّؤلؤة، مهد الحركة الاحتجاجية، عندما تمّ تكبيلي ووضعي في مؤخرة ناقلة جند مدرّعة تحت تهديد السلاح من قبل الجيش البحريني. ومن المثير للسخرية أنّ ذلك حدث مباشرةً أمام مبنى فندق شاهق الارتفاع نزل فيه عدد من الصحفيين الأجانب. ونجح أحد المصورين بتوثيق الحادثة كلّها على الكاميرا، من غرفته.

ألكس 1

بعد عدّة ساعات من الاستجواب في مركز الشرطة، أُطلق سراحي من دون أي أذى. ولو لم أكن صحفيًّا معتمدًا لدى السّلطات، لأصبح مصيري مبهمًا، وكان سيتم ترحيلي على الأغلب.

ساء وضع حرية الصحافة في البحرين منذ اندلاع حراك الربيع العربي. إذ ارتفعت حصيلة  اعتقال الصحفيين والمدوّنين والمصوّرين المحليين الذين ينتقدون الحكومة إلى درجة تدعو للقلق. وما يزال بعضهم خلف القضبان.

ولكنّ البحرين ليست كسورية أو إيران. في الأصل، سمحت الحكومة بدخول الصحافة الأجنبية عندما اندلعت حركة الربيع العربي. الآن أصبح من الصعب، وليس من المستحيل، الحصول على تأشيرة دخول كصحفي أجنبي. ولا تتجاوز مدّة التأشيرة بضعة أيّام.

على النقيض من ذلك، كان، وما يزال، من الصعب جدًّا تغطية الاضطراب السياسي في السعودية وغيرها من الدول في منطقة الخليج.

وعلى الرغم من كل الانتقادات المُوجهة للبحرين في السنوات الأخيرة، من المهم أيضًا أن نتذكر أنّها الدولة الخليجية الوحيدة التي لديها ما يشبه معارضة سياسية حقيقية وصحافة مستقلّة. غير أنّ الأمرين اللذين جعلا من البحرين منارة للأمل في الخليج قبل العام 2011 يصبحان محدودين أكثر فأكثر، وبشكل مثير للقلق.

واضح أن الحكومة لم تفعل شيئًا، تقريبًا، لتنفيذ التوصية في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بإصلاح الصحافة التي تسيطر عليها الحكومة، وهي تتصرف عمليًا كآلة دعاية تابعة للدولة. واستخلص التقرير أن الإعلام المنحاز الذي يديره النّظام، بالإضافة إلى فشل الحكومة في إفساح المجال أمام المعارضة للتعبير عن رأيها، أمران "يهدّدان بتوسيع الشرخ السياسي والعرقي". وهذا ما حدث.

ترتاب السلطات كثيرًا بشأن الإعلام الأجنبي بسبب سوء أداء الصحافة في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية. وفي حال أرادت البحرين فعلًا التّشجيع على الانفتاح والتسامح، كما تدّعي، عليها أن تباشر بالسماح للمزيد من الصحفيين بالدخول إلى البلاد ليستطيعوا تنفيذ مهامهم وتغطية ما يحدث فعلًا هناك.

هل تفضّل الحكومة الحصول على تغطية إعلامية على الأرض أو على خبر رُكّبت أجزاؤه على يد صحفيٌّ مستاء على بعد آلاف الأميال بسبب رفض منحه تأشيرة الدخول؟ إنّ محاولات الحدّ من حرية التعبير والصحافة في البحرين ستضر بالمملكة على المدى الطويل، إذ أنها ستوسع الشرخ بين الطرفين، وستجعل احتمال تحقيق أي تسوية مستبعدًا.

أليكس ديلمار-مورغن صحفي مستقل في لندن يكتب للكثير من الصحف لا سيّما الدايلي تليغراف والإنديبندنت. وكان في السابق مراسلًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" و"داو جونز" في قطر والبحرين.

التاريخ: 23 ديسمبر/كانون الأول 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus